‎هناك فرق كبير بين التصريح السياسي الذي يدلي به مسئول ملتزم وبين المهرج الذي يطلق بالونة في الهواء دون حساب عواقب الكلمات التي اطلقها . الاول يبعث احساسا بالثقة في القلوب اما الفرقعة السياسية فغالبا ما يكون مردودها الغضب والاستهجان والرفض. هذا الاحساس راودني وشغل بالي طوال الاسبوع الماضي واخذت افكر في التصريح الواضح الذي ادلي به الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اللقاء برجال الاعمال والمستثمرين الذي عقد مؤخرا وبين التصريحات المستفزة لدونالد ترامب الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة والتي طالب فيها بحظر دخو المسلمين للولايات المتحدة وذلك في اعقاب عملية سان برناردينو حيث اطلق زوجان مسلمان النار علي مجموعة من الناس في ولاية كاليفورنيا.
‎كانت تصريحات الرئيس السيسي لرجال الاعمال بمثابة رسالة طمأنة لازالة بعض المخاوف التي تراود بعضهم، رسالة واضحة وصادقة اكد فيها دعم الدولة للاقتصاد الوطني واحترام الملكية الخاصة ولا مساس بالممتلكات مؤكدا ان الدولة تحتاج جهودهم ودورهم في تعزيز معدلات النمو الاقتصادي ونفي احتمالات التأميم والمصادرة بكلمات بسيطة تدخل القلب والعقل بقوله «انا راجل بيخاف ربنا» جاءت تصريحاته مليئة بالامل والطمأنينة.
‎اما الفقاعة دونالد ترامب فقد شن هجمة شرسة علي المسلمين خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا في ولاية ساوث كارولينا منذ ايام، طالب بمنع كامل وشامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة حتي لو كانوا يحملون تأشيرة سياحة او عمل والهدف من هذا التصريح هو استغلال خوف الامريكان من الارهاب للحصول علي اصوات انتخابية، وبالطبع قوبلت تصريحات ترامب العنصرية بموجة في ردود الافعال المستنكرة داخل البلاد هذا إلي جانب الاستياء العالمي. ووصف ترامب بأنه هتلر الجديد وانه رجل فقد صوابه وان تصريحاته تثير الانقسام وتهدد الامن القومي الامريكي وتتعارض مع القيم الامريكية.. وللاسف ظهرت شرذمة من الامريكيين لتأييد ترامب.
‎وهنا لمست الفرق بين الرئيس السيسي الذي ادلي بتصريح هادف يغرس الامل في النفوس ويدعم الاقتصاد وبين تصريح ترامب غير المسئول والذي يتعارض مع ابسط حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.