نجلاء شمس مجمع البحوث الإسلامية
نجلاء شمس مجمع البحوث الإسلامية


بقلم واعظة

ربيع الأنوار

الأخبار

الخميس، 28 أكتوبر 2021 - 07:06 م

فى هذا الشهر الهجرى شاءت إرادة الله الحكيم أن ينبثق نور محمد- صلى الله عليه وسلم- فجعله الله نورًا للإسلام، نورًا للأوطان، نورًا يمشى على الأرض، قال تعالى : «قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ...» المائدة ١٥، ولذا فإن هذا الشهر المبارك يذكرنا بميلاد خاتم المرسلين محمد- صلى الله عليه وسلم-  وفى ذلك ما يثلج الصدور، وتطمئن إليه القلوب، وتنشرح به الصدور، وتستقر به العقول.


حيث منَّ الله تعالى فى هذا الشهرعلى البشرية بأعظم رجل فى تاريخ البشرية وحاضرها ومستقبلها؛ خير الأنام ومسك الختام- صلى الله عليه وسلم-؛ ليفجر ينابيع الرحمة فى القلوب ويترجمها إلى سلوكيات فى جميع الميادين، قال تعالى:»لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» آل عمران ١٦٤..

نعم  لقد كان العالم قُبيل بعثة النبى الكريم يسبح فى ظلمات الجهالة، ويتيه فى بيداء الضلالة، لا سيما أنهم كانوا يعتقدون أن للعالم إلهين- إله الخير وإله الشر- فجاء الإسلام بنوره الوضَّاح الخلَّاق، عن طريق خاتم الرسالاتِ، وكان ذلك فى أظلم عهود الجاهلية؛ ليحولهم منها إلى الإيمان والرحمة والمحبة والسلام الذى عم الدنيا كلها، وهكذا بذر الرسول الرحيم بذور الخير والرحمة فى قلوب الناس، ولم لا ؟

فالقلب الذى يمتلئ إيمانًا وحكمة يفيض فى الوقت نفسه حنانًا ورحمة ورفقًا بالعالمين، -أعداءً وأولياء على السواء- لذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حريصاً على خير البشرية وسعادتها، مشفقا عليها من الشقاء..

قال تعالى: «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌعَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ « التوبة١٢٨..  فقد كانت مبادئ الرسالة المحمدية إنسانيةً عامة، فلم يأتِ فيها ولو مرة واحدة : يا أيها العرب، بل جاء فى مرات عديدة : « يا أيها الناس»، و « يا أيها المؤمنون» ... ، وهكذا..

وكأن البشرية جميعاً كانت فى انتظار سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم؛ لينقذها من الظلام والضلال والهلاك، وقد تحقق ذلك بفضل الله تعالى، وسيظل ينقذها إلى أبد الآبدين بمنهج الله رب العالمين.


فهل آن الأوان للبشرية أن تغترف من أنوار الوحى الإلهى الذى جاء به الحبيب النبي-صلى الله عليه وسلم- لتنهض الأمة إلى المجد والعزة والرفعة فى كل شئونها كما أراد الله ورسوله لها؟ أظنه قد آن، بل تأخر عن الأوان، ولكن الله رحيم، ورسولنا صدق من سماه الرؤوف الرحيم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة