إيهاب‭ ‬فتحى
إيهاب‭ ‬فتحى


دار الإفتاء تحارب الظلامية.. وتعليق يرسم خارطة طريق

أخبار الحوادث

الجمعة، 29 أكتوبر 2021 - 01:02 م

إيهاب‭ ‬فتحى

بدأت‭ ‬دار الأفتاء‭ ‬حملة‭ ‬عبر‭ ‬كافة‭ ‬وسائط‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬أعرف‭ ‬الصح‮»‬‭ ‬،من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬تقدم‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬الرأى‭ ‬الصحيح‭ ‬والموثق‭ ‬فى‭ ‬مسائل‭  ‬دينية‭ ‬شائعة‭ ‬كثر‭ ‬السؤال‭ ‬حولها‭ ‬وفتحت‭ ‬أبواب‭ ‬من‭ ‬الخلاف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأتفاق‭ .‬

 

من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬حملة‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬التيسير‭ ‬وأتاحة‭ ‬الرأى‭ ‬الشرعى‭ ‬السليم‭ ‬المتوافر‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رأى‭ ‬فقهى‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬عمل‭ ‬محمود‭ ‬طال‭ ‬أنتظاره‭ ‬من‭ ‬الدار‭ ‬العريقة‭ ‬خاصة‭ ‬لأنها‭ ‬تستخدم‭ ‬فى‭ ‬حملتها‭ ‬الوسيط‭ ‬الأكثر‭ ‬أنتشارا‭ ‬الأن‭ ‬وهو‭ ‬وسائل‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬فهى‭  ‬ذهبت‭ ‬بعلمها‭ ‬الى‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأكثر‭ ‬أستخداما‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬الشخصية‭ .‬

تشير‭ ‬الحملة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬أخر‭ ‬وهام‭ ‬فالفتوى‭ ‬المقدمة‭ ‬ورائها‭ ‬علماء‭ ‬أجلاء‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬الثقة‭ ‬الكاملة‭ ‬فى‭ ‬محتواها‭ ‬وتبتعد‭ ‬عن‭ ‬مدعى‭ ‬الفتوى‭ ‬ومن‭ ‬يفتون‭ ‬بغير‭ ‬علم‭ ‬ويضعون‭ ‬الحرام‭ ‬قبل‭ ‬الحلال‭ ‬مخالفين‭ ‬كل‭ ‬منهج‭ ‬عقلى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كثر‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المدعين‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬والمتسلفة‭ .‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬خطر‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدعين‭ ‬ومن‭ ‬يدعمهم‭ ‬ففى‭   ‬فتوى‭ ‬بتاريخ‭  ‬17ديسمبر‭ ‬2003وتحمل‭ ‬رقم‭ ‬16300‭ ‬وتتصدر‭ ‬الموقع‭ ‬الألكترونى‭ ‬للدار‭ ‬أجاب‭  ‬فضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬جمعة‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مفتيا‭ ‬للديار‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬هذه‭ ‬الفتوى‭ ‬الهامة‭  ‬‮«‬ساهم‭ ‬بعض‭ ‬المتصدرين‭ ‬للفتوى‭ ‬وهم‭ ‬غير‭ ‬مؤهلين‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام،‭ ‬فأفتوا‭ ‬بغير‭ ‬فهم‭ ‬ولا‭ ‬إدراك،‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬أيُّ‭ ‬فكرٍ‭ ‬أو‭ ‬علمٍ‭ ‬يتعلق‭ ‬بفقه‭ ‬الموازنات‭ ‬الشرعية،‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬والمفاسد،‭ ‬وكذلك‭ ‬بفقه‭ ‬المآلات،‭ ‬فكيف‭ ‬نعيد‭ ‬الثقة‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬بعدما‭ ‬أضعفها‭ ‬هؤلاء؟‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬بعض‭ ‬مما‭ ‬أوضحه‭ ‬دكتور‭ ‬على‭ ‬جمعة‭ ‬فى‭ ‬أجابته‭ ‬‮«‬‭ ‬الإفتاء‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الخطيرة؛‭ ‬لأن‭ ‬المفتي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يُبلغ‭ ‬الشرع‭ ‬للناس،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يقول‭ ‬الإمام‭ ‬الشاطبي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الموافقات‭ ‬المفتي‭ ‬قائم‭ ‬في‭ ‬الأمة‭ ‬مقام‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭. ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أمور‭ ‬أحدها‭ ‬النقل‭ ‬الشرعي‭ ‬ففي‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭: ‬‮«‬العُلماءُ‭ ‬ورثةُ‭ ‬الأنبياءِ،‭ ‬وإنَّ‭ ‬الأنبياءَ‭ ‬لم‭ ‬يورِّثُوا‭ ‬دِينَارًا‭ ‬ولا‭ ‬دِرْهَمًا،‭ ‬وإِنَّمَا‭ ‬وَرَّثُوا‭ ‬العِلمَ‮»‬‭ ‬والثاني‭ ‬أنه‭ ‬نائب‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬تبليغ‭ ‬الأحكام؛‭ ‬لقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬ألا‭ ‬فليُبلِّغ‭ ‬الشَّاهدُ‭ ‬منكم‭ ‬الغَائبَ‮»‬‭.‬ولقد‭ ‬حذر‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬الإفتاء‭ ‬بغير‭ ‬علم،‭ ‬وبيَّن‭ ‬لنا‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬فساد‭ ‬الزمان‭ ‬أن‭ ‬يكثر‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬يفتون‭ ‬بغير‭ ‬علم‭ ( ...)‬وأخرج‭ ‬أبو‭ ‬داود‭ ‬وابن‭ ‬ماجه‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬أن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬من‭ ‬أُفتِيَ‭ ‬بغيرِ‭ ‬عِلْمٍ‭ ‬كَانَ‭ ‬إِثْمُهُ‭ ‬عَلَى‭ ‬مَن‭ ‬أَفْتَاهُ‮»‬‭. ‬أي‭: ‬من‭ ‬أفتاه‭ ‬شخصٌ‭ ‬بغير‭ ‬علمٍ‭ ‬فعمل‭ ‬بالفتوى‭ ‬كما‭ ‬سمع‭ ‬وكان‭ ‬فيها‭ ‬ذنبٌ‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬مَن‭ ‬أفتاه‭. ‬ويمكن‭ ‬إعادة‭ ‬جسور‭ ‬الثقة‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بيان‭ ‬الأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬وأصول‭ ‬الإسلام‭ ‬الصحيح‭ ‬للمسلمين‭ ‬وغيرهم‭ ‬بالصورة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التشدُّد‭ ‬والتعصُّب‭ ‬والغلوِّ‭ ‬في‭ ‬الدين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العلماء‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الإسلامية‭ ‬المتخصصة؛‭ ‬كالأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬ودار‭ ‬الإفتاء‭ ‬المصرية‭ (...)‬‮»‬‭ ‬

بالتأكيد‭ ‬فأن‭ ‬حملة‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬تهدف‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬فتوى‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬جمعة‭ ‬قبل‭ ‬18‭ ‬عام‭ ‬إعادة‭ ‬جسور‭ ‬الثقة‭ ‬وبيان‭ ‬الأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬وأصول‭ ‬الإسلام‭ ‬الصحيح‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الغلو‭ ‬فى‭ ‬الدين‭ ‬والتشدد‭ ‬والتعصب‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬فتاوى‭ ‬الدار‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬بوضوح‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬حالة‭ ‬تسمم‭ ‬عقلى‭ ‬أصابت‭ ‬المتلقى‭ ‬والعقل‭ ‬المصرى‭  ‬نتيجة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التسلط‭ ‬الأجتماعى‭ ‬للفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬وأذنابها‭ ‬من‭ ‬المتسلفة‭ ‬ويمكن‭ ‬ملاحظة‭ ‬هذا‭ ‬ببساطة‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التعليقات‭ ‬وطبيعتها‭ ‬فأغلبها‭ ‬لايبحث‭ ‬عن‭ ‬التيسير‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬الأصل‭ ‬والفائدة‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬الغاية‭ ‬بل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬التحريم‭ ‬والغلو‭ ‬والتشدد‭ ‬رافضا‭ ‬التيسير‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬هذا‭ ‬العقل‭ ‬الرافض‭ ‬للمنطق‭ ‬بموقفه‭ ‬بل‭ ‬تحول‭ ‬كل‭ ‬معلق‭ ‬من‭ ‬الألاف‭ ‬الذين‭ ‬علقوا‭ ‬الى‭ ‬مفتى‭ ‬سوشيالى‭ ‬معترضا‭ ‬على‭ ‬المنهج‭ ‬العلمى‭ ‬والشرعى‭ ‬الذى‭ ‬تقدمه‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬،ولم‭ ‬يلاحظ‭ ‬هذا‭      ‬‮«‬المفتى‭ ‬السوشيالى‭ ‬‮«‬‭ ‬كم‭ ‬الأخطاء‭ ‬اللغوية‭ ‬والأملائية‭ ‬التى‭ ‬كتبها‭ ‬فى‭ ‬تعليقه‭ ‬والتى‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬العلم‭ ‬‮«‬الغزير‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬التعليق‭ ‬والذى‭ ‬لايعرف‭ ‬من‭ ‬التدين‭ ‬سوى‭ ‬الشكل‭ ‬دون‭ ‬العقل‭ ‬‭. ‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفتاوى‭ ‬التى‭ ‬تناولتها‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬أعرف‭ ‬الصح‮»‬‭ ‬لدار‭ ‬الأفتاء‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفتاوى‭ ‬أنتبه‭ ‬لها‭ ‬المعلق‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المفتى‭ ‬السوشيالى‭ ‬‮«‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬فتاوى‭ ‬ترتبط‭ ‬بأمور‭ ‬ومعاملات‭ ‬حياتية‭ ‬يبحث‭ ‬فيها‭ ‬العاقل‭ ‬عن‭ ‬التيسير‭ ‬وليس‭ ‬التضييق‭ ‬أو‭ ‬التحريم‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬نتوقع‭ ‬من‭ ‬عقل‭ ‬أصابته‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬والمتسلفة‭ ‬بالتسمم‭ ‬وأصبح‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬أليات‭ ‬التفكير‭ ‬والتدبر‭ ‬ولايملك‭ ‬سوى‭ ‬التطاول‭ ‬على‭ ‬المنهج‭ ‬العلمى‭. ‬

ذكرت‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬أن‭ ‬حلق‭ ‬اللحية‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المختلف‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬الفقهاء‭ ‬ولا‭ ‬مانع‭ ‬شرعا‭ ‬من‭ ‬حلقها‭ ‬،قدمت‭ ‬هنا‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬رؤيتها‭ ‬الميسرة‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬الحياتى‭ ‬فهى‭ ‬وضحت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ألزام‭ ‬بأطلاق‭ ‬اللحية‭ ‬وأيضا‭ ‬لايوجد‭ ‬أى‭ ‬مانع‭ ‬فى‭ ‬حلقها‭ ‬ويمكن‭ ‬لأى‭ ‬عاقل‭ ‬هنا‭ ‬أختيار‭ ‬مايناسبه‭ ‬لكن‭ ‬أغلبية‭ ‬التعليقات‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬عقول‭ ‬طبعت‭ ‬عليها‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬والمتسلفة‭ ‬التشدد‭ ‬والغلو‭ ‬والأحساس‭ ‬المشوه‭ ‬بوجود‭ ‬مؤامرة‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬وطالب‭ ‬أغلب‭ ‬المعلقين‭ ‬أو‭ ‬مفتى‭ ‬السوشيال‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬تحريم‭ ‬حلق‭ ‬اللحى‭ ‬ولم‭ ‬تكتف‭ ‬هذه‭ ‬التعليقات‭ ‬بهذه‭ ‬المظاهرة‭ ‬من‭ ‬الغلو‭ ‬والتشدد‭ ‬بل‭ ‬تطاولت‭ ‬على‭ ‬الرأى‭ ‬العلمى‭ ‬السليم‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬حياتية‭ ‬بسيطة‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬جذرى‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ .‬

الفتوى‭ ‬الثانية‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬تطاردها‭ ‬العقول‭ ‬المطبوعة‭ ‬على‭ ‬الغلو‭ ‬والتشدد‭ ‬تعلقت‭ ‬بأستثمار‭ ‬الأموال‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬حيث‭ ‬أوضحت‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬فى‭ ‬فتواها‭ ‬‮«‬‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أى‭ ‬شبهة‭ ‬ربا‭ ‬فى‭ ‬أيداع‭ ‬الأموال‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬فالمعاملات‭ ‬البنكية‭ ‬أستثمار‭ ‬للأموال‭ ‬‮«‬‭ ‬تأتى‭ ‬هنا‭ ‬فتوى‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيهالتيسر‭ ‬وتنهى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬زرعتها‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬وأذنابها‭ ‬من‭ ‬المتسلفة‭ ‬فى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬أموال‭ ‬البسطاء‭ ‬الى‭ ‬جيوب‭ ‬أخوان‭ ‬الشر‭ ‬وشيوخ‭ ‬التسلف‭ ‬فالأمر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتعلق‭ ‬بدين‭ ‬أو‭ ‬فقه‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬من‭ ‬التشكيك‭ ‬غرضها‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬نهب‭ ‬أموال‭ ‬المصريين‭ ‬لصالح‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬مفاصل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ .‬

أظهرت‭ ‬التعليقات‭ ‬على‭ ‬فتوى‭ ‬استثمار‭ ‬الأموال‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬أن‭ ‬أثار‭ ‬حملة‭ ‬التشكيك‭ ‬الى‭ ‬تولتها‭ ‬الدعاية‭ ‬السوداء‭ ‬للفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬مازالت‭ ‬باقية‭ ‬فى‭ ‬العقول‭ ‬التى‭ ‬أنخدعت‭ ‬وسارت‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الدعاية‭ ‬المسمومة‭ ‬،فأغلب‭ ‬التعليقات‭ ‬ترى‭ ‬التحريم‭ ‬وليس‭ ‬الأباحة‭ ‬بشكل‭ ‬فج‭ ‬وساذج‭ ‬فى‭ ‬طرح‭ ‬الرأى‭ ‬وكأن‭ ‬من‭ ‬يعلقون‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬أى‭ ‬عقل‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬أدق‭ ‬غاب‭ ‬هذا‭ ‬العقل‭ ‬وراء‭ ‬ظلام‭ ‬الدعاية‭ ‬الفاشية‭ . ‬

فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ستجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعلقون‭ ‬المغيبون‭ ‬يبكون‭ ‬دما‭ ‬عندما‭ ‬تضييع‭ ‬أموالهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يسلمونها‭ ‬ببلاهة‭ ‬الى‭ ‬‮«‬‭ ‬المستريحين‭ ‬‮«‬‭ ‬ومن‭ ‬ورائهم‭ ‬من‭ ‬شيوخ‭ ‬التسلف‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬تقديم‭ ‬المبررالزائف‭ ‬بأسم‭ ‬الدين‭ ‬والدين‭ ‬منهم‭ ‬براء‭  ‬لهؤلاء‭ ‬النصابين‭ ‬والمنصوب‭ ‬عليهم‭ ‬لأستثمار‭ ‬أموالهم‭ ‬بطريقة‭ ‬‮«‬‭ ‬شرعية‭ ‬‮«‬،‭ ‬وكأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعلقون‭ ‬المغيبون‭ ‬فى‭ ‬ظلام‭ ‬الدعاية‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬لم‭ ‬يتعلموا‭ ‬الدرس‭ ‬القاسى‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬نصب‭ ‬تمت‭ ‬تحت‭ ‬الشعارات‭ ‬الدينية‭ ‬بأسم‭ ‬توظيف‭ ‬الأموال‭ ‬والتى‭ ‬أدارتها‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬وأذنابها‭ ‬من‭ ‬المتسلفة‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬لعقل‭ ‬مغيب‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬درس‭ ‬أو‭ ‬يكتسب‭ ‬خبرة‭ ‬؟‭. ‬

مع‭ ‬كل‭ ‬فتوى‭ ‬تنشرها‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬فى‭ ‬حملتها‭ ‬‮«‬‭ ‬أعرف‭ ‬الصح‭ ‬‮«‬‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬التعليقات‭ ‬المغيبة‭ ‬ولكن‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬التغييب‭ ‬لا‭ ‬تتراجع‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬حكمتها‭ ‬وذكائها‭ ‬وتعطى‭ ‬الأمل‭ ‬والحل‭ ‬ببساطة‭ ‬ففى‭ ‬أحد‭ ‬التعليقات‭ ‬كتب‭ ‬صاحب‭ ‬التعليق‭ ‬‮«‬‭ ‬للمرة‭ ‬الألف‭ ‬الناس‭ ‬معذورة‭ ‬ليهم‭ ‬سنين‭ ‬مابيسمعوش‭ ‬غير‭ ‬من‭ ‬المتنطعين‭ ‬مدعى‭ ‬العلم‭ ‬لكن‭ ‬قريبا‭ ‬أن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سيعودون‭ ‬الى‭ ‬صحيح‭ ‬الفقه‭ ‬‮«‬‭ ‬وكأن‭ ‬الجمع‭ ‬المغيب‭ ‬أنتبه‭ ‬فحاز‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التأييد‭  ‬

رغم‭ ‬بساطة‭ ‬كلمات‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬ألا‭ ‬أنه‭ ‬يعطى‭ ‬أشارات‭ ‬هامة‭ ‬بل‭ ‬يرسم‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لكيفية‭ ‬استعادة‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬ظلام‭ ‬التغييب‭ ‬و‭ ‬براثن‭ ‬الدعاية‭ ‬السوداء‭ ‬وأعادته‭ ‬الى‭ ‬مكانه‭ ‬الصحيح‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬نور‭ ‬الوعى‭.‬

‭  ‬أشارة‭ ‬الأمل‭ ‬التى‭ ‬يعطيها‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬أن‭ ‬مخزون‭ ‬الحكمة‭ ‬المصرية‭  ‬لايتأثر‭ ‬بأى‭ ‬تغييب‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجمه‭ ‬وتظل‭ ‬هذه‭ ‬الحكمة‭ ‬بوصلة‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬تعيدها‭ ‬دائما‭ ‬الى‭ ‬موقع‭ ‬الوعى‭ ‬والتصدى‭ ‬للتغييب‭ . ‬

أما‭ ‬الحل‭ ‬أو‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬التى‭ ‬يطرحها‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬ببساطة‭ ‬فتقول‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬مع‭ ‬الفاشية‭ ‬الأخوانية‭ ‬وأذنابها‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬والحل‭ ‬هو‭ ‬الأصرار‭ ‬على‭ ‬أنهاء‭ ‬هذا‭ ‬التغييب‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬أظهار‭ ‬الحقيقة‭ ‬وبيان‭ ‬صحيح‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬العظيم‭ ‬ومواجهة‭ ‬الهجمة‭ ‬الظلامية‭ ‬التى‭ ‬ضربت‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ .‬

لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬المشاركون‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬المصيرية‭ ‬التى‭ ‬محورها‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭ ‬ومستقبل‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬دار‭ ‬الأفتاء‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬لتكن‭ ‬نتائجها‭ ‬النهائية‭ ‬النصر‭ ‬على‭ ‬الظلامية‭ ‬والتغييب‭ ‬فيحدث‭ ‬أرتقاء‭ ‬مجتمعى‭ ‬حقيقى‭ ‬ويصبح‭ ‬العقل‭ ‬الواعى‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬فى‭ ‬حركة‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬والقائد‭ ‬لمستقبل‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭.‬


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة