الفنان جمعة
البستان
د. محمد حمدى يكتب :جمعة .. صاحب العدة
السبت، 30 أكتوبر 2021 - 03:41 م
لا أنسى يوماً كنا فى جمعٍ من فنانى الكاريكاتير بالجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان جمعة مُنهمك فى شرح أحد الأفكار الكاريكاتورية لأحد الفنانين الشباب، ولمًا لم تسعفه الكلمات، نظر إليّ، وسألني: معاك (عدة) يا محمد؟ لم يسأل عن قلم أو ألوان! و لكنه سأل عن ( العدة )، و من يومها و تلك الكلمة (عدة) لا تفارق أذناي.. أنه (الأسطى / الأستاذ) صاحب الصنعة، التى تحتاج إلى (عدة) يُحول بها أفكاره عن طريق موهبته إلى روائع. الفنان جمعة فرحات.. آخر حبة من حبات عقد فنانى كاريكاتير مصر - أيام ما كان فى كاريكاتير - من جيل الكبار، بل فريدة ذاك العقد، الفنان والمثقف الكبير، صاحب الإنتاج المتدفق عبر كبريات الصحف والمجلات المصرية والعربية، لكن دعونا نتناول مسيرته من منظور آخر قد يكون بذات أهمية إنتاجه الفنى الهائل والمتميز. إنه الولاء الشديد لفن الكاريكاتير، ولكل ما يخصه، يحفظ تاريخه، يقص علينا نوادر فنانيه، كما يحرص على إقحام الكاريكاتير ولغته (الهاء عائدة على الكاريكاتير) فى لغته (الهاء عائدة على الفنان جمعة)، أما عن تواصله مع جيل الشباب من فنانى الكاريكاتير، فهو الأستاذ الصديق، يأخُذ بأيديهم، لا يبخل بنصيحة، ينشر أعمالهم، يفتتح معارضهم، يستضيفهم فى برنامجه الأشهر (مع جمعة كل جمعة)، ثم يجالسهم على قرب مقهى لتدور حواديت الكاريكاتير وتُجلجل الضحكات حول أقداح الشاي، و دخان النرجيلة. (عدة) أيامك يا أستاذ جمعة فى الدنيا انتهت. و(عدة) فنك ما تزال تعمل.
أستاذ الرسم و التصوير بكلية التربية الفنية - جامعة حلوان.