المشهد الإعلامي وواقعه الآن يذكرني بمشهد الإذاعات الأهلية التي كانت منتشرة قبل إنشاء الإذاعة المصرية.. المشهد كان ملتبسا مليئا بالصخب والقذف والسب والتدني وتصفية الحسابات وتتبع الفضائح وملاسنات علي فلان وفلانة لهذا كان إلغاء كل هذه الإذاعات واجبا حتميا علي الحكومة المصرية لتعيد إلي المجتمع استقراره وهدوؤه.. إن ما يحدث الآن علي الفضائيات المصرية كارثة إعلامية وأخلاقية بكل المقاييس حيث انقسم المشاهدون بين مؤيد لموقف المذيع أحمد موسي الذي قدم إعتذارا بأسباب واهية وبين خالد يوسف.. وبعيدا عن صحة تصرف كل منهما وتقييمه.. فالإنسان خالد يوسف له الحق كل الحق أن يفعل ما يشاء دون تتبع ومحاسبة وملاحقة، وتقل حريته وينتقص جزء من حقه عندما سعي إلي الشهرة والمجد والثراء وأصبح مخرجا ومبدعا وشخصية عامة ومشهورة.. ويتلاشي حقه وحريته تماما عندما سعي ليكون نائبا للشعب وتحقق له ما أراد فلا يمكن أن يكون نائب الشعب مصدرا للأقاويل والشائعات والشكوك وعليه أن ينأي بنفسه من هذه المواضع.. وإلي الداعمين المدافعين عن خالد يوسف الذين ينصرونه قبل التحقق من صحة ما قدمه أحمد موسي «القضية بين يدي العدالة الآن» أليس خالد يوسف إنساناً يحتمل أن يخطيء ويقع الزلل أم أنه معصوم من ذلك، لماذا تنكرون عليه الضعف الإنساني وتنصرونه ظالما أو مظلوما.. فالإنسان كل إنسان ليس خالد يوسف فقط يمسك طرفي النقيض وتحمل نفسه البشرية الخير والشر والخطأ والصواب والحلال والحرام.. فكل شخص سعي إلي الشهرة والمجد والثراء واختار أن يكون محط أنظار الجمهور عليه أن يتقبل ملاحقة الجمهور له وتدخله في شأنه الخاص وينأي بنفسه عن الانتقاد فالجمهور وحدة واحدة لا يمكن تقسيمها.