أشباه "أبو الهول"
أشباه "أبو الهول"


أشباه «أبو الهول».. منحوتات صخرية تثير الجدل بين العلماء| تقرير

محمد طاهر

الجمعة، 29 أكتوبر 2021 - 07:34 م

انتشر خلال الأيام السابقة، الحديث عن كشف أثرى لتمثال جديد لأبو الهول بمنطقة أهرامات الجيزة، يتم تجديد الإعلان عنه كل سنوات، بواسطة أحد العاملين بمنطقة آثار الهرم، مما يجذب عشاق الآثار من الباحثين لزيارة موقع الكشف ودراسته، ويستدعى أيضا علماء الآثار، وعلى رأسهم د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق للرد على ذلك وحسم، الجدل الذى تردد مؤخرا حول اكتشاف أبو الهول جديد، فى منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة.

وأعلن حواس فى تصريحات تليفزيونية: أن الكلام عن كشف أثرى لتمثال لأبو الهول بالأهرامات مجرد تخريف وليس له أساس من الصحة إطلاقا، وكلام لا يرد عليه لأنه ليس له صلة بالعلم إطلاقا.

وأضاف حواس: أن الدراسات والأبحاث تنشر فى كتاب أو مجلة علمية حتى يتسنى لنا الرد عليها أما الكلام الذى قيل فلا علاقة له بالعلم، ومن ضمن الكلام الذى قيل أنه كان يوجد نص مكتوب وتم مسحه، وهذا الكلام غير منطقى، وللأسف هذا الرجل يبحث عن دور للأسف.

أبو الهول الثانى

وكان رضا عبد الحليم مدير العلاقات العامة بمنطقة أهرامات الجيزة بوزارة السياحة والآثار، قد صرح بأنه اكتشف صخرة فى منطقة الأهرامات تشبه تمثال أبوالهول الأول.

وأضاف أنه تم نشر بحث علمى بجامعة الزقازيق يؤكد وجود صخرة شبيهة بتمثال أبو الهول أو ما أطلق عليه تمثال أبو الهول الثانى.

وأفاد بأن التمثال يصل طوله لـ73 مترا، وارتفاع الرأس 20.5 متر، وامتداد اليدين والأطراف 15.5 متر، وجميع المقاسات تشبه مقاسات التمثال القديم بالضبط.

وأوضح أن طبقة كساء أبو الهول الثانى موجودة بجواره، مشيرا إلى أن المصرى القديم لم يستكمل التمثال ربما لأسباب فنية، وبين أن نسبة المياه والرطوبة مرتفعة به وأن الصخرة تبدو فى حالة سيئة من الحفظ، وذكر أنه طالب المجلس الأعلى للآثار بتولى ترميم التمثال المكتشف، مؤكدا أنه تم تقديم طلب منذ 5 سنوات لإدارة ترميم المنطقة، وحتى الآن لم يتم الالتفات إلى الطلب.

وذكر أن صخرة أبو الهول الثانية توجد بجوار مقبرة الملكة خنت كاوس، من الأسرة الرابعة، ولفت "عبد الحليم" إلى أن الإعلان عن هذا الكشف سيزيد دخل السياحة المصرية لأن الاكتشاف فريد من نوعه.

أبو الهول السيناوى

إلا أن فى الحقيقة هذه الصخرة التى تشبه فى تكوينها تمثال أبو الهول بمنطقة الأهرامات الأثرية ليست الوحيدة التى تشبه تمثال أبوالهول فعند طريقك إلى دير سانت كاترين تمر عبر سلسلة من الجبال ذات الألوان الداكنة مثل النحاسي والرمادي والأسود والأحمر والزيتى منها تشكيلات صخرية هندسية نحتتها الطبيعة بفعل الرياح والتي ترى في أشكال عجيبة منها تمثال ضخم يشبه أبو الهول تراه فى طريقك لسرابيط الخادم ومنها تمثال لبقرة ضخمة تلمحها بالقرب من دير سانت كاترين وآخر ضخم لرمسيس الثاني يبلغ طوله 1500 متر بالقرب من خليج العقبة هي جبال راسخات شامخات يمر عليها البشر فى ذهول لكن جاذبيتها تتألق كلما مر عليها الزمن. لكن هذا لايعنى أنه تمثال توأم لأبوالهول الموجود بالجيزة.

أبو الهول الصينى

ولم يقتصر الأمر على هذا الجدل إنما شاءت الأقدار أن يمتد الأمر للصين فمنذ سنوات ظهرت نسخة طبق الأصل كاملة الحجم من تمثال أبو الهول بالجيزة فى شمال الصين، بعد عامين من مطالبة السلطات المصرية بهدمها. 

وبدأ الخلاف عام 2014، عندما كشفت الصين النقاب عن التمثال البالغ عرضه 20 مترا بطول 60 مترا فى إحدى الحدائق الثقافية فى مدينة شى جيا تشوانج الصينية بمقاطعة خبى الشمالية، وفقا لما ذكره الموقع الإخبارى الصينى جوان تشا.

وأحدث تشابه التمثال مع التمثال المشهور عالمياً "أبو الهول"، الموجود بهضبة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل بمصر منذ أكثر من 4000 عام، ضجة كبيرة وغضبا عارما لدى المصريين آنذاك.

وقدم المسؤولون في مصر حينذاك نداء إلى منظمة اليونسكو لإزالة النسخة المقلدة باعتبارها نسخة مسروقة من الحضارة المصرية العريقة.

وردت حينها السلطات الصينية قائلة إن "التمثال شبيه أبو الهول تم بناؤه كجزء من مشهد لفيلم سنيمائى وسيتم هدمه بمجرد الانتهاء من التصوير"، إلا أن هذا الهدم لم يحدث حتى عام 2018، وكل ما قامت به السلطات هو فقط فصل رأس التمثال عن جسده وإبقاؤه كما هو فى "حديقة جريت وول للسياحة الثقافية".

وذكر تقرير نشر مؤخراً أن زوار الحديقة وجدوا فريقاً من العمال يُعيدون رأس التمثال إلى جسمه مرة أخرى، بل وأنشأول معبدا يضم عدد من المنحوتات والتماثيل داخل جسم التمثال.. الأمر الذى جدد غضب السلطات المصرية.

ووفقاً لتقرير الموقع، فإن المسؤولين المصريين يرفعون القضية مرة أخرى إلى منظمة اليونسكو ويخططون أيضاً للاتصال بوزارة الشؤون الخارجية الصينية لطلب إزالة التمثال نهائيًا.

ويعتبر التمثال جزءاً من سلسلة صينية مستمرة لإعادة بناء المعالم المشهورة حول العالم، وسبق أن أنشأت برج إيفل وجبل راشمور مصغرا، وهو نصب تذكاري لأوجه أربعة رؤساء أمريكيين منحوت في جبل جرانيتي بولاية داكوتا الأمريكية.

 صخرة باكستان 

هذا غير صخرة بباكستان أيضا تأخذ هيئة شبيهة بتمثال أبوالهول.. لكن يظل تمثال أبوالهول القديم المجاور للأهرامات بمحافظة الجيزة هو الأصل دون منازع.

سيدنا أبو الهول !

الأمر لم يقتصر فى أبوالهول على وجود شبه بينه وبين صخور نحرتها الطبيعة واتخذت من تمثال أبوالهول شبها لها وإنما فى الجدل الذى أثير أيضا حول من هو أبوالهول فقد سبق أن أثار  د. على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، الجدل بتصريحات عن بناء الأهرامات رجح فيها أن النبي إدريس هو من بدأ البناء وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد له.

وقال جمعة، عضو هيئة كباء العلماء فى الأزهر ومفتى مصر السابق، فى تصريحات تلفزيونية: "هناك كثير من الأقاويل التى يرجحها العلماء، أن نبى الله إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات وعلم التحنيط، وأن وجه تمثال أبو الهول فى مصر هو وجهه".

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يطرح فيها على جمعة هذه النظرية، إذ قال في عام 2015 إن النبى إدريس اسمه "أخنوخ" فى التوراة، وهو هرمس الهرامسة أى حكيم الحكماء، فهو أول من خط بالقلم وخاط الثياب، وهو مثال للحكمة والعلوم الرياضية والفلكية، وهو "أبو الهول" كما جاء فى كتاب لأحد المؤرخين.

وعن التصريحات الجديدة، قال المفتي السابق إن توجهه بشأن اسم النبى إدريس جاء من دراسة وافية، مضيفا "هناك أقاويل تشير إلى أن إدريس هو نفسه أوزوريس الذى تتحدث عنه البرديات الفرعونية.

وقال المفتى السابق: "الفراعنة كانوا يصورون مقدساتهم فى صورة طائر أو حيوان أو أى كائنات أخرى، ولكن أبو الهول صوروه فى شكل إنسان، وهو ما يتناسب مع كلمة المعلم الأول وحكيم الحكماء، وأن هذا النبى العظيم علم البشرية أشياء قبل الحضارة".

وتابع بقوله "الأثريون سلكوا مسلكًا آخرا، إذ قالوا إن أبو الهول موجود قبل الأهرامات، وأن سيدنا إدريس ليس هو خوفو أو خفرع أو منقرع".

أبناء أبوالهول

يحدث هذا فى الوقت الذى بيع فيه تمثالين بالحجم الصغير لأبوالهول فى أحد مزادات بريطانيا الأسبوع الماضى مقابل ٢٦٥ ألف دولار دون أن تطالب باستردادهم إدارة الآثار المستردة بوزارة السياحة والآثار حتى الآن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة