ثلاثة أصدقاء أمريكى وفرنسى وصينى جلسوا يتباهون بأحدث ما حققته بلادهم فى تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعى فقال الأمريكى: إحنا عندنا الفيس بوك دلوقتى مش بيفتح بباسوورد عادى لا بقى يفتح ببصمة العين يعنى أول ما الواحد مننا يبص للكومبيوتر يفتحله الأكونت بتاعه وقال الفرنسى: إحنا الفيس بوك عندنا بيفتح بالزفير يعنى تقعد قدام الكومبيوتر وتسحب نفس عميق شهيق وتطلعه زفير بالراحة قدام الشاشة تقوم تتفتح صفحتك على الفيس فورا فنظر الصينى لصديقيه وسألهما فى بلاهة: يعنى إيه فيس بوك؟
هذه النكتة قالها لى صديق صينى تعرفت عليه خلال زيارتى الأخيرة عندما سألته عن الأكونت بتاعه على الفيس حتى نتواصل بعد العودة حيث قال لى وهو ينظر حوله فى شك وريبة: بلاش تجيب سيرة الفيس بوك تانى فى الصين لحسن تتفهم غلط، فضحكت قائلا: غلط ليه يا عم هى الفيس بوك كلمة أبيحة لا سمح الله ولا إيه؟ فقال وهو يضع يده على فمى: تانى هتقولى الفيس بوك هو انت مش عايز تعدى الزيارة دى على خير ولا إيه ثم أخذ يضرب كفا بكف وهو ينظر حوله كمن يبحث عمن يراقبنا وهو ويقول: جيب العواقب سليمة يا بوذا!
لم أكدب خبر وفى أول لقاء بمسئول بالخارجية الصينية سألته لماذا تغلق الصين الفيس بوك فانزعج بشدة وقال: ∩شن كن ماك لال∪، ترجمتها بالعربى تقريبا إنت مال أهلك وقبل أن أسأله أى سؤال آخر قال وهو يرمقنى من فوق لتحت: فنخ ديك شال يونج؟ وترجمتها تقريبا: فيه حد من الصينيين شكالك؟ فقلت بلغة صينية ركيكة وأنا أنظر لمرافقى الصينى الذى بدا مذعورا: ∩نيه ياه هالى هسن∪وترجمتها: لا ورحمة خالى حسن فقال بلغة عربية واضحة: خلاص يبقى خليك فى نفسك وبلاش تحشر نفسك فى إللى ملكش فيه بدال ما تحصل المرحوم فسألته: المرحوم مين؟ فقال ضاحكا وهو يرزعنى على كتفى بقبضته القوية: خالك حسن ياجدع! فقلت له: طب خلاص يا خال سونج ضحكنا كتير وهزرنا كتير ممكن بجد تقولى انتوا ليه خايفين من الفيس بوك؟ فقال بثقة: احنا مبنخافش من حاجة لكن النمو السريع لوسائل التواصل الاجتماعى زاد عن قدرة الصين على استيعابه من النواحى القانونية لذا قمنا بتكوين شبكة داخلية لنا نحن الصينيين فقط داخل الصين نتواصل من خلالها بكل صراحة ووضوح ومش بنخبى عن بعضينا أى حاجة وكمان بتغنينيا عن الفيس بوك وتويتر إللى مش وراهم غير وجع القلب فلم أتمالك نفسى وقلت بغباء شديد: أيوه بقى قول إنكم خايفين من عدوى ثورات الربيع العربى إللى لعب فيها الفيس بوك دور كبير فأخذ يقهقه حتى استلقى على قفاه وهو يقول بالصينى هذه المرة: ∩خاربى نيهاو اربايك سبرنجنج∪وترجمتها: ربيع إيه إللى انت جاى تقول عليه!
كان صديقى الصينى الذى يرافقنى فى الزيارة يشير لى إشارات معناها: اتلم اعمل معروف لحسن كده خطر عليك وعليا فقلت للمسئول: خلاص بلاها فيس بوك فابتسم فى ارتياح وقال، وهو ينظر لى بخبث: أنا مش عايز أخبط فى الحلل لكن مش كده أحسن ما نعمل فيس بوك ونراقبه وكل الفيسبوكيين يدخلوا فى سين وجيم وتحقيقات ومشاكل كتيرة، بص الفيس بوك دوشة ولوكلوك ورغى كتير وبيعلم السهر والصرمحة وبيعطل الناس عن شغلها تانى يوم وكمان بنعتبره تعدى على حريات الآخرين وإحنا عندنا مثل فى الصين بيقول: فى النصف الأول من الليل ممكن تفكر لنفسك لكن فى النصف الثانى يجب أن تفكر فى الآخرين فقلت وأنا أضع النقط على الحروف: يعنى من الآخر كده بتطبقوا المثل الشعبى إللى بيقول: الفيس إللى يجيلك منه الريح سده واستريح فقال وهو يهبدنى بكف جديد على كتفى:∪نيم بوذا ألا مكامك∪ وترجمتها:اسم الله على مقامك!.