الرومانسية فى سينما الألفية الجديدة
الرومانسية فى سينما الألفية الجديدة


تجارب خجولة.. الرومانسية فى سينما الألفية الجديدة

د.محمد كمال

السبت، 30 أكتوبر 2021 - 01:37 م

منذ بداية عهد السينما المصرية كانت الأفلام الرومانسية أساس الإنتاج المصري خاصة في فترتي الخمسينيات والستينيات تحديدا حيث إن غالبية الأفلام كانت تدور عن الحب ولا شئ غيره.. واستمر الأمر في السبعينيات ولم يختف حتى مع موجة الواقعية الجديدة التي بدأت في بداية الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات، لكن منذ الثورة السينمائية التي جاءت بعد فيلمي “إسماعيلية رايح جاي” و”صعيدي في الجماعة الأمريكية” والطفرة التي شهدتها السينما المصرية على مستوى الإيرادات مع ظهور جيل جديد من المبدعين بكيفيات مختلفة عن الماضي والانتعاشة التي شهدتها تلك الفترة وما بعدها إلا أن هذه المرحلة شهدت أمرين يحملان أهم سلبيات المرحلة التي مازلت ممتدة حتى يومنا هذا.

الأول هو رفع شعار السينما النظيفة التي تخدم الرؤية المجتمعية الحالية أما الثانية وهي المهمة لنا في هذا الملف ندرة التجارب الرومانسية الخالصة، التي أصبحت عبارة عن تجارب مقتضبة تأتي على فترات لأن بداية نجاح الموجة الجديدة جاءت من خلال نجوم الكوميديا الذين يلعبون على وتر عيوبهم الشكلية مثل القصر عند هنيدي والسمنة عند الراحل علاء ولي الدين والطول عند هاني رمزي ثم ظهور فكرة البطل الشعبي المتلعثم مع محمد سعد وصولا إلى نموذج محمد رمضان، وعلى جانب آخر حظى الأكشن على نفس الدرب والذي كانت أفلامه تحقق النجاحات الكبرى بداية من أحمد السقا وأحمد عز وصولا إلى أمير كرارة ويوسف الشريف.

في منتصف الطريق ظهرت بعض الأفلام التي تنتمي لنوعية اللايت كوميدي التي يتخللها خط رومانسي لكنه بالطبع ليس الأساس على غرار تجارب كريم عبد العزيز وأحمد حلمي مثلا لكن لم يستحوذ الفيلم الرومانسي الخالص على نفس القدر من الاهتمام سواء على مستوى تشجع المنتجون لتقديم هذه النوعية من الأفلام أو حتى من خلال حماس الأبطال للمغامرة بالابتعاد عن نجاحهم المضمون مع الكوميديا أو الأكشن، ولم تكن التجارب التي تنتمي للايت كوميدي تعويض عن غياب الفيلم الرومانسي، لكنها كانت حلا مرضيا مقتضبا يجعلنا ننتظر بشغف تجربة كل فترة لنقول أن السينما المصرية مازال لديها القدرة على تقديم أفلام رومانسية، وهذا ما ظهر مؤخرا في “قمر 14” للمخرج هادي الباجوري ومن تأليف محمود ظهران وشارك في بطولته خالد النبوي وأحمد الفيشاوي وشيرين رضا وأحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد وهو يندرج تحت نوعية الأفلام الرومانسية حول مجموعة من العلاقات العاطفية المتفرقة التي تحاول الصمود والنجاح أمام المجتمع، وهو التجربة الرومانسية الخالصة التي ظهرت خلال هذا العام.

ضربة البداية بالنسبة للأفلام الرومانسية في الألفية الجديدة جاءت من خلال تجارب مقتضبة متفرقة لكنها مع الأسف لم تصمد طويلا عام 2001 فقد كان بطليها الكتاب الثنائي تامر حبيب ومحمد حفظي والمخرجان هاني خليفة وطارق العريان من خلال فيلم “سهر الليالي” و”السلم والثعبان” معهما اعتقد الكثيرون أن هناك باب جديد فتح في هذه المرحلة وأن الفيلم الرومانسي سيبدأ في احتلال مساحة أكبر لكن لم يحدث، فالرباعي أصبح لهم توجهات مختلفة حفظي اتجه للإنتاج والعريان للأكشن واختفى لسنوات.

الوحيد الذي استمر في تقديم أفلام عن الحب كان تامر حبيب وقدمها من منظور مختلف عن الحب الأفلاطوني فأصبح لحبيب رؤية مختلفة عن الحب فالإنسان يمكن أن يحب أكثر من مرة وتكون كل المرات بنفس درجة ومشاعر المرة الأولى وهذا ظهر في أفلام “حب البنات” ثم “عن العشق والهوى”، “واحد صحيح” و”أسوار القمر”، والفيلم الوحيد الذي تخلى فيه حبيب عن فكرة الحب الأفلاطوني لكنه لم يبتعد عن الرومانسية في حد ذاتها كان “تيمور وشفيقة” الذي اعتمد حبيب خلاله على تقديم تاريخ لقصة حب جمعت بين شخصين منذ بداية الطفولة حتى الزواج، وفي عام 2002 قدمت تجربة رومانسية جديدة من خلال فيلم “الحب الأول” من تأليف أحمد البيه وإخراج سعيد حامد، وكان للمطرب مصطفى قمر تجارب أخرى مع الأفلام الرومانسية مثل “بحبك وأنا كمان” في 2003 مع المخرج محمد النجار و”حبك نار” عام 2004 مع المخرج إيهاب راضي.

لم تشهد الألفية الجديدة أي سيناريست مهتم بسينما الحب سوى تامر حبيب لكن هذا لم يمنع وجود تجارب أخرى لكنها لم تكن لمبدع واحد مثل “أنت عمري” لخالد يوسف تلك الرومانسية التراجيدية وهي التجربة الوحيدة لمخرج العشوائيات مع الرومانسية الخالصة عام 2005،  وفي نفس العام أيضا ظهر فيلمان آخران، الأول  “أحلام عمرنا” الذي شارك في كتابته أحمد البيه وعثمان أبولبن”، والفيلم الثاني “غاوي حب” لمحمد فؤاد ومن تأليف أحمد البيه وإخراج أحمد البدري، ونفس الحال الثنائي أحمد الناصر وسامي حسام من خلال فيلم “لعبة الحب” عام  2006، وأيضا المخرج إيهاب لمعي من خلال فيلم “كان يوم حبك” عام 2004،  وفي 2007 قدم تامر حسني ومي عز الدين فيلم “عمر وسلمى” الذي أخرجه أكرم فريد ومن تأليف تامر حسني وأحمد عبد الفتاح.

يتراجع الفيلم الرومانسي كثيرا خلال العقد الثاني من الألفية الجديدة وظلت الفوارق الزمنية تتباعد بين كل تجربة وأخرى حتى ظهر فيلم “سكر مر” عام 2015 الذي شهد عودة المخرج هاني خليفة للسينما بعد غياب طويل ليقدم تجربة رومانسية جديدة من خلال مجموعة من العلاقات العاطفية المتشابكة والتي تشهد تبدل وتبديل خلال ثلاثة أعوام والفيلم شارك في تأليفه محمد عبد المعطي، وفي عام 2016 يشهد ظهور فيلم “هيبتا” الذي يعد من أشهر الأفلام الرومانسية التي تعلق بها الجمهور ومن قبله مع الرواية للكاتب محمد صادق التي حملت نفس الاسم، وفيلم “هيبتا” من إخراج هادي الباجوري وكتب له السيناريو والحوار وائل حمدي.

وفي العامين الأخيرين تظهر السيناريست أماني التونسي التي أعادت للفيلم الرومانسي تواجده القوي والمؤثر من خلال فيلمين مع نفس المخرج عثمان أبو لبن الذي يعود هو الآخر للرومانسية بعد غياب طويل من خلال فيلمين الأول هو “قصة حب” عام 2019 الذي شهد بطولة أحمد حاتم وهنا الزاهد ثم في العام الماضي قدمت واحد من أهم الأفلام الرومانسية في مسيرة السينما وهو “توأم روحي” الذي شارك في بطولته حسن الرداد وأمينة خليل وعائشة بن أحمد واعتمدت فيه على علاقات عاطفية غير مكتملة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة