مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

«بيوتنا التعبانة»

الأخبار

السبت، 23 أكتوبر 2021 - 07:11 م

هل نحن مصابون بانفصام فى الشخصية كى نظل نشجب الأفلام والمسلسلات المخملية التى لا تعبر عن واقعنا ولا تشبه تفاصيلنا بشخوصها وفيلاتها وكلابها المدللة ومحتواها الهش حتى إذا جاء فيلم «ريش» ليعبر عن معاناة وفقر شريحة لا يستهان بها فى المجتمع المصرى إذا بنا نسن السكاكين ونشن الحملات بدعوى أن ذلك يسىء إلى مصر وسمعتها وهو ما استفز بطلة الفيلم أو أم ماريو لتقول «يعنى ممنوع علينا نفرح !..

ممنوع نعمل أفلام شكلنا ولبسنا وبيوتنا التعبانة زى أى ناس فى المجتمع ؟


طبعا يا أم ماريو الفرح ليس ممنوعا فمن حقك أن تفرحى وتحتفى بفيلم حاز على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد فى مهرجان كان الدولى وهى أول جائزة يحصل عليها فيلم مصرى طويل فى تاريخ المهرجان وأن نفرح معا بأبطال الفيلم وقد سجل التاريخ أسماءهم وهو بالضبط  دور سينما الواقع التى تنبش فى قاع المجتمع تكشف عوراته وتسلط الضوء على مشاكله وهى ليست بدعة ولا جديدة وكلنا يذكر عشرات الأفلام فى تاريخ السينما المصرية التى جسدت الفقر بأبشع وأدق تفاصيله وقد أرغم ضحاياه على بيع ضمائرهم وحتى شرفهم من أجل كسرة خبزدون أن يتهم أحد الفيلم وأبطاله بأنهم أساءوا إلى سمعة مصر
أما المعترضون من كبار الفنانين على الفيلم فلهم عذرهم فهم لم يروا قاع المجتمع من أبراجهم العالية وإن كان لا عذر لهم أن أصبحوا ملكيين أكثر من الملك فالدولة نفسها تنحاز لحرية الإبداع وتعترف بوجود تلك الفئة المحرومة وقد استشعرت حالهم وما أصبحوا فيه نتيجة لسنوات طويلة من التهميش ومن هنا جاءت مبادرات «حياة كريمة» و»تكافل وكرامة»وغيرها من المبادرات بهدف تغيير واقع هؤلاء البسطاء إلى الأفضل وقد تغير بالفعل واقعهم فهجروا العشوائيات وسكنوا مساكن طيبة توفر لهم مقومات الحياة الآدمية السليمة..والبقية تأتى  فلا داعى للمزايدة على مصر وسمعتها وإبداع فنى يرصد واقع دولة ماضية فى تغييره بكل ماتملك من إمكانات

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة