الخميس، 28 أكتوبر 2021 - 07:21 م

لأنه انطلق من قرية نجريج بمحافظة الغربية فلم يتمكن الناشئ محمد صلاح من الالتحاق بأى من ناديى الأهلى والزمالك صاحبى الشهرة والمال فى عالم كرة القدم فالتحق بنادى المقاولون العرب بالقاهرة فى بداياته ، والمقاولون ناد لإحدى الشركات الكبرى ليست له قاعدة شعبية كبيرة ، ولذلك فقد كان من الصعب على أى لاعب يلتحق به أن يصل إلى عشرة فى المائة مما وصل إليه صلاح النجم الساطع فى سماء كرة القدم الأوروبية الآن .. ورب ضارة نافعة ..

والمتابع لمسيرة صلاح خلال رحلته الكروية الخارجية منذ أن انتقل من المقاولون للعب فى سويسرا ومنها الى إيطاليا ثم إنجلترا مؤخراً ، وفيها ومن خلال أقوى أشهر الدوريات العالمية أصبح أحسن لاعب على كافة المستويات ، وصاحب الأرقام القياسية بين لاعبى الفرق الإنجليزية الكبرى ، ويكفى ما قالته عنه الصحافة والإعلام هناك خاصة بعد انتقاله إلى فريق ليفربول ووصلت إشادة الصحافة الإنجليزية به الى الذروة بعد الموقعة الأخيرة التى اكتسح فيها ليفربول فريق مانشستر يونايتد بملعبه أولد ترافولد الملقب بــ « مسرح الأحلام « بخمسة أهداف نظيفة ثلاثة منها بقدم محمد صلاح الذهبية ، وذلك فى مواجهة النجم البرتغالى العالمى كريستيانو رونالدو الذى انتقل لمانشستر يونايتد هذا الموسم ..

ولا شك أن الإنجازات التى يحققها النجم المصرى العالمى محمد صلاح على المستويين الأوروبى والإنجليزى المحلى ما كان يمكن أن تتحقق لولا قوة عزيمة وإرادة هذا الشاب المكافح الذى يعد مفخرة للشباب المصرى الذى يقدم مثالاً يحتذى به لكل الشباب فى كافة المجالات الرياضية وغيرها ..

وأعتقد أن نموذج محمد صلاح وتحقيقه كل هذه الإنجازات بعيداً عن عباءة الأهلى والزمالك يعد بطولة فى حد ذاتها .. فقد صنع نفسه بنفسه واكتسب ثقافة عالمية وواجه كافة المجتمعات والمستويات بثقة محمودة بما يعطى انطباعاً حقيقياً عن الإنسان المصرى عندما يريد أن يفعل شيئاً لنفسه ولبلده ..

وبعيداً عن فنون لعبة كرة القدم لك أن تترك لنفسك العنان وقت أن تشملك أحاسيس الفخر والعزة وأنت ترى أحد أبنائك أو أقربائك يحملك الى أقصى درجات النشوة ويجعلك ترتجف من شدة الفرح والسعادة .. وهذا لا يحدث إلا فى ظل المناسبات والانتصارات الوطنية الكبرى ..

وحتى لا أكون مبالغاً فى رصد إنجازات ساحر الكرة المصرى مع الكرة الإنجليزية فى الفترة الأخيرة وخاصة عقب تسجيله ثلاثة أهداف (هاتريك ) فى مرمى مانشستر يونايتد يوم الأحد الماضى دعم بها فوز فريقه ليفربول على المان يونايتد بخمسة أهداف نظيفة بملعب أولد ترافورد وهو ملعب مانشستر يونايتد الشهير الملقب بـ « مسرح الأحلام « وهى مواجهة كان ينتظرها الكثيرون لتعزيز موقف البرتغالى كريستيانو رونالدو من الفوز بالكرة الذهبية من عدمه .. والمؤكد أن الساحر محمد صلاح أطاح بهذه الفكرة من خيال الخبراء ودخل المنافسة بقوة أهدافه الثلاثة القاتلة ..

ولنسرد بعض مانشرته الصحف الإنجليزية حول إنجاز محمد صلاح .. قالت صحيفة زيس إنفليد : « هاتريك صلاح يثير غضب مانشستر يونايتد وسط ملعب أولد ترافورد « .. وأضافت الصحيفة : « أن أداء كلوب المتميز يهين اليونايتد ، ورجل المباراة هو صلاح بكل تأكيد ، وأصبحت العروض التى يقدمها الفرعون المصرى هى المعتادة ومن المؤكد أنه سيفوز بالكرة الذهبية .. أداؤه متكامل ويسجل أهدافاً مميزة « ووصفت صحيفة الديلى ميرور أداء محمد صلاح بــ « غير عادى « وقالت إن حلم يونايتد تحطم بأقدام صلاح ورفاقه»الشياطين الحمر « وهو الذى سجل ثلاثية « هاتريك « والتى قلما تحدث أمام فريق بحجم المان يونايتد مشيرة إلى أن ما يقدمه محمد صلاح مع ليفربول أكثر من كرة جميلة ..

ووصفت صحيفة مانشستر إيفيننج نيوز أداء صلاح صاحب الهاتريك فى المباراة بالرائع الذى يجعل فريقه فى المقدمة دائماً .. وأوضحت الصحيفة أن صلاح يعمل دون صخب ، لكنه يقدم الأفضل مع فريقه فى إشارة الى تواضع سلوكه داخل وخارج المستطيل الأخضر ..

بينما عنونت صحيفة ديلى ستار : « يجب إنتاج نشيد لمحمد صلاح بجانب نشيد ليفربول» .. وقالت صحيفة ليفربول إيكو « صلاح هو رجل المباراة كان يتناول الغداء فى المباراة بصناعة الخبز المحمص وأكله ، إنه بالأحق أفضل لاعب فى العالم « ..

وعنونت صحيفة تليجراف : « كيف أصبح صلاح الأفضل عالمياً وتفوق على كريستيانو رونالدو « .. وقالت صحيفة سكاى سبورتس : إن صلاح لا يرحم ـ أى لا يرحم فى تسجيل الأهداف ـ مشيرة إلى أنه يحرص دائما على التسجيل . وهناك العديد من المانشيتات التى تشيد بإنجاز صلاح المذهل ولكن هذا يكفى .
أما موضوع فوز محمد صلاح بالكرة الذهبية فاعتقد أنه إنجاز كبير لصلاح لكن هذا لا يهم لأنه قد يدخل فى حسابات أخرى معقدة يضعها الخبراء الذين يأخذون قرارهم فى النهاية وفق معايير معينة قد يدخل فيها ما حققه مع منتخب بلاده فى المناسبات المختلفة ..