المظاهرات ضد قانون الخدمة المدنية أول مظاهرات احتجاجية في عهد السيسي واستمرارها أو تكرارها ليس في مصلحة النظام ولا يصب إلا في مصلحة الإخوان.



لا أحد يختلف علي الأهداف الإصلاحية لقانون الخدمة المدنية الجديد.. ولا خلاف علي أن منظومة الإدارة الفاشلة أهم الأسباب وراء ما وصل إليه الأداء الحكومي من ترهل.. لهذا فإن الطبيعي أن نرحب بقانون يرفع شعارات مثل «من جد وجد» أو «لكل مجتهد نصيب» ونصفق للحكومة عندما تؤكد أنها لا يمكن أن تساوي بين من يعمل ومن لا يعمل.
قانون يرفع هذه الشعارات لابد أن يترتب علي تطبيقه إخلال بالأوضاع الوظيفية ودخول نسبة كبيرة من العاملين بالقطاع الحكومي الذين استمرأوا «النوم في العسل».. انتظارا لمكافآت وحوافز تأتيهم في نهاية الشهر دون بذل أي مجهود.. في هذه الحالة كان يجب علي الحكومة وهي تستعد لاطلاق هذا الاصلاح الإداري غير المسبوق أن تجري حوارا مجتمعيا جادا حول مشروع القانون بمشاركة كل الفئات التي تخضع لاحكامه.. حوار توضح فيه الحكومة ايجابيات المشروع وحتمية الاصلاح الإداري وترد علي تساؤلات المتخوفين من تطبيقه لا أن تتركهم «يخبطون رؤوسهم في الحيط».. ويتظاهرون في عز الحر ويهددون بالتصعيد والإضراب عن العمل.. وكما رفعت الحكومة شعار «من جد وجد» و«لكل مجتهد نصيب» كان يجب أن تأخذ في حسبانها المثل الشعبي «عض قلبي ولا تعض رغيفي».. الذي حرك هذه الجموع الغاضبة للتظاهر ضد القانون.
ربما يكون للعاملين في مصلحة الضرائب حق في أنهم المسئولون عن تحصيل الضرائب التي تمثل عصب الموازنة العامة ومن حقهم أن يظفروا بدخل متميز يتزايد سنويا لكنهم طبقا لهذا القانون ستنخفض دخولهم التي رتبوا حياتهم عليها.. لكن المؤكد أن هناك جهات حكومية أخري الأداء فيها ضعيف جدا وقانون كهذا لابد أن ينشط العاملين ويحفزهم لزيادة الجهد أملا في الحفاظ علي مستوي دخولهم.
مرة أخري اخطأت الحكومة عندما سارعت بالتأكيد علي اصرارها علي تطبيق القانون دون أي تعديل ولم تحاول امتصاص غضب المتظاهرين والحوار معهم.. فإذا لم تكن قد أجرت حوارا مجتمعيا حول القانون قبل الموافقة عليه فلا أقل من الحوار مع الرافضين له لتوضيح موقفها بدلا من أن تتركهم يخبطون رأسهم في الحيط.. هذه أول مظاهرات احتجاجية في عهد السيسي واستمرارها أو تكرارها ليس في مصلحة النظام ولا يصب إلا في مصلحة الإخوان.
انتبهوا وتعلموا كيف تديرون الأزمات !
حاتموت في مكانك
تحل غدا الذكري الثانية لفض اعتصام الإخوان بميداني رابعة والنهضة.. توافق هذه الذكري مع يوم الجمعة الذي اعتاد الإخوان التظاهر فيه وتهديداتهم باثارة الشغب واعمال العنف لابد أن نأخذها مأخذ الجد ونستعد لمواجهتها بكل قوة وحسم.
تحضرني في هذه اللحظة التحذيرات التي أطلقها قادة الجيش والمخابرات الحربية قبل احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة عندما أكدوا أن من سيقدم علي القيام بأي عمل إرهابي أوتخريبي في هذه المناسبة سيموت في مكانه فورا.. هذا التحذير يجب أن تجدده اليوم القوات المسلحة والشرطة.. لا اعتقالات ولا محاكمات.. القتل فورا لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار مصر.. في نفس الوقت علينا جميعا كمواطنين أن نرفع أيضا درجة اليقظة لدينا ونتابع بكل اهتمام أي تحرك مشبوه لأي شخص يضع حقيبة أو لفافة أو ما شابه هنا أو هناك والامساك به فورا وابلاغ الشرطة وكذلك مراقبة السيارات المشبوهة وتفتيشها بكل دقة لاحباط أي عملية ارهابية قبل وقوعها.
الحرب ضد الإرهاب قضيتنا الأولي شعبا وحكومة.. واذا لم نتكاتف معا للقضاء علي الإرهاب في أسرع وقت لن نستطيع مواصلة مسيرة الاصلاح والتنمية التي بدأناها.
النجدة.. للخروج من مارينا!
جرت العادة أن يتم الاتصال بشرطة النجدة للابلاغ عن حادث أو كارثة.. لكن أن تتصل بالنجدة لمساعدتك في الخروج من مارينا هذا هو الجديد.. وهو ما قمت به بالفعل فجر ثالث أيام العيد.. فبعد أن أمضيت اكثر من ساعة في عملية الدخول لمارينا وحان موعد الخروج وجدتني وقد اتحبست في طابور السيارات المتجه للخروج من باب (٥) من الساعة ٢.١٥ حتي ٣.٣٠ صباحا دون أن تتحرك سيارتي أكثر من مائة متر.. أصحاب السيارات تركوا سياراتهم وساروا علي الأقدام في محاولة لمعرفة سبب توقف الحركة لكنهم فشلوا لطول الطابور حتي الباب.. ولولا اتصالي بالنجدة ما انفكت الأزمة.. وحتي الآن لا أعرف سببا لتوقف الحركة بهذا الشكل لكن الموقف أن الدخول والخروج من مارينا أو حتي مجرد المرور من أمامها أصبح عملية عذاب.