الجمعة، 22 أكتوبر 2021 - 03:27 م

-"يا أستاذنا الحكومة ضحكت علينا والمشروع فنكوش".

-"إزاي فنكوش والعمارات والخدمات كلها موجودة والمدرسة والنادي الرياضي وكل حاجة وشقتك زي الفل يا حاج".

-"كويس يا بيه أديك جبت سيرة الشقة بلسانك أهو".

-"مالها بس الشقة يا حاج عرفني".

-"يعنى يرضيك يا أستاذنا الحكومة تسلمني الشقة كاملة من مجاميعه وتديني أنبوبة واحدة"؟!.

-"طب أيه المشكلة يا حاج في الأنبوبة الواحدة".

-"مشكلة طبعا وألف مشكلة هو يعني أنا هقولك المشروع فنكوش من فراغ ولا هكدب يعني".

-"لا خالص مش هتكدب يا حاج عرفني بس في أيه".

-"المشكلة دلوقتي إن السخان مفيهوش أنبوبة ولما بحب استحمى لازم أفك الأنبوبة من البتوجاز أحطها في السخان وبعدين أرجعها".

-"طب معلش يا حاج ولامؤاخذه هل كان عندك سخان في المكان اللي كنت ساكن فيه"؟.

-"الشهادة لله يابني كان حمام مشترك عَلِي ٤ أوض".

-" طب يا حاج شقة ومفروشة وخدمات ومواصلات وكل حاجة حواليك وتقول عَلِى ده كله فنكوش علشان خاطر أنبوبة السخان"؟!

-"أه طبعا الحكومة ضحكت علينا والمشروع فنكوش".

حوار دار خلال إحدى الجولات داخل المشروعات القومية وتحديدا داخل مدينة الأسمرات.. بطله عم أحمد أحد المنتقلين إلي المدينة حديثا والذي شكك في كل شئ تراه عينه عَلِي أرض  الواقع لأن الحكومة بعد أن حولت حياته ١٨٠ درجة ونقلته لمجتمع متكامل الخدمات "تجرأت" وسلمته الشقة بأنبوبة واحدة.. لتضع الرجل أمام حيره من أمره جعلته "يكدب" عينيه ويقول أن مشروع الأسمرات "فنكوش".

حال عم أحمد ينطبق عَلِي نماذج كثيره في حياتنا اليومية.. ترغب في أن ينصلح كل شئ ويتحول إلى مثالي بغمضة عين.. لا تتقبل فكره أن التغيير يتطلب وقت.. وأن النجاح درجات يتطلب الاعتراف بكل درجة فيه حتي تصل إلى التالية.. وأن محاولات التشكيك أصبحت لا تحتاج إلى رد لأن الرد موجود بالفعل عَلِى أرض الواقع فما تحقق خلال السنوات الحالية وإن لم يصل إلى المرغوب "للبعض".. فإنه أصبح ملموس يرى بالعين ولا يستطيع أحد أن ينكره.

وتذكر دائما أن من ضمن نجاحات الدولة المصرية .. أنها استطاعت وبكل جداره أن "تنتف" ريش العشوائيات تماما.