هى ابنتى
هى ابنتى


هى ابنتى.. أيها القانون

جودت عيد

الخميس، 28 أكتوبر 2021 - 09:06 م

لست هنا سيدى القاضى حتى أدافع عن حق ليس بحقى، أنا أعلم أن القانون لا يقف فى صفى، وكذلك الشرع، لكن الإنسانية والظروف كانت معى، فمنحتنى الحق، عندما تخلى عنه الآخرون.


أنا أب بالتربية فقط، حرمنى الله من نعمة الإنجاب، وكنت راض بذلك، حتى دخلت هذه الطفلة قلبى، وعوضتنى عن الدنيا، وأصبحت منى وأنا منها رغم اختلاف الأسماء.


وجدت نفسى سيدى القاضى أتحمل مسئولية طفلة بريئة لم يتجاوز عمرها العامين، كانت نتاج خلاف بين أخى وزوجته، فبحث الجميع عن مصلحتهما، وتركا لى الطفلة أربيها، وأرعاها، وذهبا الاثنان لاستكمال حياتهما مع شريكين مختلفين بعد ان انفصلا .


منذ هذه اللحظة، وأنا أحتضن تلك الطفلة البريئة، اعاملها اكثر من ابنتى، بل انها اصبحت ابنتى، أراقب خطواتها، وهى تكبر يوما بعد يوم امام عينى.


لا استطيع ان يمر يوم قبل ان اسمع كلمة «بابا» فهذه الكلمة تعطينى الامل فى الحياة، وكذلك زوجتى هيأت نفسها لتكون أما لهذه الطفلة، رسمنا لها المستقبل، وبدأنا فى الادخار من جيوبنا لتوفير لها حياة كريمة.


كنا مطمئنين أن الجميع لن يشاركنا فى هذه الطفلة، التى أصبحت ابنتنا منذ اليوم الذى تخلى فيه أباها عنها، وكذلك أمها، واطمئننا أكثر عندما سافر الجميع للخارج وأصبح لكل طرف زوجة وأسرة جديدة.لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، تواصلت معى طليقة أخى بعد 6 سنوات من الانفصال، أخبرتنى أنها ستعود إلى القاهرة بصحبة والديها، وترغب فى رؤية ابنتها، لم أمانع سيدى القاضى، طلبت منها أن تحدد الموعد والمكان، وبالفعل توجهت بصحبة الطفلة التى أصبحت فى عامها التاسع إلى والدتها، وكنت قبل ذلك قد شرحت لها حقيقة الشخص الذى ستقابله، أخبرتها أنها والدتها وكانت مسافرة للخارج، وأنها ستعود للسفر مرة أخرى وعليها ان تتقبل ذلك.


بمجرد أن التقينا، وجدت برودا من الأم تجاه ابنتها، حيث كان زوجها برفقتها، إلا أنها أخبرتنى أن والدها ووالدتها لن يسافرا معها، وسيعيشان فى القاهرة، وهم فى حاجة إلى تربية الطفلة.


قاطعت حديثها بالرفض، أخبرتها أنها أصبحت ابنتى، ولا يستطيع أن يأخذها أحد منى، طلبت منها أن تسأل الطفلة من أباها ومن أمها، ، قلت لها إنهما لم يعد لهما وجود فى حياة الطفلة، 7 سنوات كاملة لم تكلفى نفسك بالسؤال عنها، اليوم تريدين أن تأخذيها بكل سهولة وتلقيها فى منزل يسكنه عجوزان لخدمتهما.
رفضت ذلك سيدى القاضى واخبرتها أننى لن ألقى بابنتى خادمة لعجوزين مهما كان القانون فى صالحهم، حتى فوجئت بإقامة الجدة دعوى حضانة للطفلة، فحضرت إلى المحكمة نيابة عن أخى المسافر للخارج والذى حملنى مسئولية تربية ابنته .


أنا هنا بصفتى أب وليس عم، وزوجتى معى، فهى أم الفتاة التى سهرت وربت وتعبت وأكلت وشربت، وهؤلاء بحكم القانون حاضنون، لكن فى اعمارهم هذه، لا يستطيعون رعاية طفلة لم يتجاوز عمرها 9 سنوات، من يذاكر لها ويقف على خدمتها، هم يريدون خادمة وليس ابنة.


انتهى قاضى محكمة الأسرة بسوهاج من سماع عم الطفلة، رغم أنه ليس طرفا فى القضية، ثم استمع الى الجدة، التى لم تطلب أكثر من حضانة الطفلة، ثم تركت لمحاميها يشرح مواد القانون التى تقف فى صف موكلته ..بعدها رفع الجلسة وأجل القضية للحكم.

 

إقرأ أيضاً

الخلع للزوج المكسوف!

القضاء ينتصر للمرأة المصرية في حكم قضائى ضد "الختان" 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة