صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحى القلم

السودان إلى أين؟!

صالح الصالحي

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021 - 05:54 م

ما بين تصاعد للأحداث فى السودان بعد أزمة سياسية مستمرة منذ أسابيع، ومحاولات للتهدئة من المجلس السيادى للخروج بالبلاد من المرحلة الانتقالية التى امتدت لأكثر من عامين، والتى من المقرر أن تستمر لمدة مماثلة، عانى فيها السودان من تعقيدات سياسية واقتصادية وصلت لحد الأزمة وانقسامات داخل المجلس السيادى، وصلت لانقسام المكون المدنى على نفسه بانشقاق ائتلاف قوى الحرية والتغيير المنتمى للنظام المنحل فى محاولة منه للاستئثار بالحكم..  تشتد موجة القلق داخل السودان وخارجه من دول الجوار والأطراف الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة على تطورات الأحداث الأخيرة التى شهدتها الأجواء السودانية ما بين موجة اعتقالات وتوقف لأشكال الحياة فى مبنى التليفزيون والإنترنت وإغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات الجوية وغيرها من تطورات.
فى ظل كل ذلك يعاود عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة محاولات تهدئة المشهد والخروج بخطاب يهدئ الحالة المشتعلة فى البلاد.. ويجدد تعهده بالعودة للمسار التشاركى مع القوى المدنية، مشددا على عدم السماح باختطاف تيار بعينه للمسار السياسى.. يأتى ذلك وسط توقعات متأرجحة لسيناريوهات بتطور الأوضاع فى السودان. والتى أخطرها السيناريو السورى أو الليبى، فى ظل حالة تمرد مسلح شرق السودان.

وسيناريو آخر متفائل بعدم انفجار الأوضاع فى السودان والوصول للتهدئة فى ظل الدعم الإقليمى والدولى من الأطراف صاحبة المصلحة فى استقرار السودان ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ومصر صاحبة المصلحة الأولى فى استقرار السودان باعتباره عمقا استراتيجيا لها مؤثرا على أمنها القومى.. وهو ما كان واضحا فى الخطاب الرسمى المصرى من دعوة جميع الأطراف للتهدئة والتوافق من أجل الصالح العام السودانى وضبط النفس.. حيث شدد الخطاب المصرى على أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها.

من جانبه تمسك البرهان بالتهدئة للوصول لانتقال ديمقراطى كامل. وتمسكه بما ورد فى وثيقة الدستور بشأن الفترة الانتقالية بعد إعلانه تعليق العمل ببعض مواد الوثيقة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية تسير أمور الدولة لاستكمال تشكيل المجلس التشريعى وإعداد الدستور والتحضير للانتخابات المقرر لها يوليو ٢٠٢٣.

من المتوقع أن يتم احتواء الموقف المتأزم فى السودان خلال الفترة القادمة بعد تبنى البرهان محاولات لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول وسطى تضع مصلحة الوطن فوق أى اعتبار.

فى ظنى أنه من الأفضل أن يتم التعجيل بإنهاء المرحلة الانتقالية التى شهدت اهتزازات سياسية وأمنية واقتصادية وكان أوجها خلال الساعات الماضية.. والتى تعبر عن مشهد معقد لن يتم تجاوزه إلا بوعى الشعب السودانى وإعلاء مصلحة البلاد فوق كل مصلحة، وإدارة المرحلة الحالية بهدوء وحنكة للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة