عبدالله البقالى
عبدالله البقالى


حديث الاسبوع

لا نملك إلا أن نبقى أذرعنا ممدودة لمزيد من جرعات اللقاحات

الأخبار

السبت، 23 أكتوبر 2021 - 07:00 م

تتناسل المستجدات فى مسار انتشار تداعيات فيروس كوفيد19 بسرعة فائقة، أضحت معها مهمة بحث و دراسة كل تطور على حدة فى قضية أزمة صحية عالمية غير مفهومة لحد اليوم، صعبة إن لم تكن مستحيلة، ليس فقط بالنسبة لعامة الناس الذين تتقاذفهم الاجتهادات والنظريات المتباينة والمتعددة، بل أيضا بالنسبة للخبراء والمتخصصين والعلماء الذين زادت اجتهاداتهم الأوضاع التباسا وغموضا.

فخلال الفترة التى عمرتها هذه الجائحة، والتى تناهز السنتين وجد المجتمع الدولى نفسه أمام سيل هائل من التطورات والمتغيرات، التى تؤكد أن العلوم الدقيقة و المختلفة عجزت لحد الآن عن إيجاد أجوبة علمية صحيحة ودقيقة ونهائية، لداء أو وباء تسبب فى أزمة صحية عالمية تكاد تكون غير مسبوقة، نتجت عنها عواقب اجتماعية ونفسية وخيمة، وخسائر مالية واقتصادية هائلة. والأكيد أن المجتمع البشرى برمته بصدد مواجهة طارئ صحى غير مسبوق فى تاريخ البشرية جمعاء، بحيث يواجه العالم عدوا لا يرى بالعين المجردة دون أن يتوفر على الأسلحة الحاسمة، التى تمكنه من تحقيق الانتصار النهائى فى هذه الحرب الضروس.


يمكن القول بأن أعلى منسوب النجاح الذى حققته الأوساط العلمية العالمية لحد اليوم تمثل فى اختراع لقاحات كثيرة و متعددة ضد هذا الفيروس اللعين، و هذا أكثر ما يمكن أن يتحقق فى مثل هذه الحالات. وما عاشته البشرية طوال تاريخها الحديث و القديم يثبت أن اللقاحات قضت فعلا على أوبئة خطيرة أزهقت أرواح ملايين البشر. لكن هذه الحقيقة العلمية التى تعنى بصفة تلقائية أن صناعة اللقاح بعد خضوعه لجميع المراحل السريرية و الصناعية تساوى القضاء على الفيروس نهائيا، وهذا ما كان متوقعا فى بداية و أثناء الحديث عن صناعة لقاحات مضادة للفيروس، وسال حبر كثير، وجرت نقاشات مستفيضة عن تحقيق المناعة الجماعية، أو مناعة القطيع كما سماها البعض، لم تكن مخلصة للتجارب العلمية السابقة بأن خالفتها النتائج ، حيث و بدون أى تفسير لما حدث وكيف حدث، تأكد أن جميع اللقاحات المخترعة والمكتشفة، بما تطلبته من استثمارات مالية هائلة وجهود علمية ومخبرية كبيرة، لا تتجاوز فعاليتها تقوية المناعة وبصفة مؤقتة، وبالتالى فإن ما تم الترويج له سابقا من الفعالية القوية لمختلف اللقاحات المخترعة، ونشر نسب هذه الفعالية، لم يكن غير سوق عكاظ لاستعراض أنواع جديدة من الأدوية، ومجرد حبات لتهدئة مؤقتة للأوجاع التى سببها الانشغال بفيروس كوفيد 19.


نحن اليوم أمام حقيقة علمية جديدة أكدت نسبية الحقائق العلمية الكثيرة التى اكتظ بها مجال الاهتمام بهذا الوباء، و نقول حقيقة علمية جديدة مجازا و بكامل التحفظ، لأنها معرضة لتصبح متجاوزة فى المدى المنظور بعدما تطفو إلى السطح حقيقة علمية جديدة . و بالتالى فإن جميع اللقاحات المخترعة لحد اليوم عاجزة عن القضاء على الفيروس، وليست قادرة على ملاحقة قدرته الفائقة على التناسل والتوالد، أو بالأحرى القضاء النهائى عليه ، بل نحن أمام مجرد تطعيمات لتقوية المناعة الذاتية لضمان أعلى قدرة فى المواجهة .

بل الأدهى من ذلك، وفى سياق توالد الحقائق العلمية التى تلغى الحقيقة العلمية المستجدة سابقتها، تبين أن مدة تقوية المناعة فى مواجهة الفيروس محددة فى فترة زمنية وجيزة لا تتعدى الستة أشهر، و لهذا برزت الحقيقة العلمية المستجدة التى فرضت التطعيم بالجرعة الثالثة، أى أننا بصدد مسكن دوائى ظرفي، مما يعنى أن أذرع البشر ستبقى ممدودة لتلقى جرعات أخرى إضافية، و أن توقيف هذا التطعيم أضحى مرتبطا بزوال هذا الفيروس من الوجود، و هذه قضية أخرى لا يعلم بنهايتها إلا الخالق سبحانه .


هذا التردد العلمى ألقى برزمة كبيرة من الشكوك حول ما يحدث ويجري، و زاد من معدلات الريبة فى منسوب المصداقية لدى جحافل من الأشخاص الذين يربطون ما يحدث بمفهوم المؤامرة العالمية، التى يقال فى شأنها إن الأمر يتعلق بحرب بيولوجية تدور رحاها بين القوى الاقتصادية العالمية، التى توظف هذه المأساة العالمية لمراكمة الأرباح المالية الطائلة، وبالصراع المحموم بالأخطار حول مناطق النفوذ فى العالم، وهى شكوك تجد تربتها فى انخفاض معدلات الثقة فى العلوم، وفى طبيعة النظام العالمى السائد، و فى الأسباب الحقيقية التى مكنت هذا النظام من السيادة على امتداد حقبة طويلة من الزمن، خبرت فيها البشرية مختلف أشكال وضروب المؤامرات المحاكة من طرف القوى العظمى القابضة بأنفاس هذا النظام العالمى الظالم.


إن المعطيات المحيطة بعناد هذا الفيروس على الاستمرار فى الوجود، و فى قدرته على التناسل و التوالد، تؤشر على أنه سيعيش فى تفاصيل الحياة البشرية، لمدة لا يملك أحد من العلماء و لا الخبراء جوابا عن أمدها الحقيقي، وبالتالى فإن منسوب الشكوك سيزداد تضخما، وستزيد مساحات الريبة و حالة اللايقين. و أقل ما يمكن توقعه فى خضم كل ذلك أن جرعات أخرى من اللقاحات ستبقى واردة لمرات ثالثة ورابعة وخامسة، لا قدر الله. و لا نملك فى ضوء كل ما سبق إلا التعبير عن استعدادنا للخضوع للأمر الواقع دون أدنى حق فى انتقاد ما يجرى ويحدث.


نقيب الصحفيين المغاربة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة