تحقق الحلم الكبير بافتتاح القناة الجديدة لتسير جنباً إلي جنب مع شقيقتها قناة السويس صاحبة التاريخ العطر الطويل، عشنا لحظات تاريخية ستظل محفورة في الذاكرة والوجدان علي مر الأيام.. كلمات وشخصيات وعروض ومشاهد وأحداث تكشف عظمة مصر وتاريخها الحافل بانجازات شعبها العظيم وذلك منذ عصر الخديو سعيد واسماعيل مروراً بشجاعة جمال عبدالناصر في تأميم القناة وبسالة أنور السادات في إعادة فتحها وتوسيعها وتعميقها وتطويرها بعد حرب أكتوبر ٧٣ واختياره ليوم ٥ يونيو لتحويل وجع النكسة الي فرحة اعادة افتتاح القناة ثم جاء الحدث التاريخي بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي حفر قناة جديدة تواكب متطلبات العصر في فترة زمنية قياسية بأيدي وتمويل مصري، الجميع شاركوا فيه بكل فخر واعتزاز.. وجدت نفسي في حالة انبهار بالمعجزة، وبعد الفرحة والاستمتاع بالجو الاحتفالي لمشروع القرن أتساءل بتفاؤل ماذا بعد؟ وهنا أيضاً أدركت أن الرئيس السيسي وضع خطة «الحلم العظيم» المشروع التنموي للنهوض بمصرنا الحبيبة، ومثل جميع المصريين أري أن هذا هو أهم مشروع لمستقبل مصر وأننا يجب أن نستفيد منه بشتي الطرق، بداية من موقع القناة الذي حبانا الله به إلي العمل بأقصي جهد لدينا لتغيير وجه مصر ولا نلقي بالعبء علي الحكومة وحدها ونظل نقف كمشاهدين أو نتحرك ببطء في انتظار النتيجة، علينا أن نشجع شبابنا التوجه إلي المنطقة الجديدة المحيطة بالقناة، نقيم مشروعات صناعية.. خدمية ونخلق لهم فرص عمل جديدة تخفف من مشكلة البطالة وتحقق تحولاً جوهريا في توزيع الكتلة السكانية بحيث ينتقل اعداد كبيرة من الأهالي لمنطقة قناة السويس وسيناء.

علينا ان ننظر للقناة الجديدة كنقلة عملاقة نقيم حولها المصانع والمشروعات في شتي المجالات من صناعة سيارات ومقطورات والكترونيات والتنقيب عن المعادن وتصنيع الأدوية و.... و... أن نخطط جيداً لاجتذاب الاستثمار ونتجنب أخطاء الماضي، يتميز موقع منطقة قناة السويس بانخفاض نفقات النقل والتأمين ويمكن اقامة منطقة حرة ومركز تجاري مائي عالمي مثل هونج كونج وسنغافورة ودبي كما كنا نحلم منذ سنوات بتحويل بورسعيد لمنطقة حرة وللأسف لم يحالفنا التوفيق وتحولت لمنطقة استهلاكية لبيع المنتجات المستوردة فلنستفد من أخطاء الأمس ولا نكررها.
أهمس في أذن شباب اليوم، أنتم الأمل، أنتم رجال الغد، اذهبوا إلي السويس ولأرض الفيروز واعملوا بجد وبسواعدكم القوية واصراركم علي النجاح تتحول الرمال إلي ذهب.. انها حقاً إرادة وطن.