سافرت إلي ارض الفيروز لقضاء اربعة ايام بمدينة شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر اقليمي عقدته المؤسسة الروتارية للمنطقتين ٢٤٥٢،٢٤٥١ والمفروض ان تشارك فيه اكثر من عشر دول من قارتي آسيا وأفريقيا، كان الدافع الحقيقي وراء مشاركتي انا وزوجي في المؤتمر هو احساسنا بضرورة عدم الوقوف مكتوفي الايدي نتابع الازمة التي ألمت بالسياحة في مدن سيناء بعد سقوط الطائرة الروسية وما أعقبها من هجمة شرسة علينا.
ومن أول خطوة علي ارض مطار شرم الشيخ لمست اننا نمر بمحنة حقيقية، قاعة وصول الركاب خاوية من السياح الاجانب تضم قليلاً من المصريين، الخدمة كانت سريعة وممتازة، لقينا ترحيباً من جميع المحيطين واخذت اتحدث مع سائق الاوتوبيس حتي يكتمل عدد الركاب، اكد لي الشاب المهذب ان السياحة كانت تسير قبل حادثة الطائرة الروسية بشكل جيد جدا وان بيوتاً كثيرة فتحت وبحزن شديد تحدثنا عما اصاب المدينة الساحرة.. واخذت أفكر طوال الرحلة من المطار للفندق مرورا بعدد ضخم من المنتجعات والفنادق انه توجد ٦٢ ألف غرفة في شرم الشيخ و٧٣ ألف غرفة في الغردقة بالاضافة إلي فنادق دهب ونويبع وسهل حشيش ومرسي علم ونبق.. ووجدت الاسئلة تتصارع في ذهني «لماذا يستكثرون علينا ان ننعم بالسلام والاستقرار؟ انهم في الغرب لا يريدون لنا ان نقوي رغم اننا مهما قوينا لن نقوي لنصبح مثلهم!!».
ومنذ الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المؤسسة الروتارية وخلال استعراض اعلام الدول المشاركة لاحظت غياب وفود كثيرة وتراجع عدد الحضور إلي حوالي ١٧٠ مشاركاً من الروتاريين وعندما سألت صديقة عن زملاء من لبنان والاردن كنت اتوقع حضورهم علمت انهم قاموا بالغاء الحجز في اخر وقت خوفا من الارهاب وهنا قلت انهم يؤكدون نجاحه في تخويفهم وترويع الابرياء وإلحاق الضرر بالسياحة، فاعليات المؤتمر ناقشت موضوعات تهدف إلي خدمة المجتمع واعلاء وضع الشباب ومواجهة الفقر والامراض وقيام الروتاري بالقضاء علي انتشار شلل الاطفال نهائيا ونشر السلام ولكن كانت عيني علي مصر.
اري ان السائح سيعود عندما يشعر بالامان ويلمس اننا وقفنا بقوة وصلابة في مواجهة جرائم الارهاب والقضاء عليها كما علينا ان نسعي للبحث عن حلول عاجلة لدعم السياحة وتحسين صورة مصر في عيون العالم وانه يتعين علينا الاهتمام بالسوق السياحي العربي وعلينا محاولة فتح اسواق جديدة لجلب السياح من دول أوروبا الشرقية و بعض الدول الآسيوية خاصة الهند والصين.
واهمس في اذن من يهمه امر السياحة إلي ضرورة نشر وغرس السلوك المناسب للتعامل مع السائحين.