محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: الأغنية والموسيقى .. صوت السينما

محمد قناوي

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021 - 06:11 م

في عشرينيات القرن الماضي، لم تكن الموسيقى جزءا من الصناعة السينمائية، لكن ومع المزيد من إنتاج الأفلام شعر السينمائيون أن الأفلام بدون موسيقى تبدو فارغة أو ناقصة، أو بعبارة أدق، إضافة الموسيقى إلى الأفلام تعطي مزيداً من الحيوية للفيلم، ولكن كانت الموسيقى تعزف داخل صالة السينما آنذاك وعلى الهواء مباشرة، أي أن المؤلف ومن معه يعزفون بجانب جمهور السينما، والفرقة الموسيقية تكون بسيطة أحياناً، مجرد عازف بيانو وعازفا كمان، وفي أحيان أخرى ويصل الأمر إلى فرقة أوركسترا، ووقتها كان الأمر متروكاً للموسيقيين في أن يؤلفوا وينظموا المقطوعات في الأفلام كما يشاؤون ، وأن يضعوها في المشهد الذي يرونه مناسباً، لكن لم يدم هذا الأمر طويلاً فمع مرور السنوات ازدادت صناعة الأفلام تنظيماً، وصار الأمر يعود للمخرج صاحب القرار، في توجيه الملحن، كما أن الموسيقى لم تعد تعزف على الهواء بل صارت مسجلة فيما بعد.

وفي أواخر العشرينات دخل الصوت إلى الأفلام وصارت الأفلام ناطقة، ولم تعد الموسيقى حرة ووحيدة بل تشارك حوارات الممثلين، وتم بعدها تقديم اغاني بألحان موسيقية وكلمات، وقد عرفت السينما المصرية الاغاني في الافلام، والتاريخ السينمائي المصري يؤكد أن أول فيلم مصري ناطق كان "أنشودة الفؤاد" عام 1932 كان فيلماً غنائياً، كتب الألحان زكريا أحمد وغناء المطربة"نادرة"، وثاني فيلم ناطق عام 1933 كان فيلما غنائيا أيضا وهو "الوردة البيضاء"، ألحان وغناء محمد عبد الوهاب، وهذه الاغنيات فتحت الباب لمئات الأفلام التى لعب فيها الغناء دوراً أساسياً وقدمت إلى الجمهور العديد من المطربين والمطربات منذ ذلك التاريخ حتى الآن ، فأصبحت الاغنية والموسيقي التصويرية هي صوت السينما.

ولان مصر تمتلك تاريخا سينمائيا طويل يمتد لاكثر من 125 عاما فهو تمتلك بداخله مئات بل ألآف الاغاني التي تم تقديمها في افلام حققت نجاحا كبيرا ومازال يحفظها ويرددها الجمهور، من هذا المنطق تقوم قنوات "أم بي سي" بالتعاون مع شركة"أر أم سي" بالإحتفال بتراث مصر الحافل بالأعمال السينمائية المحفورة في ذاكرتنا حيث سلسلة من الحفلات تحمل اسم "صوت السينما" تنطلق من داخل قصر عابدين التاريخي، بمشاركة النجم مدحت صالح، والفنانة ريهام عبد الحكيم وبمصاحبة المايسترو ناير ناجي قائد أوركسترا القاهرة السيمفوني ، سيتم خلاله تقديم مجموعة منتقاه من الأغاني الخالدة منها "عشانك يا قمر" لـ عبد الحليم حافظ من فيلم" أيام وليالي"، و"قلبي دليلي" لـ ليلى مراد من فيلم "قلبي دليلي"، و"الدنيا ريشة في هواه" لـ سعد عبد الوهاب من فيلم "علموني الحب"، وغيرها..

تعتبر تجربة حفلات "صوت السينما" تجربة رائدة ستلقي تجاوبا من الجمهور الذي يشتاق دائما لأغنيات زمن الفن الجميل كما أتمني أن تلقي تجاوبا من الاجيال الجديدة في ظل توزيع موسيقي جديد لهذه الاغنيات، كما أن اختار المطرب مدحت صالح، والمطربة ريهام عبد الحكيم لتكون البداية بهما في سلسلة الحفلات من هذه النوعية هو اختيار رائع وفي محله لما يتمتعا به من جماهيرية كبيرة وقدرة علي اداء كل الالوان الغنائية كما أن مدحت صالح يمتلك رصيد كبير في تقديم أغاني لبعض الافلام الحديثة التي حققت نجاحا كبير مثل "شورت وفانلة وكاب"مثل "حبيبي يا عاشق" ،"ضميني وانسي الدنيا" وفيلم "مافيا" مثل "زي ما هي حبها" وغيرها من الافلام ،ولريهام عبد الحكيم اغنيات رائعة في فيلم "عسل اسود" منها أغنية "فيها حاجة حلوة "و"بالورقة والقلم "، وفي العام الماضي شاهدت بمهرجان الجونة فيلم "الطفل" لشارلى شابلن مع أوركسترا حية ولعب موسيقى الفيلم التى ألفها شارلى شابلن أثناء العرض  منح الحفل الفيلم بريقًا خاصًا، حيث يمزج ما بين العرض السينمائى والأوركسترا الحية فى وقت واحد..وقبلها بعامين شاهدت  في نفس المهرجان مقطوعات ومشاهد من 4 أفلام للمخرج العالمي يوسف شاهين هو"اليوم السادس" الذي وضع له الموسيقى التصويرية الموسيقار عمر خيرت، و"المهاجر" الذي وضع له الموسيقى التصويرية محمد نوح، بالإضافة إلى فيلمي "عودة الابن الضال"، و"المصير" اللذين وضع لهما الموسيقار كمال الطويل الموسيقى التصويرية، وقام بالتوزيع الموسيقي وقيادة الأوركسترا، المايسترو هشام جبر الذي عزف نحو 15 مقطوعة، وقدمت أغنية "مفترق الطرق"من فيلم "عودة الابن الضال"، قدمتها المطربة أميرة أحمد وقد حققت هذه الحفلات نجاحا كبيرا ورفعت لافتة كامل العدد مما يؤكد تشوق الجمهور لهذه النوعية من الاعمال . 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة