الخميس، 21 أكتوبر 2021 - 07:02 م

هذا هو الوصف الدقيق لمراكب الهجرة غير الشرعية، فسماسرة هذه المراكب تبيع الموت للشباب فى ثوب الوهم بحياة وردية مرفهة فى الخارج تحصل فيها على المال بسهولة وتصبح فى فترة وجيزة من الأغنياء، وهو بالتأكيد كلام غير صحيح والشاهد على ذلك اعترافات بعض الشباب الذين أقدموا على الهجرة غير الشرعية فقد اعترفوا بأن الواقع مؤلم وصادم.

 إن الإسلام يدعو إلى العمل والسعى فى الأرض لطلب الرزق  قال تعالى: «هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» «الملك: ١٥»، ولكن دعوة الإسلام للسعى فى طلب الرزق مشروطة بالمحافظة على النفس التى هى إحدى الضرورات الخمس فى الإسلام، فالإقدام على الهجرة غير الشرعية هو عين التهلكة التى يلقى فيها الإنسان بنفسه، بل إن عدم المحافظة على النفس من الكبائر قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» «البقرة:١٩»، وقال تعالى: «وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» «النساء:29».

 كما أن الإسلام يدعو للكسب الحلال والهجرة غير الشرعية تهدم هذا المبدأ الإسلامى؛ لأنها تقوم على الغش والتحايل على القوانين سواء للدولة المصرية أو للدول التى يتم الهجرة إليها، كما أنها مخالفة للأمر الإلهى بطاعة ولى الأمر قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» «النساء: 59»، فطاعة ولى الأمر واجبة طالما أنها لا تخالف الشرع، والكسب الحلال له فوائد، فهو سبب البركة، وصلاح الأبناء، والنجاة من مصارع السوء فى الدنيا، والنجاة من النار يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ) رواه أحمد.

ورسالتى للشباب: كافح وابذل قصارى جهدك لتحقيق حلمك فى بلدك، فهو أولى بك، وإن لم توفق فى ذلك فاسلك الطرق الشرعية للهجرة فتكون تحت رعاية الدولة مع الالتزام بالإجراءات القانونية اللازمة حتى تسلم وتغنم.