كلي ثقة في أن زميل الدراسة هاني شاكر سيعيد للفن ولنقابته هيبتهما وإذا كانت الاذاعة المصرية غير قادرة علي انتاج أغنية تعبر عن انتصاراتنا بفقرها فتلك كارثة



يا خسارة.. لا أتخيل اذاعة بلادي مصر تعجز بكل امكانياتها التاريخية ان تنتج اغنية واحدة بحجم انجاز قناة السويس الجديدة، ذلك الحدث الذي يستحق ان نجند له كل الامكانيات لنخرج بالصورة التي تليق بالتعبير عنه لا ان نتجاهله ثم نعلن اننا ليس لدينا ميزانية!
صدمني ذلك التصريح الذي خرج علي لسان ناديه مبروك رئيسة الاذاعة للزميل مجدي عبدالعزيز مدير تحرير أخبار اليوم السبت الماضي فصوت مصر العريق بتاريخه كان معبرا عن المواقف الوطنية علي تاريخها منذ اعلن الاثير عبارته الشهيرة هنا القاهرة كان الجميع يتفاني في مواكبة المواقف الوطنية وما اكثرها قدم فنانون وشعراء وموسيقون جهدهم للاذاعة تعبيرا عن مصر، كانت الاستديوهات اشبه بميادين القتال تعبر عن الشعب تماما كما يدافع الجنود باسلحتهم عن الحدود ولا تدّعو علي الاذاعة الفقر وخلو الميزانية من بند للاغاني الوطنية اذكر ما قاله لي الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الابنودي- الذي كتب للقناة الجديدة أحلي أغانيه احنا رجالك قبل وفاته وغناها هاني شاكر- من انهم كانوا يقيمون في الاذاعة ايام حرب ٦٧ هو وعبدالحليم حافظ وبليغ حمدي وكمال الطويل لتخرج اغانيهم اقوي من الرصاص بدون أجر، حجة الميزانية واهية ،الاذاعة تملك الاستديوهات وتملك فرقة الموسيقي واعتقد ان الاف الشعراء والفنانين سيقدمون انفسهم مجانا للغناء من اجل مصر وهذا كله لا يحتاج الي ميزانية تعجز الاذاعة عن تدبيرها هذه حجة تحتاج الي اعادة نظر فيمن يترأسون الاذاعة.
ألم يكن امام هؤلاء المسئولين من الوقت للاعداد للمناسبة الوطنية الكبري ،الم يكن أمام رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون ان يستقطع جزءا من ميزانية رمضان ولو ١٠٠ الف جنيه لهذا الغرض بدلا من صرفها فيما اكتشفنا بعد ذلك انه الهيافة بعينها.
وبقدر صدمتي بما وصل اليه حال الاذاعة بقدر فرحتي بنجاح زميل الدراسة هاني شاكر بمنصب نقيب الموسيقيين ليعيد الالتزام والوقار لهذا الصرح الكبير، هاني شخصية لها كل الاحترام والتقدير من كل الناس فمشواره لم يعرف الاسفاف أو الابتذال ولذلك فأنا مستبشر خيرا بأن يضع من الاسس التي تمكن هذا القطاع من ان يعيد الصورة الحلوة لزمن الفن الجميل كما عشناه مع عمالقة الطرب والموسيقي، المعركة امام هاني ليست سهلة ولكنها معركة شرسة سيحشد لها اعداء النجاح ليفشلوا تجربته التي ادعو الله ان يكللها بالنجاح والتوفيق، امام هاني ان يعيد اولا ترتيب البيت من الداخل، ان يبعد المتسلقين وانصاف المواهب والمدّعين بالفن لان هؤلاء هم الخطر وهم من نعاني منهم علي الساحة وهم السبب في اضمحلال الاغنية والالحان فاصبحنا نسمع الهيافة والجمل الساقطة.
اتمني ان يتبني هاني بالاتفاق مع التربية والتعليم فكرة اعادة حصص الموسيقي للمدارس للارتقاء بالذوق المصري كما تعلمنا منذ صغرنا من الزمن الجميل.. وادعو زميل الدراسة في الناصرية والمنيل القومية الي انشاء متحف للفن داخل النقابة ليكون دليلا لزملائه من اصحاب المهنة موسيقيين ومطربين وملحنين وعازفين يضم تراث العظماء من النوت الموسيقية والالاف من الآلات النادرة.
انني ادعو الفنان الكبير الي ان تتقدم نقابته الصفوف خاصة في الاحتفالات الوطنية الكبري فلا يصح ان تمر مناسبة كافتتاح قناة السويس ولا نجد فنانا واحدا يقدم عملا له قيمته وهي تمتلك من العناصر الكبري من المطربين والمطربات خاصة في ظل فقر الاذاعة عن تقديم امثال تلك الاعمال اتمني ان ينسب للنقابة في عهد هاني شاكر انها أول من قدم عملا غنائيا أو اوبريت كاملا شارك فيه كل اعضائها هدية لمصر ولشعبها لحنا وغناء واخراجا.