علي طريقة «عيب كده» خرج علينا بيان غرفة صناعة الإعلام بعدما بث أحد مقدمي البرامج الفضائية صورا للحياة الخاصة لمخرج شهير. أتعجب لماذا لم تتنحرر غرفة صناعة الإعلام قبل ذلك حين تم التمثيل بجثة ثورة يناير عبر إذاعة العديد من التسجيلات المسيئة لشباب الثورة علي فضائية ثانية ولم نعرف مصدر تلك التسجيلات ومدي مشروعيتها. هل كانت غرفة صناعة الإعلام تخشي شيئا أم علي رأسها بطحة حين سكتت عن ذلك؟.. يبدو أن السكوت علامة رضا الغرفة مما شجع مقدمة برامج في فضائية ثالثة أن ترهب فتاة تطالب بحقها من شاب تحرش بها بعرض صور مخلة زعمت أنها للفتاة.. ولم نفهم لماذا عرضت تلك الصور ؟!
الغريب أن مقدم الصور المخلة فجأة ظهر معتذرا عم بثه لنا من صور وتعلو وجهه حكمة العفو عند المقدرة... وكأن مجرد اعتذاره يضع حدا للجريمة الأخلاقية ويا دار ما دخلك شر.. وكأنه يسامح فيما شاهدناه ويرضي عنه ويبدو أن غرفة صناعة الإعلام متضامنة بما لم تفعل شيئا غير بيان يذكر جميع مديري القنوات بضرورة اعتبار مدونة السلوك الإعلامي الموقعة من نقابة الصحفيين.. بيان يكتفي بما يردده الأب الحنون عيب ما تعملش كده.
ولا أفهم بالضبط ما نوع الاستفادة التي تعود علينا كمشاهدين حين نشارك مقدمي الفضائيات تلصصهم وتجسسهم علي حياة المواطنين الخاصة؟.. أيريدون إيهامنا أن ما يبث من فضائح حرصا علي الشرف والأخلاق أم من باب حرية الإعلام وبالتالي إخافة المسئولين حتي يعيقوا التصديق علي القوانين التي تؤيد حرية الإعلام المستقاة من الدستور..؟!
أبسط مبادئ حرية الإعلام هي الإحساس بالمسئولية المجتمعية والحفاظ علي تماسك المجتمع وتحرره من الخوف والرهبة وتأكيد سيادة القانون وضمان الحياة الخاصة وحقها في عدم الخوض فيما يعنيها.
بالتأكيد ما تم بثه وإذاعته هي الفوضي بكل ما تحمل من معني ولا تمت لحرية الإعلام في شيء.. وعيب كده.