مستشفيات لعلاج الدمى حول العالم
مستشفيات لعلاج الدمى حول العالم


حكايات| وداعا لبكاء الأطفال.. مستشفيات لعلاج الدمى حول العالم

هناء حمدي

السبت، 30 أكتوبر 2021 - 12:38 م

منذ الوهلة الأولى تظن أنه محل طبيعي لا يفرق كثيرا عن غيره ولكنه من مظهره الخارجي يبدو وكأنه مخصص في بيع الدمى فقط دون غيرها من لعب الأطفال، وبمجرد دخولك للمكان تخطفك ألة الزمن وتصبح وكأنك في مكان وزمان مختلف وكأنك داخل عالم كرتوني يتبدل فيه البشر إلى دمى تشعر وتتكلم وتسمع وبمجرد سماعك للسؤال: "ما المشكلة التي تعاني منه دميتك؟ تعود إلى أرض الواقع من جديد لتكتشف أنه ليس محل تقليدي لبيع الدمى ولكنه مستشفى لعلاجها".

وقبل أن تحكم على مدى حداثة الفكرة غير التقليدية عليك أولا أن تتعرف على أقدم مستشفيات الدمى والتي تم تأسيسها في سيدني ولشبونة، ورغم اتفاق الفكرة اختلف أصحاب كل مستشفى والهدف من تأسيسها وتبدأ الحكاية مع مستشفى " أوسبيتال دي بونيكاس" في لشبونة أقدم مستشفيات الدمى في العالم.

-مستشفى لشبونة

مستشفى " أوسبيتال دي بونيكاس" للدمى والتي تم بنائها في لشبونة تعود حكاياتها إلى سيدة تدعى "كارلوتا" كانت تصنع ملابس الدمى وتقوم ببيعها في سوق "بايشا الكبير" والذي يحتوي على كل أنواع السلع التي يمكن أن يبحث عنها سكان المدينة ولكن في عام 1830 قررت "كارلوتا" تأسيس أول محل لتصليح الدمى في العالم.

يتكون المستشفى العريق والذي لم يتوقف عمله يوما رغم كل الظروف المجتمعية التي مرت بها البرتغال من طابقين وسرداب مظلم ضخم يضم كل أنواع العلاجات المخصصة للدمى ومهما بلغت درجة قدم الدمية بداية من دمى القرن الـ 19 والتي كان يتم صنعها من السيراميك والورق المقوى والخشب وحتى دمى البلاستيك وأيضا المحشوة اللطيفة.

وفي رحلتك لاكتشاف المستشفى تجد أنها مقسمة إلى عدد من الغرف الأولى يمكنك أن تجد ملابس متعددة خاصة بالدمى المختلفة والإكسسوارات المخصصة لها والمصنفة حسب نوع الدمية وبلد المنشأ كما تجد أقسام خاصة لتبديل القطع التالفة مثل العيون والرموش والأيدي والأرجل وكل ما يخطر على عقلك من قطع يمكن إعادة تركيبها وتلوينها.

ومع دخولك الغرف التالية تكتشف أنها مخصصة لكماليات الدمية من أثاث غرف ومنازل خاصة بالدمى وسياراتها ووسائل النقل التي تستخدمها وكل ما تحتاجه الدمى من عربات وإكسسوارات مصنفة أيضا حسب بلد الصنع وعام التصنيع أما الغرفة الأخيرة فتصطف الدمى المنسية والتي نسيها أصحابها ولم يتم استلامها مع مجموعة أخرى من الدمى غير الصالحة للعلاج ولكنها تظل ذات أهمية لما تحتويه من ذكريات بها ومعها.

كما تجمع المستشفى بين أطياف مختلفة من الأشخاص ممن يرغبون بإبقاء ذكرياتهم قائمة بتصليح الدمى القديمة الغالية على قلوبهم وكذلك عاشقي الدمى الذين يجوبون المزادات العالمية لاقتناص الأفضل والاندر كما كانت الوجهة المفضلة لكثير من العائلات التي فضلت تصليح دمى أطفالها على أن تشتري ألعاب جديدة مرتفعة التكلفة وازدادت تلك الرغبة في أعقاب الأزمة الاقتصادية عام 2008.

اقرأ أيضا:حكايات| مهندس دماغه عالية.. صاحب أطول شيشة في مصر

 مستشفى سيدني

أما مستشفى "سيدني" للدمى والتي تمكنت من إصلاح ما يزيد على 3 مليون دمية فيعود تاريخها إلى عام 1913 لمالكها ومؤسسها "هارولد شابمان"، وتبدأ قصتها برغبة "هارولد" بتوسعة محل بيع الدمى الخاص به حيث كان يبيع الدمى التي يستوردها شقيقه من اليابان وبسبب تعرض هياكل بعض الدمى إلى تلفيات ومشاكل أثناء الشحن قرر هارولد أن تكون هذه التوسعة مخصصة بمعمل يهتم بتصليح الدمى التي تعرضت للخدش والتمزق أثناء الشحن.

ومع بدء احضار العائلات لدمى أبنائهم لإصلاحها تطورت حرفة هارولد حتى تحول المعمل مع مرور الوقت إلى مستشفى متخصص في علاج الدمى وتمكن أبنائه وأحفاده من المحافظة على حرفة ومهنة هارولد المميزة ليكون مشروع عائلي حتى أبناء المتخصصون العاملون في المستشفى ورثوا المهنة من آبائهم.

في عام 1930 تولى ابن هارولد أعمال والده والذي لم يتوقف فقط بالمحافظة عليه فقط ولكنه قام بتوسعة العمل وتطويره لتشمل إصلاح السلع الجلدية وحقائب اليد والقفازات والمظلات واستمرت المستشفى في ازدهارها حتى جاءت الطفرة الحقيقية عام 1939 خلال الحرب العالمية الثانية عندما وصلت الأحوال إلى أن اللعبة الوحيدة التي يمكن للطفل الحصول عليها هي اللعبة التي يمتلكها بالفعل لذلك أصبح إصلاح ما يمتلكونه أمر لا بديل عنه ومعها وصلت هذه الحرفة إلى مجدها.

لتنتقل بعد ذلك المستشفى إلى جيف حفيد هارولد والذي فضل المحافظة على مهنة أجداده وحرفتهم حتى أن أبناء المصلحين حافظوا على استمرار انتقال حرفة آبائهم إلى أبنائهم لتتسلم الأجيال الجديدة إدارة المستشفى ويسيروا على نهج آبائهم وأجدادهم في علاج الدمى القديمة التاريخية والحديثة وحتى اللعب اللينة وعربات الخيول الهزازة وغيرها من احتياجات الدمى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة