كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا وحازما وصريحا أكثر من أى مرة أخرى خاطب فيها الناس.. عندما تحدث عما يمكن أن تشهده مصر بسبب الدعوات الخائبة للنزول إلى الشارع فى ٢٥ يناير المقبل.
دعوة ٢٠١١ صادفت تجاوبا شعبيا.. من قطاعات عديدة من المصريين.. من بينهم الزهقان والمحروم والعاطل والمعذب واليائس.. من بينهم الباحث عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.. من بيهم الرافض للتوريث والباحث عن وجوه جديدة وطنية مخلصة غير فاسدة أو مفسدة.
وقبل كل يناير.. تتجدد الدعوات لتظاهرات فى هذه المناسبة.. وفى كل مرة كان الداعى مختلفا.. وكانت الأهداف مختلفة.. لكن الشعب دائما كان يرفضها.. وتعامل معها جميعا على أنها دعوات مغرضة ومخربة.. فكانت تمر الذكرى هادئة باردة..بعد أن ارتبطت تلك الذكرى فى أذهان المصريين بالمؤامرة والتخريب والقتل والدمار واسقاط مؤسسات الدولة.. هكذا أصبحت ٢٥ يناير عند المصريين.. وعندما تقترب الذكرى وتطفو على السطح الدعوات بالتجمع أو التظاهر.. يستنفر المصريون ويرفضون أى محاولة للمساس بأمن وأمان الدولة ولا مؤسساتها.. لقد أدرك المصريون أن الوقت لم يعد وقت التظاهر والتخريب وإنما وقت العمل والتعب وبذل الجهد من أجل مصر.
دعوات التظاهر فى يناير تتشابه عندى مع دعوات مهاوويس الرياضة المسمين بالألتراس.. دعوات من يرفضون الدولة وينكرون النظام ويعتبرون الفوضى دستورهم وميثاقهم. الشعب الرافض للألتراس ومن شابههم وضعهم فى حجمهم الطبيعى.. وعلى الدولة أن تنفذ ارادة الشعب بفرض القانون على كل من تسول له نفسه العبث بتلك الأمة.
واذا كان الرئيس يقول لنا ولهم.. انه سيكون طيعا عند نزع الملك.. لأن الله وحده هو من يهب الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.. فان الله وضع ارادته فى يد الشعب.. وأصبحت ارادة الشعب هى ارادة الله.. واذا أراد الشعب رحيل أى حاكم فإن الله يدعم تلك الارادة.. فلا مهرب من ارادة الله.. ولا من ارادة الشعب.
ولكن ما يجب أن نفهمه.. هو أن هؤلاء المخربين المفسدين الفوضويين ليسوا من الشعب.. ولا يمثلونه ولا يملكون رصيدا يحركون به الا أنفسهم.. لذلك فإن الدعوة المشبوهة للتظاهر فى يناير لا تهدف الا اشاعة الذعر والخوف.. ومحاولة اظهار مصر أمام العالم بأنها بلد غير مستقر.. والقفز على كل ما حدث من انجازات اقتصادية وسياسية وديمقراطية.. وبعد كل هذا فإن الشعب الذى يدرك حقيقة تلك الدعاوى.. ويعرف حجمها.. ويعرف من وراءها تنظيما وتمويلا وترويجا.. هو نفس الشعب الذى سيقف أمام كل محاولات التخريب والتدمير وسيوقف تلك الدعاوى المشبوهة.. وهو الذى سيدفع التجربة التى نعيشها إلى النجاح.. الأمر بيد الله.. والارادة هى ارادة الشعب.
المصريون والمولد النبوى
لا يترك المصريون مناسبة دينية أو غيرها إلا واحتفلوا بها.. وهم يتفردون على العالم كله بالطريقة التى يحتفلون بها بمناسباتهم.. لكل مناسبة طقوس خاصة وأماكن خاصة للاحتفال بها.. وبالطبع تكون هناك أطباق أو ولائم أو حلوى تعبر عن الاحتفال.. المصريون بطبعهم يحبون الحياة.. ولا يتركون مناسبة فرعونية أو يهودية أو قبطية أو اسلامية - حسب التسلسل الزمنى - الا واحتفلوا بها وزادوا عليها اللمسة المصرية ( التتش ).
ولكن لأننا الوحيدون فى العالم الاسلامى الذين نحتفل بذكرى المولد النبوى الشريف.. ونجعل منه موسما للاحتفال والعمرة.. ونخترع أنواعا خاصة من الحلوى.. ونعتبره يوم عطلة تتجمع فيه الأسرة.. فإن الظلاميين الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين يعتبرون هذا الأمر بدعة.. وهى بالتالى ضلالة وكل ضلالة فى النار. ويزيدون فى قولهم أن هذا الفعل لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ولاأمر به ولافعله صحابته ولاأحد من التابعين ولاتابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما تقدم- على ايدى أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان.
نسمع هذا الكلام منهم كل عام.. ولكن المصريين يحتفلون بهذه الذكرى ويحيونها بطريقتهم الخاصة.. لأنهم بفطرتهم مؤمنون وموحدون بالله ويجلون ويقدسون كل الأنبياء ويحترمون كل الأديان. مصر استوعبت كل هذا.. وخرج المصريون باسلوبهم الخاص... وكل من حاول أو يحاول أن يجر المصريين إلى الوراء مصيره إلى زوال.. فيأيها الظلاميين لا تكونوا أوصياء على المصريين.