منزل أبن خلدون للبيع
منزل أبن خلدون للبيع


عرض منزل مؤسس علم الاجتماع للبيع في المغرب

سامح فواز

الأحد، 24 أكتوبر 2021 - 10:02 م

أدى تداول أخبار عن طرح منزل المؤرخ العربي الشهير، ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، في مدينة فاس المغربية، للبيع، لحدوث جدل كبير حول موضوع حماية التراث في المغرب.

بعد الإعلان عن طرح المنزل للبيع، حدثت موجة تساؤلات كبيرة في الشارع المغربي، حول أهمية هذا الصرح الذي سكن فيه من خط كتاب "المقدمة" الشهير بيديه، معتبرين أن هذا المنزل هو إرث ثقافي وحضاري مهم جدا.

وأصدر وزير الثقافة المغربي تعليماته بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ البيت وتدعيم جدرانه أولا، ثم إدراجه ضمن برنامج ترميم البيوت الآلية للسقوط بالمدينة العتيقة بمدينة فاس.

وطالب النقاد بضرورة اقتناء المنزل من قبل الجهات الرسمية في البلاد وتحويله إلى صرح ثقافي؛ "لكونه يشكل جزءا من ذاكرة مدينة فاس والمغرب بصفة عامة"، بحسب "هسبريس" المغربية.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ التاريخ المتقاعد من جامعة "سيدي محمد بن عبد الله"، محمد بن عبد الجليل، قوله: "إن منزل ابن خلدون بمدينة فاس، الذي استقر فيه طيلة عمله بالبلاط المريني، يقع في الطالعة الكبرى أسفل درب الحرة".

وبحسب البيانات، يتكون منزل المؤرخ المغربي، من 3 طوابق صغيرة، طريقة بنائه تشبه إلى حد كبير الشكل المعماري المتواجد في الجنوب التونسي، حيث ولد وترعرع العالم ابن خلدون.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن العلامة ابن خلدون قدم إلى المغرب بدعوة من السلطان المريني أبو عنان.

بعد الجدل الواسع حول خبر بيع المنزل، فُتح مؤخراً تحقيق من وزارة الثقافة المغربية وتم التواصل مع مالكي هذا المنزل الذي يُقال إن ابن خلدون كان يقطنه وذلك بحسب الرواية الشفهية التي لم تؤكدها الجهات الرسمية حتى الآن ويقع هذا المنزل في منطقة "الطالعة الكبرى" في مدينة "فاس" المغربية.

طالب أحد الناشطين من وزارة الثقافة امتلاك المنزل واستغلاله في السياحة الثقافية كما شدد كثيرون غيره على ضرورة إنقاذ المنزل وبينت الوزارة أنه ستؤلّف لجنة خبراء لمعاينة المنزل وإكمال التقارير والتحقيقات حوله لاتخاذ ما تراه مناسباً وما يحفظ هذا الإرث لما يحمله من رمزية تاريخية.

ونوه الباحث المغربي بن عبد الجليل، أن المنزل كان في السابق ملكا لأحد الخياطين بمدينة فاس وهو يملك دليلا عدليا يثبت أن هذا المنزل كان يعود لعبد الرحمن بن محمد ابن خلدون.
وأشار الباحث المغربي إلى وجود محاولات سابقة من السلطات الثقافية في تونس لامتلاك المنزل وتحويله إلى مكتبة خاصة بمؤلفات ابن خلدون.

ونقلت الصحيفة عن أحد ذوي ملاك المنزل، مروان مهياوي، قوله إنه "بعد إعلان عائلته طرح البناية للبيع اتصلت بها مصالح وزارة الثقافة، وعقدت معها لقاء حول الأمر".

وأكد مهياوي، أن لجنة من الخبراء ستعاين البناء بهدف إنجاز تقرير حوله قبل رفعه إلى الوزارة الوصية لاتخاذ ما تراه مناسبا، مؤكدا أن عائلته اقتنت هذا العقار عام 1969، بعد أن توالت على ملكيته أربع عائلات أخرى.
وأوضح مروان أن عائلته تنتظر في الوقت الحالي رد الوزارة المعنية، حيث توقع أنها "غالبا ستتولى اقتناء هذا العقار"، مشيرا إلى أن البناء ما زال في حالة جيدة وتعيش فيه أسرتان.

وفي فاس، تلقى العلامة التونسي المولد تعليمه على يد ثلة من علماء جامعة القرويين، كما عاش في البلاط السلطاني حيث تبوأ أسمى المناصب قبل الانتقال إلى الأندلس، ثم إلى مصر حيث أمضى بقية حياته.

ويعد العلامة ابن خلدون من أعظم العقول التي أنتجتها الحضارة العربية الإسلامية، وتمتع بمكانة علمية كبيرة عبر تفرده بقراءة التاريخ، إذ لم يكتف بإيراد الأخبار والوقائع بل حاول فهمها وتحليلها وإيجاد منهج لحركتها؛ وهو ما حدا بالبعض إلى القول إنه (ابن خلدون) أعلن ولادة التاريخ بوصفه علما قائما بذاته، كما أنه وضع أولى لبنات علم الاجتماع.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة