شبهات وردود
شبهات وردود .. خلق السماوات والأرض
الجمعة، 29 أكتوبر 2021 - 02:49 م
حسين الطيب
يقول بعض المستشرقين أن هناك اختلافا فى القرآن فى عدد أيام خلق السموات والأرض فهناك آيات تقول ستة أيام وأخرى تقول ثمانية
ترد على هذه الفرية الكاتبة والباحثة الإسلامية المغربية رشيدة مقيوش فى بحثها حول شبهات وردود حول القرآن الكريم
تقول قالوا إن القرآن الكريم أخبرنا فى عدة سور أن الله تعالى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام، وفى سورة فصلت أن أيام الخلق ثمانية فقالوا إنها هفوة بشرية ونسيان لكنهم لم يفهموا دقة بلاغة القرآن وإعجازه.
قال الله تعالى فى سورة [الأعراف54] (إن ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام) وكذلك قال فى سورة يونس والفرقان أن خلقهما كان فى ستة أيام أما قوله فى سورة[ فصلت9-11] (قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسا ئلين* ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها)
إذن إذا أحصينا أيام الخلق فى سورة فصلت نجدها ثمانية: يومين لخلق الأرض، أربعة أيام قدر فيها رزقها وبارك فيها، أيام الخلق هذه ستة أيام، ويومان آخران لخلق السماوات، إذن فهى ثمانية أيام، لكننا لو دققنا فى الآية الكريمة لوجدنا بدايتها تختلف عن الآيات السابقة، فالآية بدأت بمخاطبة الكافرين الذين يجعلون لله أندادا ويجادلون فيه، أى أن الله أراد أن يخبرنا أن الذى يستخدم هذه الآية فى التشكيك فى القرآن هم أولئك الكافرون، الذين يريدون أن ينشروا ويذيعوا الكفر بين الناس، ويريدون أن يجعلوا لله أندادا، ثم خاطب هنا أولئك الذين سيأتون بعد قرون عديدة ليشككوا فى القرآن مستخدمين هذه الآية فى محاولة التشكيك، فالله تعالى يتحدث بعد ذلك عن إتمام خلق الأرض ثم يعطينا تفصيل الخلق فيقول خلق الأرض فى يومين، فجعل فيها رواسى وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام، إن الله تعالى بين لنا أن مدة الخلق كلها بالنسبة للأرض هى أربعة أيام وليست ستة ولنضرب مثلا لذلك ولله المثل الأعلى،
عندما
نقول وضعت أساس العمارة فى ثلاثة أشهر وأتممت بناءها فى عام، هل معنى ذلك أن العمارة استغرقت عاما وثلاثة أشهر، لا، لقد أتممتها فى عام ولكن جزء الأساس استغرق ثلاثة أشهر من عام البناء هنا تحدثت بالتفصيل والجزء من الكل ليس منفصلا ولا زائدا عنه لأن المرحلة الأولى جزء من الكل، إذن تفصيل الخلق جاء فى سورة (فصلت) لأنه فى باقى الآيات جاء مجملا، فتحدث عن الأرض خلقها فى يومين، ثم أتم الخلق فيها بأن جعل فيها رواسى وبارك فيها أقوتها فى أربعة أيام، يعنى استغرقت الأرض وما فيها أربعة أيام، ثم خلق السماوات فى يومين فأيام الخلق كلها ستة أيام .