كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب.. في الكلية الحربية

كرم جبر

الأحد، 24 أكتوبر 2021 - 07:05 م

منذ سنوات يسعدنى الحظ بمشاهدة حفلات تخرج الكليات العسكرية والشرطة، وفى كل مرة أخرج مطمئناً، فشباب الوطن المخلصين يشكلون دروعاً فولاذية للدفاع عن بلدهم.


أجيال تتواصل مع أجيال، وتواريخ مليئة بالبطولات، منذ أن أنشأ محمد على أول مدرسة حربية لتخريج ضباط الجيش، ولم يتخلف هذا الجيش العظيم يوماً عن اللحاق بأحدث تطورات العصر، منذ الدفعة واحد التى تخرجت عام 1931 حتى الآن.


هل يمكن أن يشعر أحداً بالقلق، فى بلد يضم كل هذه الأجيال الفتية من شباب مصر، الذين شربوا التضحية والفداء من نهر الوطنية المصرية الضاربة فى أعماق التاريخ؟.


عروض الطلبة فى حفلات التخرج تؤكد العزيمة والإرادة وقوة التدريبات والوصول إلى أعلى درجات اللياقة البدنية والذهنية، والاستعداد التام لتنفيذ كافة المهام.


وتؤكد أن السلاح الذى يحملونه فى أيديهم هو قطعة من جسدهم، يحركونه مثل أذرعهم وأرجلهم فى مهارة بالغة، وأعلى درجات التدريب هى أن يكون السلاح والمقاتل شيئا واحدا ولا ينفصلان.


مصانع الرجال التى تهب الوطن رجالاً يعاهدون الله على أن يظل بلدهم مرفوع الهامة والقامة، وأعلامه مرفوعة فى السماء.


ويقولون لأى معتد «دع سمائى فسمائى محرقة، دع مياهى فمياهى مغرقة واحذر الأرض فأرضى صاعقة، هذه أرضى أنا، وأبى ضحى هنا وأبى قال لنا مزقوا أعداءنا»، وفى الأيام الصعبة التى أعقبت فوضى يناير، أثبت هؤلاء الرجال أن سلاحهم لن يوجه أبداً لأى مواطن مصري، بل لأعداء الوطن.


تدربوا جيداً على السلاح وحب الوطن، فكانت النتيجة هى الأداء الرائع الذى شاهدناه فى أحداث 25 يناير، وهؤلاء الرجال يديرون أخطر أزمة يمر بها الوطن، بمهارة وقوة وعزيمة، ويحافظون على ممتلكاته وأراضيه، ويحذرون أى معتد آثم من المساس بأمنه واستقراره.
ماذا كنا نفعل لو لم يكن لدينا هؤلاء الرجال العظام، الذين يعرفون قيمة وطنهم ويحافظون عليه بالأرواح والدماء؟
حاولت الجماعة الإرهابية أن يكون لها ميليشيات غير جيش مصر، يؤدب المصريين ويحكمهم خارج إطار القانون، عن طريق نائب عام ملاكي، وقضاء يسعون إلى أخونته، ولكن تصدى لهم الجيش المصرى العظيم وأوقف مؤامرتهم وحفظ العدالة وحافظ عليها.
لا يحمى البلاد سوى جيش وطني، ليس له قِبلة إلا شعبه ولا يدافع إلا عن ترابه وأمنه القومي، وأثبتت التجارب فى المنطقة أن الدول تنهار إذا تفككت جيوشها الوطنية، والذى حمى مصر هو الجيش القوي، تصدى للمؤامرة ووقف صلباً فى مواجهة الأعاصير والرياح.
نقطة البداية من هنا من الكلية الحربية التى تشهد احتفالات تخريج الطلبة الجدد من سائر الكليات العسكرية، ومن يرى عروضهم القتالية، يتأكد من القوة الواثقة التى يتم ضخها فى شرايين القوات المسلحة المصرية.


هؤلاء الأبطال هم أبناء العمال والفلاحين والدكاترة والمهندسين والموظفين، وسائر فئات الشعب المصري، فيهم ملامح الوطن ورائحته ونيله وسماؤه وثراه.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة