الخلاف بين السنة والشيعة خلاف تاريخي، ويبدأ الخلاف بإدعاء الشيعة أن أبا بكر اغتصب الخلافة، ويدعون أن الرسول صلي الله عليه وسلم نص علي الخلافة «لعلي» ومجمل ما يستدلون به إما أنه غير صحيح نقلا أو غير سليم نظرا، وفي رواية أبي داود: لايزال هذا الدين قائما حتي يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الامة، وهذا لا علاقة له بما يدعيه الشيعة في باب الامامة، فإن جميع من نصوا علي إمامته لم تجتمع عليهم الامة، وهذا خلاف كبير بين أهل السنة والشيعة، كما قال الإمام الحافظ أيضا: فالأولي أن يحمل قوله «يكون بعدي اثنا عشر، منهم اثنان لم تصح ولايتهما ولم تطل مدتهم، والباقون اثنا عشر علي الولاء كما اخبر الرسول صلي الله عليه وسلم، وكانت وفاة عمر بن العزيز سنة احدي ومائة اخرت هذه الامة وتغيرت الاحوال من بعده وانقضي القرن الاول الذي هو خير القرون، وبين اهل السنة والشيعة فتن كثيرة، ووجدت في الاثر في يوم استدعي حاكم الفرس علماء السنة والشيعة حتي يقرب منهم وينظر إلي وجه الاختلاف بينهما، جاء علماء الشيعة كلهم، أما علماء السنة فلم يأت منهم إلا واحد بعد أن تأخر عليهم، ودخل وكان يحمل حذاءه تحت ابطه، نظر إليه علماء الشيعة فقالوا: لماذا تدخل علي الحاكم وأنت تحمل حذاءك، فقال لهم: لقد سمعت أن الشيعة في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم كانوا يسرقون الأحذية، فقالوا: لم يكن هناك في عصر الرسول شيعة، فقال إذن انتهت المناظرة، ومن أين أتيتم بدينكم؟.. ودائما كل فترة إلي أخري يشتد الصراع بين السنة والشيعة، وهذا الصراع يفتت وحدة الامة الإسلامية ويصب لصالح أعداء الإسلام.
أدعوا لهم بالهداية والعمل الصالح لخير هذه الأمة.