الفريق أحمد خالد سعيد
الفريق أحمد خالد سعيد


العيد 54 لأسياد البحر| الفريق أحمد خالد: نمتلك قوة بحرية لا تتهاون فى حق مصر

آخر ساعة

الإثنين، 25 أكتوبر 2021 - 12:56 م

كتب : محمد ياسين

فى مثل هذه الأيام من كل عام تهب رياح النصر محملة بذكريات الفخر والعزة والكرامة التى تعلو جبين قواتنا البحرية، فمنذ 54 عاما مضت شهدت المنطقة أروع نصر بحرى والذى غير مفاهيم استخدام الصواريخ البحرية وجعل العالم ينظر إلينا نظرة احترام وتقدير.
يوم الحادى والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967 كان أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال قواتنا البحرية، يوم أن قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت فيها أن تلقن العدو درسا قاسيا وأن ترسم علامة فارقة وتحولا جوهريا فى الفكر الاستراتيجى البحرى بإغراق أكبر وحدة بحرية له (المدمرة إيلات الإسرائيلية) أمام سواحل المدينة الباسلة (بورسعيد) باستخدام الصواريخ البحرية لأول مرة فى تاريخ البحريات العالمية واعتبرت بشهادة الخبراء أحد أعظم الانتصارات البحرية.

6 ساعات قضتها "آخرساعة" على ظهر حاملة المروحيات جمال عبد الناصر من طراز الميسترال، حيث الاحتفال بعيد القوات البحرية الـ54 
والذى كان له شكل وطابع مختلف، حيث تم عقد المؤتمر الصحفى بحضور الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، على ظهر أقوى وأكبر القطع البحرية فى الأسطول المصرى.

تجولت "آخرساعة" داخل الميسترال لنرصد كيف يمكن لحاملة المروحيات أن تحمل كتيبة مشاة كاملة كما شاهدنا هبوط طائرات الكاموف الروسية على سطحها 

وكيف يتم توجيهها من خلال جندى الإرشاد لتحط وبعدها يتم تثبيتها بالسلاسل فى جسم الحاملة، كما شاهدنا خلال الجولة المستشفى الخاص بالحاملة
 
والتى قد تكون أكبر من بعض المستشفيات الأرضية، وتم إجراء عمليتين بها لاستئصال الزائدة الدودية، لأحد طاقميها بالإضافة إلى برج القيادة الذى يبلغ ارتفاعه 11 دورا، كما شاهدنا "هانجر" تخزين المروحيات والدبابات وعنابر النوم.

وقال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، إن تطوير القوات البحرية يتضمن فى مكونه العام تزويدها بعدد من الوحدات البحرية ذات الطبيعة والمهام القتالية الخاصة من مختلف الطرازات والحمولات كحاملات المروحيات طراز ميسترال والفرقاطات طراز فريم وجوويند والفرقاطات الشبحية طراز ميكو 200 والغواصات طراز 209 
إضافة إلى عدد من لنشات المرور القريب والبعيد واللنشات القتالية المدرعة للقوات الخاصة البحرية.

 

الفرقاطة تحيا مصر طراز فريم

أضاف، أنه فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة، كان توجه قواتنا البحرية تنفيذا لرؤية القيادة السياسية، ضمان عملية نقل تكنولوجيا التصنيع المحلى بأيد وسواعد وعقول مصرية تمثلت فى مشروعات ضخمة لبناء الفرقاطات طراز (جوويند) والفرقاطة الشبحية طراز (ميكو 200) ولنشات المرور الساحلى وبناء الريبات القتالية المدرعة طراز (رافال 1200) كذا اكتساب الخبرات للكوادر الفنية فى مجال التصنيع للوحدات البحرية ذات التكنولوجيا الحديثة المتقدمة وطبقا لتخطيط دقيق يراعى عوامل الجودة مع التنفيذ فى زمن قياسى، يعتمد فى الأساس على ما تم تطويره من معدات للترسانات البحرية وبرنامج كامل لتدريب الكوادر البشرية وتأهيلها من المهندسين والمهندسات والفنيين فى مختلف مناحى هذه الصناعة الاستراتيجية

كما تم الانتهاء من تشييد وتطوير (5) قواعد بحرية حديثة بمسرحى عمليات البحرين المتوسط والأحمر وفق أحدث المتطلبات للقواعد البحرية المتطورة لتكون نقاط ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية بكل طرازاتها ومطالبها اللوجيستية للعمل على جميع الاتجاهات الاستراتيجية فى آنٍ واحد وبقدرات قتالية عالية ما جعل القوات البحرية قادرة على تأمين مصالح الدولة المصرية وأمنها القومى وبشكل خاص فى المياه الاقتصادية العميقة بهدف المحافظة على الأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة.

وقال إنه لم يقتصر التطوير على التسليح والبنية التحتية فقط بل امتد ليشمل تطوير المكون البشرى والذى نحرص دوما على انتقائه وتدريبه وصقل مهاراته من خلال رؤية شاملة تعتمد على التحول من أنشطة تدريبية نمطية إلى أنشطة تدريبية تحقق الأهداف العملياتية والاستراتيجية للقوات البحرية وتواكب التطور التكنولوجى للوحدات البحرية المنضمة حديثا للقوات البحرية بتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب بتنفيذ التدريب فى ظروف مماثلة لظروف العمليات الفعلية وبنفس مسارح العمليات المنتظرة.

ودار مع الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، هذا الحوار

*ما أسباب اختيار هذا اليوم بالتحديد عيدًا للقوات البحرية؟

- 21 أكتوبر 1967، يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة، حيث انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية حين جرى رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياه الإقليمية المصرية، فى جولة لاستعراض القوة صلفًا وغرورًا، وعلى الفور اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة وصدرت الأوامر التى لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات.

فى هذا اليوم المجيد، 21 أكتوبر 1967 جرى تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بـ(2) لنش صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة والمفاجأة كبيرة والتى دوى أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى وإنما فى جميع أنحاء العالم وجاء الخبر مشئوماً على قوات العدو، برداً وسلاماً وعزاً وفخراً على قلوب جميع المصريين (تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات
 
وكان للقوات البحرية المصرية السبق فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم والتى أصابت العدو بارتباك وأذهلت العالم.

*شاهدنا خلال افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية يوليو الماضى رفع العلم على عدد من الوحدات المنضمة حديثا لقواتنا البحرية والتى جرى بناؤها فى شركة ترسانة الإسكندرية وترسانة القوات البحرية بأيادٍ وسواعد مصرية؟

 حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية فى جميع الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية  
بضم قطع جديدة للأسطول البحرى المصرى من خلال الإحلال والتجديد للوحدات البحرية والتى تخضع لمعايير عدة، منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكرى مع دول الجوار، التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال التسليح

والقدرات الاقتصادية للدولة من خلال التصنيع المشترك للوحدات البحرية بترسانة الإسكندرية البحرية من (فرقاطات
طراز جوويند - ريبات - لنشات 28م) والذى يعتبر الخطوة الأولى على طريق النجاح، وتمكنت الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدٍ مصرية بنسبة 100٪.


 *ما الغرض من إنشاء قواعد جديدة وما تمثله قاعدة 3 يوليو البحرية من قيمة عسكرية واستراتيجية لمصر؟


 اتساقاً مع زيادة القوات البحرية لقدراتها فى مجال انضمام وحدات بحرية حديثة عن طريق تدبير وحدات جديدة تصنيع مشترك 
فإن زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم بالتوازى مع إنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبر عدد من القطع البحرية وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق

 

 

الجلالة

ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات البحرى (المتوسط - الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن وقد تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفى بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامناً مع إعادة تنظيم

القوات البحرية فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها وانضمام الوحدات البحرية الحديثة (حاملات الطائرات المروحية - فرقاطات - لنشات - صواريخ - غواصات) وجرى إنشاء قاعدة برنيس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية.

 ما الدور الذى تشارك به القوات البحرية المصرية فى تأمين المسرح الجنوبى - باب المندب -؟


 تشارك القوات البحرية فى العملية (إعادة الأمل) من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحرى، ويتضمن الأمن البحرى عناصر مختلفة بدءاً من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدى للتهديدات التى تشكلها القرصنة والإرهاب 
والاتجار بالمخدارت والتهريب بالبحر خاصة تهريب الأسلحة، واستوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدى للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أرضها

وحدودها البحرية فى مواجهة أى تعدٍ، لذلك أصبح هذا المفهوم غير كافٍ لحماية مقدرات الدولة واستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية والتى تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحة 

وتحقيق الحماية للمجرى الملاحى (قناة السويس) كونه شريانًا ملاحيًا عالميًا، لذلك وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الآمنة فى هذا الشريان الحيوى بدءًا من مضيق باب المندب ومرورًا بالبحر الأحمر 
كما تدعم القوات البحرية الأمن القومى العربى عند باب المندب بالمشاركة فى العملية (إعادة الأمل).

كيف تعاملت القوات البحرية مع تحديات شرق المتوسط بما يحافظ على المقدرات الاقتصادية لمصر؟

 نتيجة لتزايد الاكتشافات للثروات الطبيعة لمصادر الطاقة بقاع البحر بشرق المتوسط، اتخذت القوات البحرية العديد من الخطوات التى من شأنها الحفاظ

وتأمين ثروات ومقدرات الدولة المصرية فى المياه الاقتصادية حيث تم توزيع القوات على كل المسرحين (المتوسط - الأحمر) لضمان سرعة رد الفعل فى اتجاه التهديد بإنشاء أسطولين (شمالى - جنوبىثلاث قواعد بحرية جديدة (برنيس - جرجوب - شرق بورسعيد) اعتناق مبدأ المناورة الديناميكية بالقوات من مسرح عمليات لآخر حسب اتجاه التهديد.

 

لنش سليمان عزت

كل ذلك أدى لامتلاك مصر قوة بحرية حديثة وذات كفاءة عالية بما يعزز من الأمن البحرى والاستقرار فى المنطقة؛ فمصر مسئولة عن تأمين مساحة من البحر تبلغ 114 ألف ميل مربع (74 ألف ميل مربع فى البحر المتوسط و40 ألف ميل مربع فى البحر الأحمر) بالإضافة لقناة السويس والتى تعد من أهم الممرات الملاحية فى العالم.

بالإضافة إلى تزايد الاكتشافات للثروات الطبيعة لمصادر الطاقة بقاع البحر بشرق المتوسط يجعل القوات البحرية فى حاجة لهذه النوعية من الوحدات البحرية ذات الإمكانيات العالية لحماية مقدرات الدولة فى مياهها الاقتصادية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة