السبت، 23 أكتوبر 2021 - 07:26 م

عندما حصلت نون النسوة على رتبة اللواء لأول مرة فى تاريخ وزارة الداخلية عام ٢٠١٣ كان ذلك الحدث جللا وأصبح ل «تاء التأنيث» مكانا ومكانة بعد أن كانت الرتب العليا حكرا على الرجال ..

أذكر أننى انفردت وقتها بأول حوار لجريدة الأخبار مع اللواء عزة الجمل أول ضابطة ترقى إلى رتبة اللواء وسألتها هل يمكن أن نرى ضابطة رئيس مباحث أو فى قوات العمليات الخاصة و مكافحة الإرهاب ؟

قالت : الضابطات أثبتن وجودهن ونجحن فى كل التخصصات والمهام الشرطية التى أسندت إليهن ولم يقتصرعملهن بشرطة السياحة والآداب وسجن النساء والمستشفيات  وقد تصل إلى رتبة المدير والمساعد

ومرت السنون وتعاظم دور الشرطة النسائية ووصلت بالفعل إلى درجة مدير إدارة ومساعد وزير داخلية  « درجة مالية « وعملت فى العديد من القطاعات والإدارات الأمنية الهامة

بالأمس القريب وخلال حفل تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة  شاهدنا الضابطات ضمن قوات العمليات الخاصة يقدمن أمام الرئيس السيسى عروضًا قتالية مبهرة يتسلقن المرتفعات بواسطة الحبال لمسافات طويلة ويقتحمن الموانع والبؤر ويقمن باجتياز الحواجز ويظهرن كفاءة قتالية عالية ولياقة بدنية كبيرة فى التدريبات القتالية ومهارة فى عروض الرماية واستخدام الأسلحة والأدوات القتالية

الإبهار الذى شاهدناه خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب من مصنع الرجال بأكاديمية الشرطة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام شرطة عصرية تليق بالجمهورية الجديدة وضع بذرتها  اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذى أعاد لوزارة الداخلية قوتها وأمجادها وانتصر مع رفقاء الدرب أبطال القوات المسلحة على الإرهاب فى تجربة ينظر إليها العالم بالتقدير والاحترام

وزير يعمل فى صمت بعيدا عن بريق الإعلام ونجح مع رجاله فى تحقيق المعادلة الصعبة الأمن والأمان فى ظل احترام وصون حقوق الإنسان .. كان حريصا على تعظيم التوسع فى مشاركة الشرطة النسائية فى إطار سياسة الدولة بتمكين المرأة التى تبوأت كل المناصب الكبرى ونجحت كوزير ومحافظ وأخيرا قاض ووكيل نيابة ورئيس نيابة

وخلال كلمته فى حفل التخرج أراد الرئيس السيسى تذكير الجميع بالأيام الصعبة التى مرت على مصرخلال السنوات السبع الماضية والتضحيات التى قدمها الشعب المصرى ورجال الجيش والشرطة الذين قدموا أرواحهم حتى تبقى مصر وكعادته دائما وحرصه على إرساء المباديء الإنسانية الرائعة طلب الرئيس من قائد طابور العرض إدراج «سلام الشهيد» بندا أساسيا فى العروض العسكرية لكلية الشرطة والكليات العسكرية  وبسرعة بديهة أدى قائد العرض «سلام الشهيد» ليكون خير ختام لاحتفال رائع

كلمة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية حملت العديد من الرسائل المهمة حيث أكد أن جهاز الشرطة يدرك ما يحيط بالوطن من تحديات مشيرا إلى أن الشرطة قامت بدورها فى تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحققت نجاحات كبيرة فى خفض معدلات الجريمة والتعامل مع الجريمة الالكترونية

اللواء دكتور أحمد إبراهيم، مساعد أول وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة أكد أن الأكاديمية تخطو خطوات واثقة نحو المستقبل، حيث يتم تطوير كل البرامج التنظيمية بالأكاديمية بصفة دورية بما يكفل لها القدرة على مواكبة التطورات التى تشهدها الساحة الأمنية

دماء جديدة تم ضخها فى شرايين وزارة الداخلية ليكونوا مع أشقائهم سدا منيعا ضد أى محاولات للمساس بأمن البلد الذى قال الله فيه قرآنا يتلى إلى يوم الدين : « وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ « صدق الله العظيم