كشرت الشمس عن أنيابها بقسوة ورأينا وجهها العنيف.. حتي البلدان الباردة هرع الناس فيها إلي نافورات الميادين هربا من الحر، هذه الموجة غير المسبوقة من التغير المناخي المجنون تهدد الأرض وما عليها من كائنات بعد أن أفسد الإنسان البيئة من حوله ولوثها أرضا وبحرا وجوا والآن يدفع ثمن جبروته ورعونته، لكن الانتكاسات التي أصابت البيئة سببتها البلاد المتقدمة، لكن كل دول العالم تدفع الثمن وها هي حرارة الشمس تصل لدرجات لم نعهدها ولو كنا حسني الظن بهيئة الأرصاد الجوية وصدقنا ما يعلنون عنه من درجات ح رارة وصلت إلي 42 درجة في الظل فسنضيف خمس درجات علي الأقل نتيجة لفقدان الثقة فيما تعودناه من الهيئة وإن شكرناها علي تحذيرها لنا ونصائحها بالبقاء في المنازل، اللهم لا حسد لمن مكنتهم ظروفهم من الفرار إلي السواحل فمن تبقي بالمدن ينال العذاب مضاعفا خاصة من يتعرضون للشمس مباشرة بحكم عملهم، فالشمس أصبحت قاتلة فأسقطت حتي الآن 95 قتيلا وأصيب حوالي 2000 شخص بالإجهاد الحراري وانتشرت شائعات عن أمراض فيروسية غامضة تسببت في موت هؤلاء الضحايا.. وانتظرنا أن تتولي أي جهة علمية مهمة نصيحة الناس بكيفية تجنب ضربات الشمس وكيفية التصرف عند الإصابة بها، وكشفت الموجة الحارة عن الأوضاع غير الإنسانية في عنابر المستشفيات العامة خاصة مستشفي الحميات ومستشفيات الأطفال ومستشفيات الأمراض العقلية اللتي يهدد الزحام بها حياة المرضي بالإضافة إلي عنابر السجون وغرف الحجز بأقسام الشرطة وهؤلاء المساكين في قري الصعيد الفقيرة شديدة الحرارة الذين يعيشون في بيوت دون سقف يحميهم من لهيب الشمس وبرد الشتاء القارص خاصة الأطفال وكبار السن ووسط هذه الأجواء غير المحتملة تصرح وزيرة القوي العاملة أن القانون لا يعطي إجازات للعاملين في هذه الظروف المناخية القاسية رغم أن دول الخليج عندما تصل درجات الحرارة فيها إلي 50 درجة تمنح العاملين فيها إجازة حفاظا علي حياتهم من الخطر.. ولكن يبدو أنها من أنصار قاعدة (إن كل شيء يغلي ما عدا حياة المواطن ترخص) يا سيادة الوزيرة نحن في ظروف استثنائية تحتاج لقرار شجاع كما نحتاج لأهل الخير ليقدموا مراوح للمستشفيات ودور الأيتام وهي صدقة جارية لمن لا يعلم، ومادمنا نعيش في بروفة مخففة جدا من لهيب جهنم فلنتعظ ونعمل لآخرتنا وندعو الله تعالي أن يرحمنا من لهيب الدنيا والآخرة.