البحث عن الزعامة والحصول على أى مكسب حتى ولو على حساب الوطن، أصبح هدفا من بعض من يشارك فى الحياة السياسية حاليا، فخلال أيام قليلة قادمة، وبالتحديد الاثنين المقبل، سينعقد البرلمان فى تشكيلته الجديدة، لتكتمل خارطة طريق ٣٠ يونيو، وتصبح هناك ذراع تشريعية للسياسة المصرية.
المصريون قالوا كلمتهم فى صناديق الانتخابات، قد تختلف مع النتائج، وقد تتفق، ولكن فى النهاية هى إرادة الناخبين وعلى الجميع احترامها وتوقيرها، ولكن أن يتصور البعض أن وقت الحصول على مكاسب قد حان، فهو أمر غير مقبول، وينم على انتهازية سياسية مرفوضة. وعلى سبيل المثال لما ذكرت هذا الشخص الذى أصبح فى يوم وليلة حديث الناس فبهرته الأضواء وعمت بصره عن رؤية الأحداث، نجح فى الانتخابات وقت مرسى على مستوى الطلبة فاعتقد أن شعبيته كاسحة وهو غير ذلك لأن الأجواء جميعها كانت ضد المرشح المنافس له، واختير ضمن لجنة الخمسين كممثل للشباب وكانت له فكاهاته فى المناقشات السياسية التى تنم على الانتهازية السياسية فمثلا حينما أقرت اللجنة مادة سن المرشح للبرلمان وحددتها بأن تكون ٢٥ عاما طلب أن تحسب بالعام الهجرى وليست بالعام الميلادى ليسمح ذلك له بالترشح فيما بعد، وبالطبع قوبل طلبه بالرفض، وحينما عرضت المادة الخاصة بالمحاكمات العسكرية سأل ممثل الأزهر عن تفسير شرعى للمادة حتى يوافق عليها.
المهم هذا الشاب المعجزة كون حزبا، وحزبه الجديد على الساحة السياسية تتنازعه أطراف كثيرة، طرف ممثل عن الحزب الوطنى المنحل وآخر رجل أعمال وثالث ممثل للشباب، وحينما ينعقد المكتب السياسى للحزب تجد الصراع واضحا فى مناقشات الأجنحة الثلاثة المتصارعة، حتى حينما قرر منفردا الانسحاب من إئتلاف دعم مصر كان قرارا منفردا وليس قرار حزب، وإلا ما كان هناك ٣٤ نائبا من حزبه يصرون على الانضمام للإئتلاف من أصل ٥١ نائبا نجحوا للحزب فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو دليل واضح على أن هناك تيارات متناقضة داخل الحزب كفيلة بتدميره وهدمه.
رئيس الحزب الذى أتحدث عنه، صاحب تصريحات من أشهر التصريحات التى أثارت الجدل فى الحياة السياسية فى مصر، فهو من قال إنه لايزال يحصل على مصروفه من والده، وهو أيضا صاحب مقولة إن مصر تستهدف الوصول إلى جلب مليار سائح فى عام ٢٠١٦، هو شخصية فريدة فى الفكاهة والتندر، ولكن الحياة السياسية فى مصر لا تحتمل مثل هذا العبث ولا يمكن أن يكون هناك حزب يدار وفق صراع ثلاثى بهذه الطريقة، وبكل تأكيد فان شخصية الحزب الوطنى المنحل فشلت فى هدم الكيان السياسى الجديد تحت القبة وأصبح واضحا أن الحسابات السياسية الخاطئة ومعها فشل شخصية الحزب الوطنى المنحل التى تتحكم فى عقل رئيس الحزب فى حسم المعركة السياسية لصالحه.
مصر فوق الجميع، وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.