يودعون أبناءهم بالسيلفى والأحضان
يودعون أبناءهم بالسيلفى والأحضان


«بابا وماما كى جى 1» يودعون أبناءهم بالسيلفى والأحضان

دينا درويش

السبت، 23 أكتوبر 2021 - 08:29 م

عام دراسى جديد يطل علينا، ولا زالت سحابة فيروس كورونا تلقى بظلالها على العالم، بعد أن غيّرت فى الأساليب والنظم التعليمية فى مختلف أنحاء البلاد، وكذلك عادات الأهالى والطلاب فى التعامل مع التعليم.

أما المدارس المصرية فقد تكيفت مع الأزمة العالمية بالعديد من التغيرات التى تهدف الحفاظ على صحة الطالب، بداية من تقليص ساعات الدراسة..  وكذلك تقسيم الكثافات الطلابية والالتزام بالاجراءات الاحترازية، خاصة فى ظل اجتياح الموجة الرابعة للفيروس معظم دول العالم، ولم يرتكز التغيير فقط على المحتوى الدراسى، وإنما شمل أيضًا ملابس الطلاب التى باتت الكمامة جزءا أساسيا من شكلها الخارجى، وكذلك اللانش بوكس الذى بات يحمل أنواعا مختلفة من الأطعمة المضادة لكورونا، وذلك بجانب التطبيقات الالكترونية التى طرحتها وزارة التربية والتعليم لمساندة الطالب فى زيادة الوعى والتثقيف على أحدث الأساليب العلمية.

المرة الأولى فى كل شئ يكون لها وقع رنان لا ينسى خاصة إذا كانت من الطفل الأول، أثر أول كلمة ينطقها، وأول ابتسامة، وأول خطوة على الأرض بدون مساعدة، وكذلك أول يوم يذهب فيه إلى المدرسة.


الأبوة والأمومة مسئولية كبيرة خاصة عند دخول ابنهما الأول المدرسة، ما يطلق عليهم» بابا وماما كى جى 1»..

تراود الآباء الصغار فى هذه المرحلة بعض المخاوف خاصة فى اليوم الأول للدراسة، عما إذا كان صغيرهما سعيدا ام مضجرا أم خائفا، وكذلك عن أحداث يومه الأول وتراودهما بعض المخاوف عما اذا كان تعرضوا لأى مضايقات أو اشياء سببت لهم الضيق.


يقول أسامة محمد، 38 عامًا، ولى أمر لأربعة أبناء يدرسون فى احدى المدارس الخاصة الشهيرة بمحافظة القاهرة، إن الأسئلة التى يتم توجيهها للأبناء خاصة اليوم الأول من الدراسة وكذلك الفترة الأولى مهمة للغاية، لأنها تكشف مدى ارتياحهم وتأقلمهم مع الأجواء الدراسية وقدرتهم على استيعاب وتحصيل المعلومات، والأهم من ذلك يجب الاتفاق معهم على الصراحة المطلقة، لأن هذا يحفظ سلامهم وأمانهم من أى شخص يحاول تخويفهم او ابتزازهم.


ويروى أسامة أن ابنته جاءت فى أول يوم مدرسى يبدو على ملامحها علامات الضيق، وعندما سألها لاحظ أنها تحاول إخفاء شئ حدث معها، وطلب من والدتها محاولة الحديث معها ليكتشف أن هناك معلمة فى المدرسة قامت بالسخرية من طريقة تصفيف شعرها أمام زميلاتها.


أما نجوى عبدالفتاح، فهى أم لأول مرة تذهب ابنتها إلى المدرسة، وكانت تشعر بالتوتر والخوف وكأنه أول يوم دراسى لها، فهى لا تعلم مدى قدرة ابنتها على التعامل مع الأمر، ولكنها كانت حريصة على إعداد «اللانش بوكس» بشكل مميز واصطحاب ابنتها حتى باب المدرسة وانتظارها حتى موعد العودة.


وحرصت على سؤالها عن اليوم الدراسى وما المواد التى درستها والأدوات التى تحتاجها وهل كانت سعيدة وتعرفت على أصدقاء أم لا، وبدت ابنتها سعيدة جدا وكونت صداقات وأثنت على المعلمين وهو الأمر الذى طمأنها للغاية.


تقول سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن أهم شئ خاصة فى اليوم الأول للطفل أن يتم التركيز مع انطباعاتهم الشخصية سواء راضين او سعداء أو خائفين أو تتملكهم مشاعر الغضب أو الحزن لأن الشعور بالأبناء مهم فى هذه المرحلة.


ويمكن توجيه الأسئلة إليهم عما تحصّلوه من مواد طيلة اليوم، وإذا كانوا سعداء ام حدث شئ غير مألوف أو اصابهم بالخوف اوالضيق، وضرورة ايضًا السؤال عن طبيعة اليوم وعن رغبتهم فى الذهاب اليوم التالى للمدرسة أم هناك نفور منها.


وأوضحت فايد أن اهتمام الآباء بأبنائهم يكشف المزيد من التفاصيل ويمكن حماية الأبناء من خلال المصارحة والمصادقة لهم، والتعامل بشكل جيد وواعٍ مع المشكلات التى يروونها دون اللجوء للعنف معهم.


أما الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، يقول إن سلوكيات الاطفال تنبع من حديث الأهل وأفكارهم ومعتقداتهم ونصائحهم لهم، ومثال على ذلك نزاع معظم الأطفال للجلوس فى الصفوف الأمامية باعتبار ان الرؤية والتحصيل يكون أفضل، وهذا اعتقاد خاطئ.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة