الفيتناميون يقدسون الحوت
الفيتناميون يقدسون الحوت


حكايات| الحوت والقطط والبقر.. حيوانات مقدسة في تاريخ البشر

هناء حمدي

الجمعة، 22 أكتوبر 2021 - 03:07 م

 

آلهة.. مقابر.. جنائز.. واحترام وحب يصل إلى حد التقديس كل هذا ليس حكرا على البشر في التاريخ القديم ولكن الحيوانات تقاسمت هذه المزايا مع الإنسان حتى أن كثيرا من الحضارات القديمة لم تكتف باحترامها وتقديسها ولكن وصل الأمر إلى أن تعرضك لها قد يعد تطاول على الآلهة ويستحق أشد أنواع العذاب.

 

لكن السؤال الأهم الآن: لماذا قدست الحضارات القديمة الحيوانات؟!.. قد يرجع الأمر إلى غموض هذه الحيوانات بالنسبة للبشر وهو ما دفع إلى تقديسها لتجنب شرها وأذاها وقد يكون الأمر ناتج عما تقدمه هذه الحيوانات من مصدر رزق وفوائد ومنافع للإنسان ما دفعه إلى الاعتراف بجميلها من خلال تقديسها.

 

غير أنه مهما اختلفت الأسباب فالنتيجة واحدة.. تقديس الحيوانات في العديد من الحضارات والديانات القديمة والذي ارتبط بتقديس الحياة بجميع أشكالها، فتجد في اعتقاد الحضارة الهندوسية أن البشر والحيوانات هم أفراد عائلة واحدة.

 

ويعتقد البوذيون أن البشر لا يستحقون معاملة تفضيلية على الكائنات الأخرى ومن هذا المنطلق تجد الكثير من الحضارات التي قدس شعبها الحيوانات ومن أشهرها القطط والبقر والحوت وحتى الكلاب التي لاقت مكانة مميزة عند الهندوس في نيبال فهو رسول «ياما» إله الموت وحارس أبواب الجنة. 

 

البداية عن الأبقار ففي اللحظة التي يتم سؤالك فيها عن تقديس البقر أول ما يأتي إلى الذهن هو الهند ولكنها حظيت بمكانة خاصة في كثير من الحضارات وليس الهند فقط إلا أن الحقيقة تعود مع الهندوس فحظت بمكانة مميزة عندهم وقد دعمها في ذلك الكثير من الأساطير الهندية القديمة.

 

وارتبطت هذه الأساطير بمكانة الأبقار في إنقاذ البشر بمنافعها وتقديس كل ما يمتلك روح لكن في واقع الأمر الهند ليست المكان الوحيد الذي حظيت فيه الأبقار بأهمية خاصة.

 

اقرأ أيضًا| قبيلة «هونزا».. يعيش أفرادها 100 عام بأجسام ضد السرطان

 

ففي الحضارة المصرية القديمة تم تصوير عدد من الآلهة برأس بقرة أو بقرون في إشارة إلى تقديس هذا الحيوان ومن بينهم الإلهة «بات»، والذي ظهر برأس بقرة على لوحة نارمر الأثرية التي يعود تاريخها إلى عام 3100 قبل الميلاد.

 

ومع التطور الزمني ازداد «بات» قوة أكبر ليكون الآلهة حتحور الأكثر قوة والمؤثرة في مجالات الحياة المختلفة من الأمومة مرورا بالموسيقى والزراعة وصولا حتى الموت.

 

وفي حالات أخرى تم دمج الحيوانات مع البشر تعبيرا عن الاتحاد الأقوى والاكبر كالإله «إيزيس» رمز الأم والزوجة وحامية سيد العالم السفلي أوزوريس فقد تم تصويرها في بعض الأحيان وعلى بعض الجدران بقرون بقرة فوق رأسها.

 

ولكن الحقيقة والتاريخ يقول إن القطط هي من حازت على نصيب الأسد في التقديس والاهتمام بالحضارة المصرية القديمة لتكون الآلهة باست رمز الخصوبة والولادة هي الممثل الأشهر والأقوى والأكبر للقطط في التاريخ فظهرت على شكل جسد امرأة ورأس قطة لتكون مهامها حماية الأسرة من الأرواح الشريرة والأمراض التي تصيب النساء والأطفال ووصل درجة تقديسها إلى تخصيص المصريين القدماء مدينة بوباستيس مركزا لعبادتها منذ القرن الخامس قبل الميلاد.

 

ولعل ما يمكن أن تتوقف عنده كثيرا تقديس بعض الحضارات لحيوان كالحوت فهو لم يكن حيوانا معروفا أو مشهورا أو حتى مستخدم في الحضارات القديمة أو متعارف عليه كالقطط والكلاب والأبقار أو حتى الخيول.. هنا ما يجب أن نتوقف عنده ما سر تقديس هذا الحيوان الغامض والذي ارتبط في بعض الثقافات مثل الثقافة الغانية والفيتنامية والصينية إلى درجة الألوهية.

 

قد يكون الأمر مرتبطا بالمناطق الساحلية وغموض هذه المخلوقات الضخمة التي أبهرت كل من رآها وما نتج عنها من أساطير هو ما جعله إله عظيم ولكن في حقيقة الأمر يعود السر إلى الإله بوذا.. فالحيتان كائنات مقدسة في الحضارة اليابانية وأعددت لها مقابر بحجارة تذكارية مكرسة للحيتان التي تم اصطيادها وقتلها لإطعام الناس في العديد من المناطق الساحلية باليابان حتى اشارت المرثيات البوذية إلى هذه النصب التذكارية وأن بوذا سيولد من جديد ولكن بهيئة حوت.

 

وأخيرا الحصان الحيوان المقدس وطارد قوي الشر أحد الحيوانات الأسطورية التي تجسد العلاقة مع العالم الآخر فكثير ما ارتبط الحصان ذو اللون الأبيض في الحضارات الهندوأوروبية بالشمس ووضوح النهار وهو ما أهله ليمتلك سمة من سمات القوى الإلهية التي تحارب الشر باستمرار وقادر على طرد قوى الشر من جسم الإنسان حتى أنه تم ذكره في الحضارة الإغريقية ضمن أسطورة الإله «بوسيدون» إله البحر والعواصف والزلازل والخيول والذي ولد في البداية على هيئة حصان.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة