جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

إلى متى يصمد لبنان؟

جلال عارف

السبت، 23 أكتوبر 2021 - 06:37 م

يبدو أن الآمال فى استقرار قريب للبنان تتبدد، كان الميلاد العسير لحكومة ميقاتى بعد شهور الفراغ والعبث السياسى قد أنعش الآمال فى أن يتجاوز لبنان الجميل محنته، وأن تحتشد الجهود وراء مهمتين أساسيتين: الاتفاق مع الأطراف الدولية على برنامج اقتصادى يوقف التدهور السريع الذى يهدد بالانهيار الكامل، ثم الإعداد للانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهور. لكن الأوضاع الآن تسير نحو الأسوأ..

والأمل فى انفراج الأزمة يتراجع.. أو يتلاشى!


الحكومة فى مهب الريح، بعد أن ترافق مولدها مع انفجار الموقف فى أحداث «الطيونة»، التى أعادت إلى الذاكرة اللبنانية مأساة الحرب الأهلية التى دامت خمسة عشر عامًا. ورغم جهود التهدئة، فإن توابع الصدام الدامى تخيم على المشهد السياسى، والشحن الطائفى يزداد، والحكومة ضاعت فى الواقع قبل أن تبدأ عملها، وارتباط الأحداث بمأساة انفجار الميناء من ناحية، وباقتراب الانتخابات من ناحية أخرى، يدخل البلاد بالفعل لمنطقة الخطر.


وسط ذلك كله، قرر البرلمان تبكير موعد الانتخابات لتكون فى مارس، وهو ما عرضه الرئيس اللبنانى عون وحزبه الذى يرأسه صهره باسيل الطامح لأن يكون الرئيس القادم، وبغض النظر عن أسباب القرار وأسباب الاعتراض، فإن المزيد من التوتر يُضاف للأزمة، وربما يُمهد لخلط جديد للأوراق قبل الانتخابات التى ستجىء بالبرلمان الذى سينتخب الرئيس القادم.


وسط كل هذه التطورات، يأتى من واشنطن ما يشير إلى تصعيد خطير فى الموقف الأمريكى من خلال قرار تم إعداده فى الكونجرس باتهام "حزب الله" فى انفجار ميناء بيروت والمطالبة بتحقيق مستقل. والتوقيت يقول إن الحل فى لبنان بعيد، والسؤال الذى يفرض نفسه هو: إلى متى يصمد لبنان الصغير الجميل فى وجه عوامل الانفجار؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة