أليس غريبا أن تصدر دائما الفتوي من غير المختصين ولماذا لا نسن القوانين اللازمة لردع محترفي إطلاق الفتاوي الغريبة التي تستهدف الهدم بزعم البناء



لاشك في خطورة السم لكن «الأسم» منه خلطه بالعسل أو ادعاء الهدف النبيل.. هكذا خرج علينا ياسر برهامي بفتوي جديدة غريبة مثل أطباق مطابخ الفضائيات في ظل غياب رقابة حقيقية علي الفتوجية خاصة أننا أصبحنا نمنح تراخيص للخطابة وللأسف لا نعطي تراخيص للفتاوي وهي الأخطر والأشد فتكا.
سموم برهامي جاءت في توقيت غريب بفتواه بتحريم فوائد شهادات القناة بدعوي أنها حرام شرعا وتعتبر ربا علي حد قوله.. أما العسل فجاء مع دعوته للتبرع بها لصالح تسديد ديون مصر أو لأي من الصناديق السيادية التي تمول أعمال المصلحة العامة مثل تحيا مصر.. الشيخ يعتبرنا «دقين عصافير» أو عبط ويأتي بفتواه وفي مناسبة الافتتاح الكبير لقناة السويس الجديدة ذلك الحدث الذي أعاد الفرحة والبسمة للمصريين ومعها ثقتهم بأنهم يستطيعون التحدي مع قائد لاهم له سوي مصلحة الوطن.
حديث التبرع من برهامي للأسف كلام حق يراد به باطل فمن طلب منك ذلك وهل ينتظر المصريون البسطاء فتواك للتبرع لمصر.. وهل دعوتك هذه «إسفين» تقضي به وفق خيالك علي المشاريع الجديدة الجاري الاعداد لطرحها وتمويلها من المصريين؟ من حق كل مصري أصيل اشتر`ي هذه الشهادات أن يقرر باختياره وبنفسه أن يتبرع بها أو ينتفع بعائدها الذي هو حلال حلال حلال وفق ما تقوله جهة الاختصاص وليس امتثالا لدعوة مشبوهة هدفها الأساسي الاضرار بمشاريع أقرت لصالح الوطن.
وحسنا فعلت دار الافتاء المصرية بتفنيد فتوي برهامي بتأكيد الدكتور ابراهيم نجم مستشار المفتي «أن فوائد شهادات القناة لا تعتبر ربا، وفوائدها حلال، ويجوز التصرف فيها، بموجب فتوي من دار الإفتاء وهي الجهة الوحيدة المختصة بإصدار الفتاوي».. ويعزز هذا الكلام قول أهل الذكر ومنهم العالم الجليل الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن فتوي برهامي‪ ‬خاطئة وضالة، لأن الذين اشتروا شهادات قناة السويس دخلوا في مشاركة، وليس في قرض، وأجمع الفقهاء علي أن المشاركة حلال، وما يأتي من خلفها من ربح حلال‪.‬
أليس غريبا أن تصدر دائما الفتوي من غير المختصين ولماذا لا نسن القوانين اللازمة لردع محترفي إطلاق الفتاوي الغريبة التي تستهدف الهدم بزعم البناء.. وأليس برهامي هو صاحب عدد لا بأس به من الفتاوي الغريبة وأبرزها ترك الزوج زوجته للمغتصبين إذا كان الدفاع عنها سيعرض حياته للخطر أو دعواه التي لا تقل غرابة عن سابقتها حول جواز هدم الكنائس بهدف ضرب الوحدة الوطنية وإشعال الفتنة بين عنصري المجتمع؟! أليس من الأجدي لبرهامي وغيره أن يتفرغ لمهنته الحقيقية فمعلوماتي أنه خريج كلية الطب ويحمل درجة الماجستير في طب الأطفال ففي هذا النفع له وللمجتمع.
هذه الفتوي الصادرة من أناس لم يتلقوا علوما شرعية كافية تؤهلهم لذلك يثير حيرة البسطاء الذين يرون في كل من أطلق لحيته ولبس جلبابا قصيرا أو جبة وقفطانا مصدرا للفتوي لذا يجب تقنين هذا الأمر وفرض عقوبات علي من يقدم علي الفتوي بغير علم.. الشجب هنا لا يكفي والغضب وحده لا يكفي وتوضيح الحقيقة أيضا لا يكفي بل يجب أن يكون هناك عقاب رادع من الجهات المختصة ففي اعتقادي أن أولي خطوات تجديد الخطاب الديني يجب أن تبدأ من ضبط الفتاوي فمازال هناك أناس في مجتمعنا يتأثرون بفوضي الفتاوي غير العلمية التي تبث ليل نهار من غير المختصين علي الفضائيات.
متي سندرك أن معظم النار من مستصغر الشرر وأن ترك الأمور علي عواهنها دون حسم أي قضية كفيل بتمييعها وانتشارها وتحولها لظاهرة؟المأثور يقول «اعط العيش لخبازه» وهم هنا علماء الدين ولم يقل أعط الفتوي للطبيب ياسر برهامي.
حروف ساخنة:
- السباح المصري أحمد أكرم حصل علي المركز الرابع في البطولة الدولية للسباحة المقامة في روسيا ولم نره في برنامج تليفزيوني من إياهم.. معلش يا أبوحميد.
ـ مريم ملاك طالبة متفوقة درجاتها سنويا فوق التسعين في المائة فوجئت بحصولها علي «صفر» في الثانوية العامة.. صفر واحد يا ظلمه طب صفرين ثلاثة بحبحوا إيديكم شوية!!
- وزير خارجية قطر يعرض الوساطة للاخوان في حوار ومصالحة مع الدولة المصرية.. إيش أخششك وانت مالك يا حشري.
- من إبداعات الحكومة: أقصر طريق للجنة محلول معالجة الجفاف.