الجمعة، 22 أكتوبر 2021 - 07:59 م

يرتكز الوعى فى المجال السياسى على دعم سلطات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى بشكل لا يخل بالتوازن بين صالح الفرد وصالح المجتمع، وتمكين المواطنين من المشاركة الإيجابية فى العملية السياسية من خلال طرح الأفكار وتبادل الآراء، وتفعيل مبادئ المشاركة، والشفافية، والمساءلة، والاندماج الفعال فى النظام السياسي. ويعد مفهوم الوعى السياسى أحد المفاهيم المثيرة للجدل بين الباحثين والسياسيين والمهتمين بالشأن العام.

قد يربط البعض هذا المفهوم بمجرد السلوك الانتخابى للمواطنين، وقد يتسع لدى البعض الآخر ليشمل مشاركة المواطنين فى صنع السياسة العامة واختيار النخب الحاكمة على كافة المستويات.

فالسلوك السياسى للمواطنين يصعب تفسيره بمعزل عن دراسة درجة الوعى والاهتمام السياسى لدى الأفراد، ومعرفة آرائهم واتجاهاتهم إزاء مفردات البيئة السياسية المحيطة بما تشمله من نظام حاكم وأحزاب سياسية ونظام انتخابى وآليات صنع القرار، وجدوى ممارسة الحقوق الانتخابية، إضافة إلى ما تتبناه الدولة من مشروعات وقوانين وأطر مؤسسية تسهم فى تنظيم الممارسة الديمقراطية.

وبناء على ما سبق، بمكن تعريف الوعى السياسى باعتباره سلوكا سياسيا يمارسه المواطنون طواعية للمساهمة فى صنع السياسة العامة، واتخاذ القرارات على كافة المستويات، واختيار النخب الحاكمة فى مختلف المواقع، ومراقبة الأداء الحكومي، والتعبير عن الآراء بحرية فى وسائل الإعلام التقليدية والرقمية حول القضايا التى تفرض نفسها على اهتمامات الرأى العام. وترتبط ممارسة هذا السلوك بما يتمتع به المواطنون من وعى بحقوقهم وواجباتهم السياسية، واتجاهاتهم نحو مفردات البيئة السياسية المحيطة.

 وللحديث بقية.