د. محمد أبوالفضل بدران
د. محمد أبوالفضل بدران


يوميات الأخبار

العدالة تُكفكف دموع طالبة الجامعة

د.محمد أبوالفضل بدران

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021 - 06:25 م

فالعدل هو الذى يثبت دعائم الدولة ويغرس الانتماء فى قلوب أبنائها وهذا ما يفعله المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى

تدخُلُ إلى المحكمة فتاةٌ جامعية تيبَّست قدماها وتصلَّبَ وجهها، تستند على أمها تشكو إلى القاضى الإنسان الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أن جامعتها رفضت علاجها، تشكو الطالبة ويستمع القاضى وتبكى القاعة تأثُّرا بكلام الطالبة فقد رفضَت جامعتُها علاجها وتحمُّل تكاليف علاجها، وظنت الطالبة أن الجلسات ستطول شهورا وربما سنوات لكنها فوجئت أن القاضى الذى تجلت فيه معانى الإنسانية يحجز الدعوى للحكم فى نهاية الجلسة ذاتها ليعلن حكما تاريخيا بعلاج الطالبة بل كل الطلاب الجامعيين على نفقة الدولة دون سقف مالى، وهذا حقهم، ورحتُ أتساءل لماذا لجأت الطالبة للقضاء لأنها تيقنت من وجود العدالة التى تنصفها حتى لو رفعت دعواها ضد إحدى مؤسسات الدولة لأنها ستأخذ حقها بحكم القانون وعدالته، ومن العجيب أن التأمين الصحى للتلاميذ والطلاب يتوقف بظهور نتيجة الثانوية العامة وهذا أمر غريب ينبغى تغييره بمدّ مظلة التأمين الصحى إلى تخرّج الطالب من الجامعة، وجاء هذا القرار المنصف ليسد خللا فى قوانين التأمين الصحى ويُعلى من قيمة القضاء الذى يثَبّت رسوخ الدولة بشموخ قضائها..
 فالعدل هو الذى يثبت دعائم الدولة ويغرس الانتماء فى قلوب أبنائها وهذا ما يفعله المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى الذى يرسخ هيبة القضاء ونزاهته وإنسانيته أيضا، وكم أتمنى لو جُمعت أحكام هذا القاضى فى كتاب يوزّع على طلاب كليات الحقوق ومُحبى القانون ويودع فى مكتبات الجامعات بعد أن أودعها الشعب قلبه وحفرها فى ذاكرته.

حاجتنا لجيش عربى مُوَحَّد
 لم تمر الأمة العربية بفترة زمنية تتطلب جيشا عربيا موحدا قويا مثل هذا الوقت العصيب، فالأمم تتداعى عليها من كل جانب طامعة فى خيراتها التى توشك على النفاد، والأساطيل تمرح فى مياهها الإقليمية التى نتوضأ منها، وتلعب طائراتهم ألعابا جوية فى سمائنا الدافئة بعد أن كانت حارقة، ولدينا كل مقومات الجيش العربى الموحد فهو جيش مسلّح بأعْتى أنواع الأسلحة ويتكلم لغة عربية واحدة وأعداؤه معروفون وأهدافه محددة، جيش يدافع عن أمته ولا يعادى الآخرين؛ جيش عقيدته الحربية: القوة والحق معا، وليس بالضرورة أن توافق جميع الدول العربية على إنشائه فلْنبدأ بمن يرغب ولا مجال أمام الممانعين والمترددين سوى الانضمام ولو بعد حين؛ فبعد أن رأينا انسحاب أمريكا المضحك من أفغانستان يجب أن نعرف أن القوى الأمريكية ستتجه إلى الانكماش الذاتى لحل مشكلات أمريكا الداخلية، فلم تعد أمريكا قادرة على إرسال قواتها للخارج لحماية دول حليفة وهى التى لم تستطع حماية قواتها أمام زحف طالبان واستلائها على العاصمة، كما أن منظر “المُتَشعلِقين” بعجلات طائراتها الهاربة من الخونة والمتعاونين ضد أوطانهم يؤكد أن “المتغطى بأمريكا عريان” وأنها لا تحفظ عهدا ولا وُدَّا، كما أن الهرولة للقوى العالمية الصاعدة مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوربى لا يفيدنا كعرب لأنها قوى اقتصادية تبحث عن الربح وليس عن العدل والحق، وما موقفهم جميعا من فلسطين ببعيد! ومع ذلك فالتعاون معها تفرضه الظروف الدولية.

لقد نادت مصر وألحّت فى النداء لإقامة جيش عربى موحد لكن تلك الخطوة لم تجد دعما من الجامعة العربية ولم تتلقفها الدول العربية التى هى فى أمَسّ الحاجة إلى جيش عربى قوى يحمى أرضها وجوّها وبحارها.

وإذا فشلنا فى إقامة وحدة عربية فدعونا ننجح فى تشكيل جيش عربى واحد يدافع عن الأمة قبل فوات الأوان، وقبل أن نتمثل بقول الشاعر:
أمرتُهمُ أمْرى بمُنعرجِ الّلوَى
فلم يستبينوا النصحَ إلا ضُحى الغدِ     
المخدرات و السلامة الجسدية                         

هذا عنوان رسالة جامعية نال بها اللواء محسن كمال درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة أسيوط وهى رسالة تدق ناقوس الخطر بعد انتشار المخدرات وبخاصة “الشابو” الذى يحذرنا منه بعد أن صار كارثة بين الشباب وارتبط بارتكاب مصائب وحوادث قاتلة، وقد تابعنا حملات جهاز مكافحة المخدرات الناجحة فى كل محافظات مصر ضد تجار المخدرات وألقوا القبض على عدد كبير منهم وعلى أطنان من المخدرات معَدة للبيع، فشبابنا مُسْتهدف وعلى المجتمع أن يتكاتف لمواجهة هذا الخطر الذى يلتهم شبابنا، ولاتزال ظاهرة المخدرات تلقى اهتماما كبيرا من جانب المتخصصين فى العلوم الإنسانية عامة وفى علم الاجتماع والاقتصاد خاصة وعلى كافة المستويات العالمية والقومية والمحلية، يعود ذلك لأسباب من أهمها التطور فى معدلات انتشار المخدرات وانعكاساتها على المجتمعات البشرية وما تحدثه من تأثيرات سلبية على الإنسان.

وإذا كان الإنسان سيد جسده فكيف يعقل أن يتناول ما يؤذى صحته بسائر أنواع الإيذاء ولو ظن أن هذا حق له فإن هذا الحق محدود بحقوق الجماعة التى يعيش فيها وبالقيود التى تضعها الدولة حفاظا على المجتمع وتطوره والأجيال المتلاحقة وهو ما دفع الدكتور محسن كمال إلى الاهتمام بهذا الموضوع الذى يشغل بال الرأى العام فى الآونة الأخيرة وركز على الاهتمام بالتشريعات المرتبطة بحماية حقوق الإنسان. وترتكز هذه الدراسة على سلامة جسد المتعاطى ورعايته صحيا واجتماعيا وتأهيله مما يسهم فى الاستفادة من طاقته كقوة عمل لا يستهان بها فى المجتمع.

أوضح الدكتور محسن كمال ماهية المخدرات من حيث تعريفها وتصنيفها فقد اختلفت أنواعها باختلاف استخلاصها من النباتات الطبيعية أو التركيبات الكيميائية والعقاقير والمؤثرات والمستحضرات الطبية المؤثرة على الحالة النفسية والعصبية لاسيما أنه عمل ضابطا فى جهاز مكافحة المخدرات فجمع بين النظرى والعملى، وعرض لمحة تاريخية عن نشأة المخدرات فى الحضارات الإنسانية القديمة وتطور تعاطيها عبر العصور فى مصر ودمارها للجسد الآدمى وآثارها على الجوانب النفسية والوظائف السلوكية المختلفة للإنسان ومنها الوجدان والعاطفة والخيال والإدراك وبينت الدراسة مناط التجريم وتطوره، فلا غرابة أن يضع المشرّع نصب عينيه الآثار المدمرة للمخدرات لذا أكد القانون تجريم أشكال التعامل مع المخدرات، وأبان الباحث موقف الشرائع السماوية وآراء الفقهاء فى جميع الأفعال المتصلة بالمخدرات.

كما بيّن خطة المشرّع المصرى من تجريم المخدرات وعلة تجريمها، فلقد جذبت مخاطر المخدرات نظر المشرّع منذ القرن قبل الماضى فصدر العديد من التشريعات التى توالت لمكافحة الظاهرة والحد منها..

وأشارت الرسالة إلى أن القانون الجنائى والمدنى يكفلان للإنسان ــ باعتباره غاية التنظيم القانون ــ حماية فعالة سواء فى كيانه المادى أو المعنوى. وعرضت الدراسة فى ذلك مثالا بالأضرار التى تحل بالأسرة والمجتمع من جراء تعاطى المخدرات من ولادة أطفال مشوّهين.. فإذا كان تعاطى المرأة الحامل للمخدرات إحدى الحالات التى تشكل اعتداء مباشرا على سلامة كيان الجنين فحماية حقه أن يولد متكامل البنيان وعلى الصورة التى رسمها الله له يتعين بموجبها تجريم كل فعل يمس سلامة بنيانه وتساءلت الدراسة ألا تستوجب هذه الحالات مساءلة الأم الحامل عن هذا الفعل؟.. ألا يستوجب هذا الفعل تجريمه أسوة بتجريم فعل الإجهاض لحماية حق الجنين فى الحياة. ولقد كشفت الدراسة المتعمقة عبر التشريعات التى توالت على امتداد تاريخ المكافحة أن معظمها اتجه نحو مزيد من التشدد وفلسفتها تحقيق المزيد من الردع.. ولقد عرض تصورا لثمرة دراسة جريمة التعاطى لكونها جريمة ماسة مباشرة بحق الإنسان فى سلامة جسده وماسة بمصالح الغير وذلك من خلال معايشته على مدى أكثر من عشر سنوات عمل فى مجال المكافحة وهو تصور هدفه تخليص المجتمع المصرى من ظاهرة إجرامية أمسكت بخناقه وتمس سلامة جسده ووضع العقبات فى طريق تقدمه ونموه وأوصى فى المجال التشريعى تعديل بعض المواد للوصول للسياسة التشريعية السليمة، أما فى مجال العلاج فتغيير النظرة إلى المتعاطى لكونه مجرما مريضا يحتاج تأهيلا وعلاجا وتهيئة دور العلاج. ولعل هذه الرسالة تجيب على أولئك الذين يقولون: “جسدى وأنا حر فيه” وتنبه شبابنا إلى آثار المخدرات القاتلة للفرد والمجتمع، وكم أتمنى طبع هذه الرسالة من قِبَل وزارة الشباب والرياضة والوزارات الأخرى وتوزيعها بمراكز الشباب ومكتبات المدارس والجامعات وإلقاء الضوء عليها إعلاميا.                          

نداء عاجل إلى محافظ قنا
 قامت وزارة الرى مشكورة بتبطين ترعة قِفط الشرقية وبدا منظرها ساحراً نظيفا أشبه بأنهار أوربا وقنواتها المائية وهذا مشروع قومى حلمنا به طويلا وها قد تحقق لكن كان ينبغى أن نفكر كيف سنروى الأرض المترامية على ضفاف هذه الترعة وغيرها وهى أرض من أجود الأراضى الزراعية وأخصبها، فليس من المعقول أن تنفق الدولة مليارات الجنيهات لاستصلاح أراضى الصحارى ونعمل نحن على تبوير الأراضى الزراعية الخصبة التى كانت تروى بفيضان النيل وطميه ثم من هذه الترعة، لذا آمل من اللواء أشرف الداودى محافظ قنا أن يحل مشكلة حوض العويضات الشرقى بالتشاور مع إدارتيْ الرى والزراعة فى إيجاد مخرج مائى من ترعة قفط الشرقية لريّ أراضى هذا الحوض الواسع بدلا من تبويره؛ فاتجاه الدولة أن تحافظ على الرقعة الزراعية وتزيدها باستصلاح الصحراء، وكلى أمل فى السيد المحافظ ووزارة الرى ووزارة الزراعة فى حل هذه المشكلة قبل أن يجف الزرع وتموت الحقول وتتحول إلى أرض بور ثم أعمدة خرسانية، وإنا لمنتظرون.  
فى النهايات تتجلى البدايات
لا شيء هنالك موجودٌ إلا الواجِد
فتواجدْ حتى توجَد إن شاء
واخلع عنك الأسماء فكل الأسماء مزيفةٌ ..
مَن منا سمَّى نفسه؟
وادخلْ فى الحضرة كى تحضر حين يراد وجودك فيها
لا تلتمس الأعذار
فموتك هذا عذرٌ ليس بمقبول
إن كنا نحن نريدك ميْتا عشت
الموت وجود
ووجودك لا يوجد إلا عند موات الموت

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة