عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدا

المهمة المقــــدسة للإعـلام المحلـى!

عصام السباعي

الإثنين، 25 أكتوبر 2021 - 12:31 م

لا أعتقد أبدا أن هناك من يمسك بصكوك الوطنية، فيمنعها أو يمنحها لمن يريد، وما أراه وأقتنع به أن الوطنية كنز مثلها مثل الجواهر لأنها تحفظ الأوطان، وتصل إلى قمة العطاء عندما نفتدى الوطن بالأرواح التى لا يوجد أغلى ولا أثمن منها، أما «الفقراء فى الوطنية» فهم أنواع والحديث عنهم يطول وبكل أسف، ومنهم المتلاعبون بالوعى فى أى مجال، والمتاجرون بالفقر والفقراء.
ولا يوجد من هو أخطر على الوطن من هؤلاء الذين يزيفون الوعى أو يحاولون تشويهه، أو هؤلاء الذين يتمترسون خلف الفقراء ويجعلونهم أداة فى أيديهم، يستخدمونهم ويستغلونهم من أجل تحقيق أهدافهم غير النبيلة، والمؤكد أن الاثنين من عائلة واحدة بعضهم من بعض، وكلهم فى صدورهم نفس المرض، ولديهم نفس الهدف!
ولن أتوقف عن التركيز على قضية الوعى باختلاف مفاهيمه ومعانيه، الوعى بالثوابت المقدسة مثل الوطن، الجيش، احترام الأديان، العدل، المساواة، احترام الآخر، الأسرة، الدستور، القانون، العمل، وغير ذلك، والوعى بالمخاطر التى يمكن أن تمس تلك المفاهيم وتغيير الوعى بها، أو التى تمثل خطرا على أسس وأركان الدولة، والوعى هو نقطة البداية لأى سلوك قد يكون مسمارا فى تثبيت أركان الدولة، أو كالمنشار ينشر فى أوتادها، أو مثل السوس يأكل فى عظامها، خاصة أن مفهوم الأمن القومى قد اتسع، وأصبح كل مواطن جزءا مهما من أمن بلاده واستقرارها، وتخيلوا على سبيل المثال ما يمكن أن يتسبب فيه مواطن واحد فقط لو لم يلتزم بارتداء الكمامة أو خالف الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، أو قام حتى بترديد شائعة ما، وقد يهون البعض منها، فى حين أن لها تأثيرا كبيرا على المجتمع ومؤسسات الدولة.
المزعج أن يكون مصدر «الفقر فى الوطنية»، هو من يفترض فيه أنه صاحب عقل وعلم ودراية، ولكنه يلوى الواقع عن سوء قصد وترصد، وفى قضية ساخنة مثل الأسعار، وكما نعلم فهناك موجة من ارتفاع الأسعار تضرب الأسواق العالمية، تكاد تصل إلى كل شىء وفى مقدمتها السلع الأساسية، ولأن مصر ليست فى معزل عن تلك الأسواق بدأت روائح تلك الزيادات تصل لبعض السلع، المشكلة أنك تجد هؤلاء الفقراء فى الوطنية يتاجرون بالشعارات، ويتباكون على محدودى الدخل الذين سيتضررون من زيادة الأسعار فى السوق، دون أن يشيروا إلى الحقائق التى يعرفها كل صاحب بصر وبصيرة، وهى أن هناك برامج متكاملة من الحماية الاجتماعية لكل تلك الفئات وكلها واقع معاش، وحقيقة يعيشها الملايين من المستفيدين، والأهم هو أن أى زيادة قد تحدث ليست ناجمة كما يدعون عن اختلالات اقتصادية محلية، ولكن نتيجة تأثر بالأسواق العالمية، ولأسباب معلومة منها على سبيل المثال اللوجستيات أو ارتفاع أسعار البترول التى تنعكس على كل شيء تطوله أو يرتبط بأسعار الوقود والطاقة، ويبدأ هؤلاء المختلون فى بث سمومهم، وهو ما يفرض على الإعلام المحلى دورا كبيرا فى كشف الكذب، ومواجهة الشائعات، التى يحاول البعض ترويجها فى وقت زادت قدرة مصر على ضبط الأسواق وتفعيل القانون وحماية المستهلك، والأهم النجاح الذى تحقق وأكدته المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري، تقارير المؤسسات المالية العالمية كان آخرها الاستطلاع الذى أجرته وكالة رويترز، وتوقعت نتائجه نمو الاقتصاد المصرى بمعدل 5.1% فى السنة المالية التى تنتهى فى يونيو 2022، وأنه سيتسارع إلى 5.5% فى العامين التاليين مع استمرار انتعاش قطاع السياحة وتراجع تأثيرات جائحة فيروس كورونا، وكذلك فيما يتعلق بأرقام المستهلكين ونجاح مصر فى خفض نسب التضخم وفق أرقام جهاز التعبئة والإحصاء والبنك المركزي، أما أكبر شهادة دولية فقد جاءت على لسان جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى فى صندوق النقد الدولى فى مؤتمر صحفى عالمى حول آفاق الاقتصاد الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وأكد فيه أن معدلات التضخم فى مصر لا تزال تحت السيطرة وأن السياسة التى يتبعها البنك المركزى تساعد على تجنب أى زيادة فى الأسعار، على الرغم من ارتفاع أسعار السلع عالميًا، واسمحوا لى أن أنقل التحليل الذى قدمه أزعور، ويوضح للجميع أن ارتفاع أسعار البترول العالمية سيزيد التكلفة على الدول المستوردة وحسابها الجاري، ما يستلزم تنفيذ هذه الدول إصلاحات اقتصادية لخفض دعم الطاقة، ويجيب على من يسأل عن موقف مصر من تلك الأزمة ويقول: تلك الإصلاحات قد نفذتها مصر فى إصلاحات 2016 بمساعدة صندوق النقد، وتعمل حاليا على تنفيذ إصلاحات من شأنها توفير فرص عمل جديدة، لأنها تحتاج بين 700 و800 ألف وظيفة جديدة سنويًا، كما توقع تقرير مؤسسة التمويل الدولية، تراجع معدل التضخم من 5.7% فى 2020 إلى 4.5% بنهاية العام الحالى، ثم إلى 4.6% فى 2022.
وتبقى إشادة واجبة بما يقوم به المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، فهو يلاحق بصفة دائمة الشائعات، ويوضح تلبيسات أبناء إبليس، وكان آخرها تفنيده الوافى الكافى لما تردد بشأن وجود نقص فى السلع الغذائية الأساسية، وتأكيد وزارة التموين بأن المخزون الاستراتيجى من السلع الأساسية يكفى احتياجات المواطنين لعدة أشهر مقبلة.
وأخيرا.. أرجو من كل فقراء الوطنية أن يراعوا الله فى وطنهم، وأن يتوقفوا عن ترديد ما هو غير صحيح بالضرورة، وكاذب جملة وتفصيلا، وأن ينتبه الجميع ويكونوا على وعى كامل بالحقائق، وهى مهمة يجب أن يقوم بها الإعلام المحلى ويمارس مهمته المقدسة فى كشف الأكاذيب ونقل الحقائق الاقتصادية بسلاسة وسهولة وبساطة وصدق لكل المواطنين، ففى مثل تلك الأوقات والأزمات العالمية تخـــــرج علينـــا الشـــياطـــين بأكاذيبها وتضــليلهــا، وإنـــــــا لمنصـــــــــورون بـــإذن اللــــه ومنتصـــــرون.. وإنهــــم لمغلـوبون ومفضوحون.

بوكس

الكابتن مصطفى عبده اسم وقيمة كبيرة ، شاهدت برنامجه «المجرى» مع ضيفه كابتن محمود الخواجة  على قناة الأهلى، المقدمة طويلة مملة، ولنجم سبق وكان ضيف أسامة حسنى على نفس القناة ، أما نبذ التعصب، فتلك  فضيلة لا يكشفها سوى سؤال عن «يافطة القرن»! 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة