مدينة‭ ‬الأقصر‭
مدينة‭ ‬الأقصر‭


الأقصر.. استعادة المدينة المقدسة

أخبار الأدب

السبت، 30 أكتوبر 2021 - 04:16 م

محسن‭ ‬جود

تترقب‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الافتتاحات‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الكبيرة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة؛‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬أثرية،‭ ‬أو‭ ‬سياحية،‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬مفتوح‭ ‬للآثار‭ ‬المصرية،‭ ‬المشروعات‭ ‬تضمنت‭ ‬إزالة‭ ‬كافة‭ ‬التعديات‭ ‬والتشوهات‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬المناطق‭ ‬الأثرية‭ ‬خلال‭ ‬العصور‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬وتطوير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬تشمل‭ ‬معابد‭ ‬الأقصر‭ ‬والكرنك‭ ‬وطريق‭ ‬الكباش‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المشاريع‭ ‬الأثرية‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬الأقصر‭ ‬حاليا‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الأحلام‭ ‬التى‭ ‬راودت‭ ‬الأثريين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وكل‭ ‬العاشقين‭ ‬للحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة،‭ ‬حيث‭ ‬يرجع‭ ‬الطريق‭ ‬الأثرى‭ ‬الأطول‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬أصله‭ ‬القديم‭ ‬واصلا‭ ‬بين‭ ‬معبدى‭ ‬الأقصر‭ ‬والكرنك‭.. ‬وفى‭ ‬السطور‭ ‬القادمة‭ ‬نتجول‭ ‬فى‭ ‬المدينة‭ ‬التاريخية‭ ‬القديمة‭ ‬لنرصد‭ ‬التفاصيل‭ ‬الكاملة‭ ‬لعملية‭ ‬الإحياء‭ ‬التاريخية‭ ‬التى‭ ‬تجرى‭ ‬هناك‭.‬

الطريق‭ ‬للمتحف‭ ‬المفتوح

 

تتوالى‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬للدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لمتابعة‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فى‭ ‬الأقصر،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المتابعة‭ ‬بصورة‭ ‬دورية،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬سأقوم‭ ‬بزيارات‭ ‬أخرى‭ ‬متتابعة‭ ‬لحين‭ ‬موعد‭ ‬الافتتاح؛‭ ‬حتى‭ ‬تظهر‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬فى‭ ‬أبهى‭ ‬صورها،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬حريصون‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬أفضل‭ ‬صورة‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬حفل‭ ‬نقل‭ ‬المومياوات‭ ‬كان‭ ‬حدثا‭ ‬فريدا‭ ‬وكان‭ ‬حديث‭ ‬العالم‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬لذا‭ ‬سيتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬أيضا‭.‬

وخلال‭ ‬زيارته‭ ‬الأخيرة‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬المدينة‭ ‬التاريخية‭ ‬تأتى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬اهتمامات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬التوجيهات‭ ‬الرئاسية‭ ‬تتحدد‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬الوجه‭ ‬الحضارى‭ ‬للمدينة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنسيق‭ ‬الحضارى‭ ‬لمبانيها‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءتها‭ ‬وتطويرها‭. ‬وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬التى‭ ‬توضح‭ ‬الجهد‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬شبابنا‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬بتنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬العالمى‭ ‬إعادة‭ ‬كشف‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬والقائمين‭ ‬بأعمال‭ ‬ترميم‭ ‬معبدى‭ ‬الأقصر‭ ‬والكرنك،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بتواجد‭ ‬شباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬متخصصين‭ ‬فى‭ ‬ترميم‭ ‬الآثار،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للآثار؛‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الترميم،‭ ‬ومحاولتهم‭ ‬الدؤوبة‭ ‬لاستعادة‭ ‬الألوان‭ ‬الأصلية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تزين‭ ‬هذه‭ ‬المعابد‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭.‬

شملت‭ ‬جولات‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ومرافقيه‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك،‭ ‬لتفقد‭ ‬أعمال‭ ‬ترميم‭ ‬صالة‭ ‬الأعمدة‭ ‬الكبرى‭ ‬بالمعبد،‭ ‬استعداداً‭ ‬لاحتضان‭ ‬احتفالية‭ ‬افتتاح‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬وصعد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬نقطة‭ ‬فى‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك‭ ‬حيث‭ ‬رأس‭ ‬الأعمدة‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬ترميمها،‭ ‬وأجرى‭ ‬حواراً‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬وشابات‭ ‬يتولون‭ ‬أعمال‭ ‬الترميم‭ ‬أعلى‭ ‬السقالات،‭ ‬وأكد‭ ‬لهم‭ ‬أنه‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬صورهم‭ ‬وهم‭ ‬يعملون‭ ‬فوق‭ ‬السقالات‭ ‬فى‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك،‭ ‬مشيدا‭ ‬بما‭ ‬يبذلونه‭ ‬من‭ ‬جهود،‭ ‬ونقل‭ ‬لهم‭ ‬تحيات‭ ‬الرئيس‭ ‬وتقديره‭ ‬لما‭ ‬يقومون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬رائع‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭.‬

قبلة‭ ‬العاشقين‭ ‬للتراث

وقال‭ ‬د‭. ‬خالد‭ ‬العنانى‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬والآثار‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬سابقة‭ ‬إن‭ ‬الأعمال‭ ‬الجارية‭ ‬بمشروع‭ ‬إعادة‭ ‬كشف‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬قاربت‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬بنسبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تتجاوز‭ ‬97‭% ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬سوى‭ ‬الجزء‭ ‬الخاص‭ ‬بكنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬أعمال‭ ‬إزالة‭ ‬الرديم‭ ‬خلف‭ ‬كنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬باستخدام‭ ‬المعدات‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬لمستوى‭ ‬الأرض‭ ‬الأثرية،‭ ‬وجار‭ ‬حالياً‭ ‬تجهيز‭ ‬الجزء‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬لأعمال‭ ‬بناء‭ ‬وترميم‭ ‬الممشى‭ ‬الحجرى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬وقبلة‭ ‬العاشقين‭ ‬للتراث‭.‬

وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬أنه‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الجانب‭ ‬الغربى‭ ‬من‭ ‬تماثيل‭ ‬الطريق،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬ترك‭ ‬شريط‭ ‬من‭ ‬الرديم‭ ‬الأثرى‭ ‬بعرض‭ ‬3‭ ‬أمتار‭ ‬وبطول‭ ‬الجدار‭ ‬الشرقى‭ ‬لكنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬انتظاراً‭ ‬لاستكمال‭ ‬أعمال‭ ‬هدم‭ ‬هذا‭ ‬الجدار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬أعمال‭ ‬الحفائر‭ ‬الأثرية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬تماثيل‭ ‬الصف‭ ‬الغربى‭ ‬من‭ ‬الطريق،‭ ‬ليتم‭ ‬عقب‭ ‬ذلك‭ ‬تنفيذ‭ ‬السور‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬وتركيب‭ ‬الإضاءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭.‬

ولفت‭ ‬العنانى‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬أعمال‭ ‬الحفائر‭ ‬بالطريق،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬تماثيل‭ ‬أبى‭ ‬الهول‭ ‬فى‭ ‬مواقع‭ ‬الحفائر،‭ ‬وجار‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توثيقها‭ ‬ورفعها‭ ‬تمهيداً‭ ‬لإعادة‭ ‬ترميمها‭ ‬وتركيبها‭ ‬على‭ ‬قواعدها،‭ ‬كما‭ ‬يقوم‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بإعادة‭ ‬تجميع‭ ‬الكتل‭ ‬المختلفة‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬تماثيل‭ ‬أبى‭ ‬الهول‭ ‬لإعادة‭ ‬تركيبها‭ ‬فى‭ ‬أماكنها‭ ‬الأصلية،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬الحفائر‭ ‬الجارية‭ ‬أسفرت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬معاد‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬مبان‭ ‬ملحقة‭ ‬بالطريق،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬تمثال‭ ‬آدمى‭ ‬يحمل‭ ‬ملامح‭ ‬رومانية‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الرملى،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الرملى‭ ‬عليها‭ ‬خرطوش‭ ‬للملكة‭ ‬نفرتيتى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬التلاتات‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬نقوشا‭ ‬ترجع‭ ‬لعصر‭ ‬الملك‭ ‬إخناتون‭.‬

وفى‭ ‬مجموعة‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬العنانى‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬الترميم‭ ‬فى‭ ‬الصالة‭ ‬الكبرى‭ ‬تشمل‭ ‬‮١٣٤‬‭ ‬عمودًا،‭ ‬ارتفاع‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬نحو‮٢٠‬‭ ‬م،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترميم‭ ‬الزخارف‭ ‬والكتابات‭ ‬الهيروغليفية‭ ‬بها،‭ ‬وإظهارها‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترميم‭ ‬تمثال‭ ‬الملك‭ ‬تحتمس‭ ‬الثانى‭ ‬الموجود‭ ‬بالصرح‭ ‬الثامن‭ ‬بمعبد‭ ‬الكرنك،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬الترميم‭ ‬تتم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭ ‬دقيقة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أنسب‭ ‬طرق‭ ‬الترميم‭ ‬والتى‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الحالة‭ ‬الراهنة‭ ‬للأثر،‭ ‬وتتسق‭ ‬مع‭ ‬الأسس‭ ‬العلمية‭ ‬التى‭ ‬أقرتها‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬وأوضح‭ ‬العنانى،‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ ‬الترميم‭ ‬الخاص‭ ‬بوزارة‭ ‬السياحة‭ ‬والآثار‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬خريجى‭ ‬أقسام‭ ‬الترميم‭ ‬بجامعتى‭ ‬الأقصر‭ ‬وجنوب‭ ‬الوادى‭ ‬ومعهد‭ ‬الترميم‭ ‬بالأقصر‭ ‬يتولى‭ ‬أعمال‭ ‬ترميم‭ ‬الأعمدة‭ ‬الكبرى‭ ‬بمعبد‭ ‬الكرنك،‭ ‬وإظهار‭ ‬ألوانها‭ ‬الأصلية‭.‬

وفى‭ ‬الشهور‭ ‬الأخيرة‭ ‬لا‭ ‬يكد‭ ‬يمر‭ ‬أسبوع‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتواجد‭ ‬د‭. ‬مصطفى‭ ‬وزيرى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للآثار‭ ‬فى‭ ‬الأقصر،‭ ‬ليكون‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬البعثة‭ ‬الأثرية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬استكمال‭ ‬كشف‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬‭ ‬الكباش‭ ‬‮«‬‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الإنتهاء‭ ‬من‭ ‬ازالة‭ ‬قصر‭ ‬اندراوس‭ ‬باشا،‭ ‬ونجح‭ ‬وزيرى‭ ‬مع‭ ‬جيش‭ ‬من‭ ‬الأثريين‭ ‬فى‭ ‬اكتشاف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رؤوس‭ ‬الكباش‭ ‬الأثرية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬مطمورة‭ ‬تحت‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬عصور‭ ‬سحيقة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬عتب‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجرانيتى‭ ‬الوردى‭ ‬يحمل‭ ‬خرطوش‭ ‬الملك‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ .‬

هوية‭ ‬موحدة

من‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬المستشار‭ ‬مصطفى‭ ‬ألهم،‭ ‬محافظ‭ ‬الأقصر،‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬لتجديد‭ ‬الهوية‭ ‬البصرية‭ ‬لطريق‭ ‬الكباش‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬فنية‭ ‬تستهدف‭ ‬إضفاء‭ ‬هوية‭ ‬موحدة‭ ‬لمدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬بكاملها،‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬الإنارة‭ ‬على‭ ‬جانبى‭ ‬الطريق‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬الزيارة‭ ‬ليلاً،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استكمال‭ ‬أعمال‭ ‬الرصف‭ ‬والتشجير‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬طريق‭ ‬الكباش،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذى‭ ‬يحقق‭ ‬المظهر‭ ‬الحضارى‭ ‬المميز‭ ‬لهذا‭ ‬الموقع‭ ‬الأثرى‭. ‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬محافظة‭ ‬الأقصر‭ ‬انتهت‭  ‬من‭  ‬طلاء‭ ‬واجهات‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬منزل‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬2000‭ ‬منزل‭ ‬بالمناطق‭ ‬المستهدفة‭ ‬داخل‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر،‭ ‬وذلك‭ ‬استعداداً‭ ‬للاحتفالية‭ ‬المرتقبة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭  ‬7450‭ ‬مترا‭ ‬طولا‭ ‬أعمال‭ ‬بردورات‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬8400‭ ‬م‭.‬ط،‭ ‬بنسبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬89‭%‬،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬28000‭ ‬م‭ .‬ط‭ ‬أعمال‭ ‬انترلوك‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬35000‭ ‬م‭.‬ط،‭ ‬بنسبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬80‭%‬،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬نسبة‭ ‬60‭% ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الرصف‭ ‬التى‭ ‬تشمل‭ ‬16‭ ‬كم‭ ‬بطريق‭ ‬المطار‭ (‬طريق‭ ‬مزدوج‭)‬،‭ ‬و1‭ ‬كم‭ ‬طريق‭ ‬مدخل‭ ‬المعبد‭ ‬وطريق‭ ‬السيد‭ ‬يوسف‭ ‬وطريق‭ ‬الكباش‭ ‬الغربى‭ ‬من‭ ‬كوبرى‭ ‬المطار‭ ‬حتى‭ ‬كوبرى‭ ‬المطحن،‭ ‬وجار‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬البردورات‭ ‬والرصف،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬أعمال‭ ‬الرصف‭ ‬تنتهى‭ ‬بنهاية‭ ‬جميع‭ ‬أعمال‭ ‬المرافق‭.‬

وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬توجه‭ ‬الدولة‭ ‬لاستعادة‭ ‬الوجه‭ ‬الحضارى‭ ‬لمدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬واستمرارا‭ ‬لمشروعات‭ ‬التطوير‭ ‬السابقة‭ ‬التى‭ ‬شملت‭ ‬مشروع‭ ‬الكورنيش‭ ‬العلوى‭ ‬والسفلى‭ ‬وتطوير‭ ‬4‭ ‬ميادين‭ ‬رئيسية‭ ‬وحديقة‭ ‬الطفل‭ ‬وتطوير‭ ‬ساحة‭ ‬سيدى‭ ‬أبو‭ ‬الحجاج‭ ‬وشارع‭ ‬السوق‭ ‬السياحى،‭ ‬ومشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬مرسى‭ ‬سياحى‭ ‬جديد‭ ‬ومرسى‭ ‬معدية‭ ‬الأهالى‭ ‬وضم‭ ‬عدد‭ ‬2‭ ‬عبارة‭ ‬نهرية‭ ‬جديدة‭ ‬ومشروع‭ ‬إعادة‭ ‬إنارة‭ ‬جبل‭ ‬القرنة‭ ‬بالبر‭ ‬الغربى،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬التطوير‭ ‬الأخرى‭ ‬منها‭ ‬تطوير‭ ‬عدد‭ ‬2‭ ‬ميدان‭  ‬وتجميل‭ ‬وتزيين‭ ‬ميادين‭ ‬المدينة‭ ‬حتى‭ ‬تواكب‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬الهام‭ ‬والمرتقب‭.‬

أول‭ ‬كوبرى‭ ‬زجاجى

وذكر‭ ‬محافظ‭ ‬الأقصر‭ ‬تفاصيل‭ ‬إقامة‭ ‬أول‭ ‬كوبرى‭ ‬زجاجى‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬لنهر‭ ‬النيل‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬والانتهاء‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬إحياء‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬العالم‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الكوبرى‭ ‬الزجاجى‭ ‬سوف‭ ‬يقوم‭ ‬بمهمة‭ ‬حماية‭ ‬بقايا‭ ‬المرسى‭ ‬الأثرى‭ ‬للمعبد،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬تنظيف‭ ‬وترميم‭ ‬المرسى‭ ‬الأثرى‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬وإعادة‭ ‬تركيب‭ ‬الأحجار‭ ‬المتساقطة‭ ‬منه،‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬ترسو‭ ‬به‭ ‬مراكب‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأوبت‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭.‬

ويتم‭ ‬خلال‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬تجهيز‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الملكية‭ ‬لتكون‭ ‬معرضا‭ ‬للصور‭ ‬النادرة‭ ‬والتى‭ ‬تروى‭ ‬تاريخ‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬والأقصر‭ ‬وطريق‭ ‬المواكب‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬المعابد‭ ‬وأهم‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأثرية‭ ‬وصور‭ ‬ومناظر‭ ‬للأعياد‭ ‬والاحتفالات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تقام‭ ‬فى‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬وأن‭ ‬الاقصر‭ ‬سوف‭ ‬تصبح‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬القادمه‭ ‬متحفا‭ ‬عالميا‭ ‬مفتوحا‭ ‬ومتعة‭ ‬تسر‭ ‬الناظرين‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬بمدينة‭ ‬الاقصر‭ ‬التى‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬ثلث‭ ‬اثار‭ ‬العالم‭ ‬وتحظى‭ ‬بدعم‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.‬

طريق‭ ‬الكباش‭..‬ القصة‭ ‬الكاملة

 

أيام‭ ‬فقط‭ ‬ويعود‭ ‬أقدم‭ ‬وأطول‭ ‬أثر‭ ‬أقيم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬دينى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الظهور‭ ‬ليتحقق‭ ‬الحلم‭ ‬الذى‭ ‬ظل‭ ‬يداعب‭ ‬الأثريين‭ ‬ومحبى‭ ‬الثقافة‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وحدها‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬كامل‭.‬

يعتبر‭ ‬طريق‭ ‬أبوالهول‭ ‬‮«‬الكباش‮»‬‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الطرق‭ ‬المقدسة‭ ‬التى‭ ‬شيدتها‭ ‬حضارة‭ ‬قديمة‭ ‬للربط‭ ‬بين‭ ‬منطقتين‭ ‬مقدستين‭ ‬وتزينه‭ ‬بطريقة‭ ‬عبقرية‭ ‬وفريدة‭.‬

كان‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬مخصصاً‭ ‬للاحتفالات‭ ‬والمواكب‭ ‬الدينية‭ ‬وهو‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬بمعبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬كان‭ ‬يستخدم‭ ‬فى‭ ‬الأعياد،‭ ‬وأهمها‭ ‬عيد‭ ‬‮«‬الأوبت‮»‬‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬زواج‭ ‬الإله‭ ‬‮«‬آمون‮»‬‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬الآلهة‭ ‬‮«‬موت‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ينتقل‭ ‬فيه‭ ‬الإله‭ ‬‮«‬آمون‮»‬‭ ‬من‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك،‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ ‬مقراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬وهو‭ ‬منزله‭ ‬الخاص،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الحريم‭ ‬الجنوبى‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬يحتفل‭ ‬بهذا‭ ‬العيد‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬‮«‬بابة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬موسم‭ ‬الفيضان،‭ ‬وكان‭ ‬موكب‭ ‬الإله‭ ‬المقدس‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬بالمراكب‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬الموكب‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬يستمر‭ ‬أحد‭ ‬عشر‭ ‬يوماً‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬ووصلت‭ ‬الاحتفالات‭ ‬إلى‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬يوماً‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬التاسعة‭ ‬عشر،‭ ‬وازدادت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬سبعة‭ ‬وعشرين‭ ‬يوماً‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬العشرين‭.‬

وقد‭ ‬سجلت‭ ‬مناظر‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬‮«‬الأوبت‮»‬‭ ‬تفصيلاً‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬صالة‭ ‬الأربعة‭ ‬عشر‭ ‬عموداً‭ ‬بمعبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬ويرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬المناظر‭ ‬لعصر‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‮»‬‭ (‬‮١٣٣٣‬‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬موكب‭ ‬المراكب‭ ‬المقدسة‭ ‬يتقدمها‭ ‬حَمَلَة‭ ‬الأعلام‭ ‬والجنود‭ ‬وجميع‭ ‬طوائف‭ ‬الشعب‭ ‬فى‭ ‬كرنڤال‭ ‬دينى‭ ‬شعبى‭ ‬رائع،‭ ‬حيث‭ ‬تصور‭ ‬المراكب‭ ‬المقدسة‭ ‬لثالوث‭ ‬طيبة‭ ‬وهى‭ ‬تبحر‭ ‬فى‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬ويقوم‭ ‬بجرها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬يتقدمهم‭ ‬كهنة‭ ‬آمون‭ ‬والأمراء‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬تصور‭ ‬المناظر‭ ‬الأضحيات‭ ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬لآمون‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العيد،‭ ‬وأما‭ ‬عودة‭ ‬الموكب‭ ‬المقدس‭ ‬إلى‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬فكانت‭ ‬تحمل‭ ‬فيه‭ ‬المراكب‭ ‬على‭ ‬الأعناق‭ ‬بواسطة‭ ‬كهنة‭ ‬آمون‭ ‬ثم‭ ‬تعود‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬أيضاً،‭ ‬وصورت‭ ‬هذه‭ ‬المناظر‭ ‬فى‭ ‬أماكن‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬الجدران‭ ‬الخارجية‭ ‬لمقصورة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬حيث‭ ‬يتقدمها‭ ‬مركب‭ ‬آمون‭ ‬رع‭ ‬والتى‭ ‬يميزها‭ ‬تمثال‭ ‬رأس‭ ‬كبش‭ ‬رمز‭ ‬الإله‭ ‬آمون‭ ‬رع،‭ ‬وقد‭ ‬اغتصب‭ ‬ملوك‭ ‬الأسرة‭ ‬‮١٨‬‭ ‬و‮١٩‬‭ ‬هذه‭ ‬التماثيل‭ ‬لأنفسهم‭ ‬حيث‭ ‬نقش‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬آى‮»‬‭ ‬و«حور‭ ‬محب‮»‬‭ ‬أسماءهما‭ ‬فوق‭ ‬خراطيش‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‭.‬

ثم‭ ‬قام‭ ‬كهنة‭ ‬الأسرة‭ ‬‮٢١‬‭ ‬بترميم‭ ‬هذه‭ ‬التماثيل،‭ ‬حيث‭ ‬نقش‭ ‬حريحور‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬إحداهما‭ ‬نصا‭ ‬يذكر‭ ‬فيه‭ ‬قيامه‭ ‬بترميم‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭.‬

حتى‭ ‬جاء‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬نختنبو‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬مؤسس‭ ‬الأسرة‭ ‬الثلاثين‭ ‬الفرعونية‭ (‬‮٣٨٠‬‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬بتشييد‭ ‬الصورة‭ ‬النهائية‭ ‬لطريق‭ ‬‮«‬أبوالهول‮»‬‭ ‬المقدس‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬ومعبد‭ ‬الأقصر‭ ‬بالصورة‭ ‬التى‭ ‬عليها‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬شيد‭ ‬طريقا‭ ‬يربط‭ ‬الطريق‭ ‬القادم‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬البيلون‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬الكرنك‭ ‬بمعبد‭ ‬موت‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬الغرب‭ ‬بطول‭ ‬‮٢٠٠‬م،‭ ‬ثم‭ ‬يتحول‭ ‬بزاوية‭ ‬قائمة‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬ومن‭ ‬زاوية‭ ‬تلاقى‭ ‬الطريقين‭ ‬أنشأ‭ ‬طريقا‭ ‬مرصوفا‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬الغرب‭ ‬مازالت‭ ‬أغلب‭ ‬أجزائه‭ ‬أسفل‭ ‬منازل‭ ‬الكرنك‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬الكباش،‭ ‬ونقش‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التماثيل‭ ‬الواقعة‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬نص‭ ‬تذكارى‭ ‬يذكر‭ ‬فيه‭ (‬لقد‭ ‬أنشأت‭ ‬طريقا‭ ‬جميلا‭ ‬لـ«آمون‭- ‬رع‮»‬‭ ‬محاطا‭ ‬بالأسوار‭ ‬ومزروعا‭ ‬بالأشجار‭ ‬ومُزين‭ ‬بالزهور‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬أنشأه‭ ‬الملك‭ ‬لأبيه‭ ‬‮«‬آمون‮»‬‭ ‬لكى‭ ‬يُبحر‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬‮«‬أبت‭- ‬ريسيت‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬طريق‭ ‬أجمل‭ ‬منه‭ ‬شُيد‭ ‬من‭ ‬قبل‭).‬

ومن‭ ‬المناظر‭ ‬والنقوش‭ ‬وفى‭ ‬عصور‭ ‬مختلفة‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬الأوبت‭ ‬لثالوث‭ ‬طيبة‭ ‬المقدس‭ ‬كان‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬ويعود‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭- ‬حيث‭ ‬تصور‭ ‬مناظر‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‭ ‬ذلك‭- ‬أيضاً‭ ‬مناظر‭ ‬رمسيس‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬العشرين‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬والمصور‭ ‬على‭ ‬الجدار‭ ‬الخارجى‭ ‬الغربى‭ ‬لمعبده‭ ‬الصغير‭ ‬فى‭ ‬الفناء‭ ‬الأول‭ ‬للكرنك‭ ‬فهى‭ ‬تصور‭ ‬ذهاب‭ ‬وعودة‭ ‬المراكب‭ ‬المقدسة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬النهر،‭ ‬وأيضاً‭ ‬مناظر‭ ‬عيد‭ ‬الأوبت‭ ‬على‭ ‬الجدار‭ ‬الغربى‭ ‬الداخلى‭ ‬فى‭ ‬معبد‭ ‬خونسو‭ ‬والتى‭ ‬ترجع‭ ‬لعصر‭ ‬حريحور‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬الحادية‭ ‬والعشرين،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬سيرى‭ ‬النور‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ليحكى‭ ‬عن‭ ‬عظمة‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة،‭ ‬ويضيف‭ ‬إلى‭ ‬محافظة‭ ‬الأقصر‭ ‬معلماً‭ ‬أثرياً‭ ‬وسياحياً‭ ‬جديداً،‭ ‬يُضاف‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬طيبة‭ ‬القديم‭.‬

بدأ‭ ‬العمل‭ ‬بمشروع‭ ‬بمشروع‭ ‬إحياء‭ ‬الطريق‭ ‬القديم‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬بتكلفة‭ ‬مبدئية‭ ‬تم‭ ‬تقديرها‭ ‬بــ‭ ‬240‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬وبلغ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬صرفه‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬579‭ ‬مليون‭ ‬جنيه،‭ ‬وتوقف‭ ‬العمل‭ ‬بالمشروع‭ ‬عقب‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬واستؤنف‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬سبتمبر‭ ‬2016‭ ‬بعد‭ ‬إصرار‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬تنفيذه‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضيفه‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬لمصر‭ ‬والمصريين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ينتظر‭ ‬افتتاحه،‭ ‬هنا‭ ‬نكشف‭ ‬القصة‭ ‬الكاملة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬المسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬الكباش‮»‬‭.‬

البداية‭ ‬كنا‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬عليها،‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬حمل‭ ‬الدكتور‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬محافظ‭ ‬الأقصر‭ ‬الأسبق‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬مهمة‭ ‬إعادة‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬الأثرى،‭ ‬مستعينا‭ ‬بفكرة‭ ‬عايشناها‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬الأثرى‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬فى‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬حيث‭ ‬ظل‭ ‬الرجل‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬صمت‭ ‬وحماس‭ ‬كبيرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬الذى‭ ‬تملكه‭ ‬وقتها،‭ ‬إذ‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬سالف‭ ‬عصره،‭ ‬فبدأ‭ ‬أعمال‭ ‬تنقيب‭ ‬فى‭ ‬الجزء‭ ‬الجنوبى‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك‭ ‬وبالقرب‭ ‬من‭ ‬معبد‭ ‬موت،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬المنطقة‭ ‬شبه‭ ‬فارغة‭ ‬من‭ ‬التعديات‭ ‬وبدأت‭ ‬أعمال‭ ‬حفر‭ ‬وتنقيب‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬اكتشاف‭ ‬تماثيل‭ ‬ورؤوس‭ ‬تماثيل‭.‬

هذه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأولية‭ ‬شجعت‭ ‬المسئولين‭ ‬يومها‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المشروع‭ ‬باهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المركز‭ ‬الإنمائى‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يضع‭ ‬الأقصر‭ ‬فى‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬وبالفعل‭ ‬وضع‭ ‬المركز‭ ‬خطة‭ ‬عالمية‭ ‬لتطوير‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬وجعلها‭ ‬متحفا‭ ‬مفتوحا‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأعظم‭ ‬المدن‭ ‬التراثية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬وأعد‭ ‬نموذجا‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬مخطط‭ ‬التنمية‭ ‬الشامل‭ ‬لتطوير‭ ‬الأقصر‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وبالتحديد‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1994‭.‬

لكن‭ ‬الخطة‭ ‬ظلت‭ ‬حبيسة‭ ‬الأدراج‭ ‬بضع‭ ‬سنين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬الدكتور‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬مسئوليته‭ ‬كرئيس‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمدينة‭ ‬الأقصر،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬الفكرة‭ ‬تعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للأذهان،‭ ‬وحمل‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬مهمة‭ ‬تحقيق‭ ‬خطة‭ ‬النهوض‭ ‬بمدينة‭ ‬الأقصر،‭ ‬وإعدادها‭ ‬كمتحف‭ ‬مفتوح،‭ ‬وأن‭ ‬يعيدها‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬عاصمة‭ ‬مركزية‭ ‬لأقدم‭ ‬وأهم‭ ‬حضارة‭ ‬عرفها‭ ‬الإنسان‭. ‬أعجب‭ ‬الرجل‭ ‬بالفكرة‭ ‬وعرضها‭ ‬على‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬نظيف‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬آنذاك‭ ‬فتحمس‭ ‬للفكرة‭ ‬ووجه‭ ‬بوضع‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬اهتمامات‭ ‬الحكومة‭ ‬وقتها‭ ‬باعتبار‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬للأقصر‭ ‬بهاءها‭ ‬القديم‭ ‬كأعظم‭ ‬مدينة‭ ‬أثرية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.‬

بداية‭ ‬المشروع

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬منصور‭ ‬بريك‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬آثار‭ ‬مصر‭ ‬العليا‭ ‬السابق‭ ‬الذى‭ ‬شهد‭ ‬بداية‭ ‬المشروع‭ ‬إن‭ ‬الدكتور‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬حمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬فكرة‭ ‬إعادة‭ ‬كشف‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬ترجع‭ ‬أهميته‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أول‭ ‬طريق‭ ‬شيده‭ ‬الإنسان‭ ‬بوازع‭ ‬دينى‭ ‬واستغرق‭ ‬1500‭ ‬عام‭ ‬ليكون‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬إبداع‭ ‬الفن‭ ‬والعمارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬حيث‭ ‬تبارى‭ ‬معظم‭ ‬ملوك‭ ‬وأمراء‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬إنشائه‭ ‬تقربا‭ ‬للآلهة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬إنجاز‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬كشف‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬فرج‭ ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬سوى‭ ‬جزء‭ ‬قليل‭ ‬جدا‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬نجع‭ ‬أبوعصبة‭ ‬عند‭ ‬بوابة‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬الجنوبية‭.‬

ويؤكد‭ ‬د‭. ‬بريك‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬ربط‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬بمعبد‭ ‬الأقصر‭ ‬بطريق‭ ‬هى‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬أشهر‭ ‬ملوك‭ ‬الأسرة‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬حيث‭ ‬شيدت‭ ‬6‭ ‬مقاصير‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬للاستراحة‭ ‬خلال‭ ‬موكب‭ ‬الإله‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬التزاوج‭ ‬السنوية‭ ‬بين‭ ‬الإله‭ ‬أمون‭ ‬الذى‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬لزيارة‭ ‬زوجته‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬الحريم‭ ‬الجنوبى‭ ‬الذى‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬حاليا‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬ومما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬ما‭ ‬سجلته‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬بفخر‭ ‬عن‭ ‬تشييدها‭ ‬المقاصير‭ ‬الست‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬مقصورتها‭ ‬الحمراء‭ ‬الشهيرة‭ ‬بمعابد‭ ‬الكرنك‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬أمنحوتب‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬الطريق‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬عام‭ ‬فالحقيقة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬ملوك‭ ‬وفراعنة‭ ‬مصر‭ ‬حرصوا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬التشييد‭ ‬المستمرة‭ ‬بعد‭ ‬امنحوتب،‭ ‬من‭ ‬حتشبسوت‭ ‬إلى‭ ‬رمسيس‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬نختنبو‭ ‬الأول‭ ‬مؤسس‭ ‬الأسرة‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬آخر‭ ‬أسرات‭ ‬عصر‭ ‬الفراعنة‭ ‬والذى‭ ‬يرجع‭ ‬إليه‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬يزيد‭ ‬طوله‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬كيلو‭ ‬مترات‭ ‬لو‭ ‬حسبنا‭ ‬بعض‭ ‬التفريعات‭ ‬فى‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬أمام‭ ‬معبدى‭ ‬موت‭ ‬وخونسو‭.‬

تعديات‭ ‬بالجملة

سألت‭ ‬الدكتور‭ ‬منصور‭ ‬بريك‭ ‬الذى‭ ‬ساهم‭ ‬فى‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعثة‭ ‬أثرية‭ ‬شكلتها‭ ‬هيئة‭ ‬الآثار‭ ‬عن‭ ‬الداعى‭ ‬الأساسى‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المشروع؟‭ ‬فأجابنى‭ ‬بقوله‭ ‬إنه‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬بدأت‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬بإقامة‭ ‬المنازل‭ ‬والمصالح‭ ‬الحكومية‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعديات‭ ‬الزراعية‭ ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬حصر‭ ‬هذه‭ ‬التعديات،‭ ‬وفى‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬بدأ‭ ‬عمل‭ ‬لجنة‭ ‬حصر‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬التى‭ ‬شكلها‭ ‬الدكتور‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬تلاها‭ ‬تكوين‭ ‬فرق‭ ‬الإزالة‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬إزالة‭ ‬1750‭ ‬منزلا‭ ‬و6‭ ‬مساجد‭ ‬بينها‭ ‬مسجدان‭ ‬أثريان‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقابر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬ودول‭ ‬الكومنولث‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬9‭ ‬سفراء‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬تلك‭ ‬المقابر‭ ‬إلى‭ ‬مقابر‭ ‬بديلة‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬طيبة‭ ‬الجديدة‭ ‬تم‭ ‬تخصيصها‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬10‭ ‬أفدنة‭ ‬كاملة،‭ ‬وكذلك‭ ‬تم‭ ‬إزالة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬الحكومية‭ ‬أبرزها‭ ‬قسم‭ ‬شرطة‭ ‬الأقصر،‭ ‬ومحكمة‭ ‬الأقصر،‭ ‬والسنترال،‭ ‬وتحويل‭ ‬مسار‭ ‬مرافق‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬ماء‭ ‬وكهرباء‭ ‬وصرف‭ ‬صحى،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬خطوط‭ ‬التليفونات‭ ‬الأرضية‭ ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬إلا‭ ‬كنيستان‭ ‬ظلتا‭ ‬تشغلان‭ ‬الطريق‭.‬

أهم‭ ‬المعالم‭ ‬الأثرية

يعد‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الطرق‭ ‬المقدسة‭ ‬التى‭ ‬شيدها‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخه،‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المعالم‭ ‬الأثرية‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬الأقصر،‭ ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬الطرق‭ ‬المقدسة‭ ‬من‭ ‬قديم‭ ‬الأزل‭ ‬حيث‭ ‬عرفت‭ ‬بالطرق‭ ‬الصاعدة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تربط‭ ‬معبد‭ ‬الوادى‭ ‬والمعبد‭ ‬الجنائزى‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الأهرامات‭ ‬ثم‭ ‬تبعها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬القصيرة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬المعابد‭ ‬الدينية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭.‬

يرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬كما‭ ‬تذكر‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ (‬1508‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭) ‬التى‭ ‬يحيط‭ ‬بحكمها‭ ‬الغموض‭ ‬حيث‭ ‬تولت‭ ‬العرش‭ ‬منفردة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يشاركها‭ ‬الملك‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث،‭ ‬وشيدت‭ ‬حتشبسوت‭ ‬مقصورتها‭ ‬الحمراء‭ ‬داخل‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك،‭ ‬وقامت‭ ‬بتشييد‭ ‬طريق‭ ‬يربط‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك‭ ‬بمعبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬شيدت‭ ‬6‭ ‬مقاصير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬وكان‭ ‬لكل‭ ‬مقصورة‭ ‬اسمها،‭ ‬وتعتبر‭ ‬تلك‭ ‬المقاصير‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬شيدته‭ ‬تلك‭ ‬الملكة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬المقدس،‭ ‬ثم‭ ‬تبعها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملوك‭ ‬فى‭ ‬تزيين‭ ‬وتشييد‭ ‬الطريق‭ ‬نذكر‭ ‬منهم‭ ‬تحتمس‭ ‬الرابع‭ (‬1391‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬ثم‭ ‬امنحتب‭ ‬الثالث‭ (‬1388‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬وتوت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‭ (‬1334‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬فرمسيس‭ ‬الثانى‭ (‬1278ق‭.‬م‭) ‬نهاية‭ ‬بالملك‭ ‬نختنبو‭ ‬الأول‭ (‬380‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬أول‭ ‬ملوك‭ ‬الأسرة‭ ‬الثلاثين‭ ‬الفرعونية‭.‬

طريق‭ ‬الإله

أطلق‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬اسم‭ (‬وات‭ ‬نثر‭) ‬بمعنى‭ ‬طريق‭ ‬الإله،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عرضه‭ ‬36‭ ‬مترا‭ ‬وطوله‭ ‬2700‭ ‬متر‭ ‬ويصطف‭ ‬على‭ ‬جانبيه‭ ‬1200‭ ‬تمثال،‭ ‬كل‭ ‬تمثال‭ ‬تم‭ ‬نحته‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الرملى‭ ‬على‭ ‬هيئتين،‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬جسم‭ ‬أسد‭ ‬ورأس‭ ‬إنسان‭ ‬ويرمز‭ ‬شكل‭ ‬الأسد‭ ‬إلى‭ ‬إله‭ ‬الشمس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬القديمة،‭ ‬أما‭ ‬الهيئة‭ ‬الثانية‭ ‬فهى‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬جسم‭ ‬كبش‭ ‬ورأس‭ ‬كبش‭ ‬ويرمز‭ ‬الكبش‭ ‬إلى‭ ‬الإله‭ ‬‮«‬خنوم‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الإله‭ ‬الخالق‭ ‬الذى‭ ‬صنع‭ ‬البشرية‭ ‬فى‭ ‬الديانة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬التمثال‭ ‬5‭ ‬أمتار‭ ‬وعرضة‭ ‬135سم‭ ‬وارتفاعه‭ ‬2متر‭ ‬و75‭ ‬سم‭ ‬ويبلغ‭ ‬وزنة‭ ‬5‭ ‬أطنان،‭ ‬ويربض‭ ‬فوق‭ ‬قاعدة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الرملى‭ ‬أبعادها‭ ‬230سم‭ ‬×120سم‭ ‬ويبعد‭ ‬كل‭ ‬تمثال‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭ ‬بمسافة‭ ‬3‭ ‬أمتار‭ ‬وتتوسطها‭ ‬أحواض‭ ‬الزهور‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تجمل‭ ‬وتزين‭ ‬الطريق،‭ ‬وتؤكد‭ ‬المراجع‭ ‬أن‭ ‬قدماء‭ ‬المصريين‭ ‬استخدموا‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬الاحتفالات‭ ‬وأطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬أو‭ ‬الاحتفالات‭ ‬خاصة‭ ‬‮«‬الأوبيت‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬يسير‭ ‬الملك‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬موكب‭ ‬مهيب‭ ‬خلف‭ ‬الزوارق‭ ‬المقدسة‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬تماثيل‭ ‬الآلهة‭ ‬وبجانبه‭ ‬كبار‭ ‬الكهنة‭ ‬والوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الدولة‭.‬

الأوبيت‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬المعابد

كان‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬ربط‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬الحريم‭ ‬الجنوبى‭ ‬بمعابد‭ ‬الكرنك‭ ‬بيت‭ ‬الإله‭ ‬آمون‭ ‬رع‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬وأيضا‭ ‬الاحتفال‭ ‬بأعياد‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬وأهمها‭ ‬‮«‬عيد‭ ‬الاوبت‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأعياد‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬وكان‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬موسم‭ ‬الفيضان‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الفيضان‭ ‬يغطى‭ ‬أرض‭ ‬مصر،‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المواسم‭ ‬القديمة‭ ‬ويأتى‭ ‬بعده‭ ‬موسم‭ ‬الزراعة‭ ‬أو‭ ‬بذر‭ ‬البذور‭ ‬وزراعة‭ ‬الأرض‭ ‬التى‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬عليها‭.‬

تم‭ ‬تصوير‭ ‬احتفالات‭ ‬عيد‭ ‬الاوبت‭ ‬بالتفصيل‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬امون‭ (‬1334‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭) ‬وتوضح‭ ‬تلك‭ ‬النقوش‭ ‬والرسومات‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬المصريون‭ ‬القدماء‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تخرج‭ ‬الزوارق‭ ‬المقدسة‭ ‬من‭ ‬مقاصيرها‭ ‬فى‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬فى‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬مستخدمة‭ ‬النيل‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬لتظل‭ ‬به‭ ‬مده‭ ‬كانت‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬يوم‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عبر‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬احتفال‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬موطنها‭ ‬الأصلى‭ ‬داخل‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك،‭ ‬وطريق‭ ‬الكباش‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬مقدس‭ ‬لا‭ ‬يستخدمه‭ ‬العامة‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مقصورا‭ ‬على‭ ‬الاحتفالات‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬خاصة‭ ‬عيد‭ ‬الاوبت‭.‬

تغيرات‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬الطريق

هل‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬الموجود‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬شيدته‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت؟‭ ‬يقول‭ ‬د‭.‬بريك‭ ‬إن‭ ‬دراسة‭ ‬طبقات‭ ‬الأرض‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الباحثون‭ ‬عند‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬شيدته‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬فى‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬الموجود‭ ‬حاليا‭ ‬الذى‭ ‬شيده‭ ‬الملك‭ ‬نختنبو‭ ‬الأول،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬مقصورة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬حرى‭ ‬حور‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬تم‭ ‬تشييدها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الأسرة‭ ‬الـ‭ ‬21‭ ‬وكشف‭ ‬عنها‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬فى‭ ‬حفرياته‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الطرق‭ ‬أيضا‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬والأقصر‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬الموجود‭ ‬أمام‭ ‬الصرح‭ ‬الأول‭ ‬الذى‭ ‬ربما‭ ‬شيده‭ ‬الملك‭ ‬رمسيس‭ ‬الثانى،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬موجودا‭ ‬قبله‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬امنحتب‭ ‬الثالث‭ ‬واغتصبه‭ ‬الملك‭ ‬رمسيس‭ ‬الثانى‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأيضا‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬الصرح‭ ‬العاشر‭ ‬حتى‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬والذى‭ ‬توالى‭ ‬على‭ ‬إنشائه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملوك‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬امنحتب‭ ‬الثانى‭ ‬ثم‭ ‬تبعه‭ ‬الملك‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الطريق‭ ‬الذى‭ ‬يمتد‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬الذى‭ ‬شيده‭ ‬الملك‭ ‬امنحتب‭ ‬الثالث،‭ ‬وقد‭ ‬شاهد‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬عدة‭ ‬تغيرات‭ ‬ربما‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬اخناتون‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بتدمير‭ ‬بعض‭ ‬رؤوس‭ ‬الكباش‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ترمز‭ ‬للإله‭ ‬آمون‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الموجود‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬خونسو‭ ‬والقطاع‭ ‬يربط‭ ‬طريق‭ ‬أبو‭ ‬الهول‭ ‬من‭ ‬الصرح‭ ‬العاشر‭ ‬إلى‭ ‬معبد‭ ‬موت‭.‬

زكريا‭ ‬غنيم‭ ‬وأول‭ ‬اكتشاف

أول‭ ‬من‭ ‬اكتشف‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬أبو‭ ‬الهول‭ ‬هو‭ ‬الدكتور‭ ‬زكريا‭ ‬غنيم‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1949م‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بالتنظيف‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬وكشف‭ ‬أول‭ ‬8‭ ‬تماثيل‭ ‬لأبو‭ ‬الهول‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬بداية‭ ‬لطريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى،‭ ‬ثم‭ ‬تبعه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ (‬1958-1960م‭) ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬عندما‭ ‬أمر‭ ‬بتنظيف‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬وإزالة‭ ‬التعديات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬فقام‭ ‬المرحوم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬14تمثالا‭ ‬سبعة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬اتجاه‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭.‬

ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أكمل‭ ‬الكشف‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1961‭- ‬1964م‭ ‬حيث‭ ‬استكمل‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬حتى‭ ‬قسم‭ ‬شرطة‭ ‬الأقصر‭ ‬القديم‭ ‬وجامع‭ ‬المقشقش،‭ ‬وتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬64‭ ‬تمثالا‭ ‬على‭ ‬جانبى‭ ‬الطريق،‭ ‬وكشف‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬مدينة‭ ‬رومانية‭.‬

حلم‭ ‬اكتشاف‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬ظل‭ ‬يراود‭ ‬أغلب‭ ‬الأثريين‭ ‬ولكن‭ ‬التعديات‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬والتى‭ ‬امتدت‭ ‬بطوله‭ ‬الذى‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬2‭,‬700‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬حتى‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك‭ ‬كانت‭ ‬تعيق‭ ‬الأثريين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬استكمال‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬حيث‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬الجزء‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬الغرب‭ ‬حتى‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬بجوار‭ ‬طريق‭ ‬المطار‭ ‬وجزء‭ ‬بجوار‭ ‬نجع‭ ‬أبو‭ ‬عصبة،‭ ‬وظل‭ ‬الحلم‭ ‬يراود‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬كاملا‭ ‬حتى‭ ‬جاءت‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية‭ ‬الفارقة‭ ‬فى‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬عندما‭ ‬جاء‭ ‬الدكتور‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬رئيسا‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬ثم‭ ‬محافظا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لينفذ‭ ‬خطة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬التى‭ ‬شملت‭ ‬إعادة‭ ‬كشف‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬وإزالة‭ ‬منازل‭ ‬القرنة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬فوق‭ ‬المقابر‭ ‬الأثرية‭ ‬فى‭ ‬البر‭ ‬الغربى‭. ‬

الاحتلال‭ ‬الرومانى

قبل‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬بالتفصيل‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬المقدس‭ ‬ظل‭ ‬مستخدما‭ ‬من‭ ‬العصور‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬حتى‭ ‬دخول‭ ‬الرومان‭ ‬الذين‭ ‬حولوا‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬المعسكر‭ ‬الرومانى‭ ‬المحصن‭ ‬أو‭ ‬ثكنة‭ ‬عسكرية‭ ‬وشيدوا‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأسوار‭ ‬من‭ ‬الطوب‭ ‬الأحمر‭ ‬حول‭ ‬المعبد‭ ‬وأغلق‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬ومن‭ ‬يومها‭ ‬أغلق‭ ‬الطريق‭ ‬وأهمل‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يستخدم،‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬وقتها‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأوبت‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأعياد‭ ‬الرسمية‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬عالقة‭ ‬فى‭ ‬أذهان‭ ‬المصريين‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬الإسلام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتبين‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬حيث‭ ‬تتكرر‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬بمولد‭ ‬العارف‭ ‬بالله‭ ‬سيدى‭ ‬أبو‭ ‬الحجاج‭ ‬الأقصرى‭ ‬حيث‭ ‬يخرج‭ ‬أهالى‭ ‬الأقصر‭ ‬حاملين‭ ‬الزوارق‭ ‬والمراكب‭ ‬ويطوفون‭ ‬بها‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬فى‭ ‬ليلة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمولد‭ ‬أبو‭ ‬الحجاج‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الدورة‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬ما‭ ‬صلة‭ ‬أبو‭ ‬الحجاج‭ ‬بهذه‭ ‬الزوارق‭ ‬أو‭ ‬المراكب‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬العيد‭ ‬ظل‭ ‬راسخا‭ ‬فى‭ ‬عقول‭ ‬المصريين‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬الإسلام‭.‬

مشروع‭ ‬الإحياء

بدأ‭ ‬مشروع‭ ‬الإحياء‭ ‬بتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬بحث‭ ‬كبير‭ ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬الفعلى‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬واستمر‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وتوقفت‭ ‬الأعمال‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬2011م‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬نجحت‭ ‬أجهزة‭ ‬الأقصر‭ ‬فى‭ ‬إزالة‭ ‬جميع‭ ‬التعديات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تغطى‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬وبدأ‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الأثريين‭ ‬يقودهم‭ ‬منصور‭ ‬بريك‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬ولإحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬وتسجيل‭ ‬الطبقات‭ ‬الأثرية‭ ‬وتوثيقها‭ ‬علميا‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬فرق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأثريين‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬الطريق‭ ‬الخمسة،‭ ‬والتى‭ ‬تم‭ ‬تقسيمها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬القطاع‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬والذى‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬حديقة‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬الوليد‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬مقامة‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬ومحصورة‭ ‬بين‭ ‬مسجد‭ ‬المقشقش‭ ‬وسنترال‭ ‬الأقصر،‭ ‬ثم‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬مختص‭ ‬بالقطاع‭ ‬خلف‭ ‬كنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء،‭ ‬ثم‭ ‬فريق‭ ‬ثالث‭ ‬مختص‭ ‬بالقطاع‭ ‬خلف‭ ‬مكتبة‭ ‬الأقصر‭ ‬وفريق‭ ‬رابع‭ ‬مختص‭ ‬بالقطاع‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬خونسو‭ ‬ثم‭ ‬فريق‭ ‬خامس‭ ‬مختص‭ ‬بالقطاع‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬المطار‭ ‬حتى‭ ‬معبد‭ ‬موت،‭ ‬واستمرت‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الأثرية‭ ‬العلمية‭ ‬بأعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬وتواصلت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬حتى‭ ‬2011‭ ‬لمدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬كامله،‭ ‬وانتهوا‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬جميع‭ ‬المعالم‭ ‬الأثرية‭ ‬لهذا‭ ‬الطريق‭ ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬الجزء‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يقع‭ ‬فوقه‭ ‬طريق‭ ‬شارع‭ ‬المطار‭ ‬وطريق‭ ‬المطحن،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬انشاء‭ ‬كوبرى‭ ‬فوقهما‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬استكمال‭ ‬أعمال‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬كليا‭.‬

نعمة‭ ‬الفيضان

قبل‭ ‬بداية‭ ‬الحفر‭ ‬قام‭ ‬فريق‭ ‬الأثريين‭ ‬بقيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬منصور‭ ‬بريك‭ ‬بدراسة‭ ‬طبيعة‭ ‬التربة‭ ‬لمعرفة‭ ‬تتابع‭ ‬الطبقات‭ ‬الأثرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديد‭ ‬وقت‭ ‬تدمير‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬ومتى‭ ‬توقفت‭ ‬الاحتفالات‭ ‬عليه،‭ ‬وتبين‭ ‬بالحفر‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬قد‭ ‬أهمل‭ ‬تماما‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الرومانى‭ ‬وتم‭ ‬تدمير‭ ‬أجزاء‭ ‬كثيرة‭ ‬منه،‭ ‬واستخدمت‭ ‬بعض‭ ‬التماثيل‭ ‬وبعض‭ ‬رؤوس‭ ‬التماثيل‭ ‬كأساسات‭ ‬لمبان‭ ‬وبيوت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العصر‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الواقع‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر،‭ ‬وأثبتت‭ ‬دراسة‭ ‬طبقات‭ ‬التربة‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬العصر‭ ‬البطلمى‭ ‬إلى‭ ‬فيضان‭ ‬ضخم‭ ‬حمله‭ ‬بطبقات‭ ‬كثيفة‭ ‬من‭ ‬طمى‭ ‬النيل،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الفيضان‭ ‬بمثابة‭ ‬منقذ‭ ‬لأنه‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التماثيل‭ ‬فى‭ ‬أماكنها،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬سقطت‭ ‬بفعل‭ ‬اندفاع‭ ‬المياه‭ ‬بجوار‭ ‬قواعدها،‭ ‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬أعمال‭ ‬دراسة‭ ‬طبقات‭ ‬التربة‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬العصر‭ ‬الرومانى‭ ‬تحولت‭ ‬أجزاء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬للعيش‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬حقول‭ ‬زراعية،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تم‭ ‬حفظ‭ ‬جميع‭ ‬الطبقات‭ ‬الأثرية‭ ‬أسفل‭ ‬هذه‭ ‬التعديات،‭ ‬ماعدا‭ ‬الجزء‭ ‬الواقع‭ ‬خلف‭ ‬كنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬والذى‭ ‬احتلته‭ ‬منازل‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬عزبة‭ ‬الصفيح،‭ ‬وتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬الطريق‭ ‬والتماثيل‭ ‬المهشمة‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭.‬

بداية‭ ‬أعمال‭ ‬الكشف

قبل‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬قامت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لآثار‭ ‬الأقصر‭ ‬بإعادة‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬البوابة‭ ‬الرومانية‭ ‬الواقعة‭ ‬شرق‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬والتى‭ ‬أنشأها‭ ‬الرومان‭ ‬عندما‭ ‬حولوا‭ ‬المعبد‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬روماني،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬البوابة‭ ‬مغطاة‭ ‬بالحشائش‭ ‬وتحيط‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الأحجار‭ ‬الأثرية،‭ ‬ومن‭ ‬المصادفات‭ ‬العجيبة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬12‭ ‬تمثالا‭ ‬لأبى‭ ‬الهول‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬استخدمها‭ ‬الرومان‭ ‬كأساسات‭ ‬لأبراج‭ ‬تلك‭ ‬البوابة‭ ‬مما‭ ‬أعطى‭ ‬أملا‭ ‬لإدارة‭ ‬منطقة‭ ‬آثار‭ ‬الأقصر‭ ‬بأنه‭ ‬سيتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التماثيل‭ ‬عند‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭. ‬بعدها‭ ‬استمرت‭ ‬أعمال‭ ‬إزالة‭ ‬للتعديات‭ ‬الواقعة‭ ‬فوق‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬حتى‭ ‬انتهت‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2006‭ .‬

5‭ ‬قطاعات

كشفت‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الجزء‭ ‬المكتشف‭ ‬بمعرفة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬أى‭ ‬الذى‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬المقشقش‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬حديقة‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬الوليد‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬حاله‭ ‬متوسطة‭ ‬من‭ ‬الحفظ‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬التماثيل‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬معاد‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الرومانى‭ ‬فى‭ ‬أساسات‭ ‬المنازل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬رؤوس‭ ‬تماثيل‭ ‬أبو‭ ‬الهول‭ ‬استخدمت‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬حشو‮»‬‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الجدران،‭ ‬ونجح‭ ‬فريق‭ ‬الترميم‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬تجميع‭ ‬هذه‭ ‬التماثيل،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬ورشة‭ ‬لتجميع‭ ‬بقايا‭ ‬التماثيل‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬الطريق،‭ ‬قام‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المرممين‭ ‬بمجهود‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬تجميع‭ ‬تلك‭ ‬التماثيل‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬أحجار‭ ‬قواعد‭ ‬التماثيل‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬لوضع‭ ‬التماثيل‭ ‬عليها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

وأهم‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البعثة‭ ‬الأثرية‭ -‬التى‭ ‬أشرف‭ ‬عليها‭ ‬بريك‭ ‬وضمت‭ ‬الأثارى‭ ‬عمار‭ ‬حسن‭ ‬مدير‭ ‬المشروع‭ ‬وقتذاك‭ ‬والآثارى‭ ‬أحمد‭ ‬عربى‭ ‬كبير‭ ‬مفتشى‭ ‬الآثار‭ ‬الذى‭ ‬صار‭ ‬مديرا‭ ‬للمشروع‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬آثار‭ ‬معبد‭ ‬الأقصر‭ ‬ومصطفى‭ ‬الصغير‭ ‬المشرف‭ ‬الحالى‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬وهانم‭ ‬صديق‭ ‬والدكتور‭ ‬ياسر‭- ‬كان‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مساكن‭ ‬وورش‭ ‬أقامها‭ ‬المصريون‭ ‬القدماء‭ ‬حول‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬وتسجل‭ ‬هذه‭ ‬الاكتشافات‭ ‬إضافة‭ ‬كبيره‭ ‬لتاريخ‭ ‬الأقصر‭ ‬تعكس‭ ‬بجلاء‭ ‬صورة‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬حياة‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭.‬

وتبين‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬الأثرى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬فى‭ ‬شق‭ ‬قناة‭ ‬أو‭ ‬ترعة‭ ‬تربط‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬بالمزارع‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬وأن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تدميره‭ ‬عند‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬الترعة،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬له‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أيضا‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬عتب‭ ‬لمدخل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬يحمل‭ ‬أسماء‭ ‬وخراطيش‭ ‬الملك‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬تحتمس‭ ‬الرابع‭ (‬1391‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬وهذا‭ ‬الملك‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬لوحة‭ ‬الحلم‭ ‬الموجودة‭ ‬بين‭ ‬مخلبى‭ ‬تمثال‭ ‬أبوالهول‭ ‬الشهير‭ ‬فى‭ ‬هضبة‭ ‬الجيزة‭ ‬وله‭ ‬مقبره‭ ‬فى‭ ‬وادى‭ ‬الملوك‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬عتب‭ ‬لباب‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬الملكة‭ ‬كيلوباترا‭ ‬السابعة‭ (‬51‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعثر‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬آثار‭ ‬أو‭ ‬بقايا‭ ‬لمبان‭ ‬شيدتها‭ ‬تلك‭ ‬الملكة‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬طيبة‭ ‬القديمة‭ ‬بأسرها،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬منظر‭ ‬كبير‭ ‬شهير‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬معبد‭ ‬دندره‭ ‬يصورها‭ ‬واقفة‭ ‬وخلفها‭ ‬ابنها‭ ‬قيصرون‭ ‬وهى‭ ‬تقدم‭ ‬القرابين‭ ‬للآلهة‭ ‬حتحور،‭ ‬وفى‭ ‬مدينه‭ ‬الأقصر‭ ‬طيبه‭ ‬القديمة‭ ‬لم‭ ‬يعثر‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬أثر‭ ‬لهذه‭ ‬الملكة‭ ‬سوى‭ ‬هذا‭ ‬العتب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الملكة‭ ‬قد‭ ‬شيدت‭ ‬شيئا‭ ‬ليحمل‭ ‬اسمها‭ ‬فى‭ ‬مدينه‭ ‬طيبة،‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬كيلوباترا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬برحلة‭ ‬شهيرة‭ ‬إلى‭ ‬معالم‭ ‬طيبة‭ ‬مع‭ ‬يوليوس‭ ‬قيصر‭ ‬عندما‭ ‬تزوجته‭ ‬وأثمر‭ ‬زواجهما‭ ‬عن‭ ‬ابنهما‭ ‬قيصرون‭.‬

تماثيل‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬جيدة

أما‭ ‬نتائج‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الواقع‭ ‬خلف‭ ‬مكتبة‭ ‬الأقصر‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مثمرة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وهو‭ ‬القطاع‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬الأكثر‭ ‬حظا‭ ‬فى‭ ‬الاكتشافات‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تشغله‭ ‬تعديات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬زراعات‭ ‬حديثه‭ ‬فقط‭ ‬وليست‭ ‬مبانى،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬معظم‭ ‬تماثيل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬الحفظ‭ ‬وقد‭ ‬أعطت‭ ‬دراسة‭ ‬الطبقات‭ ‬الأثرية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الهامة‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬والتى‭ ‬تعكس‭ ‬جزءا‭ ‬هاما‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬الرومانى‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬معاصر‭ ‬النبيذ‭ ‬والورش‭ ‬وبعض‭ ‬الصهاريج‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يحفظ‭ ‬فيها‭ ‬النبيذ‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية‭ ‬خلف‭ ‬مكتبة‭ ‬الاقصر‭ ‬العامة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الاكتشافات‭ ‬إثارة‭ ‬والتى‭ ‬أضافت‭ ‬للتاريخ‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬لوحة‭ ‬من‭ ‬حجر‭ ‬الكوارتزيت‭ ‬الأحمر‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬خلف‭ ‬الصف‭ ‬الغربى‭ ‬لطريق‭ ‬أبوالهول‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الواقع‭ ‬الى‭ ‬الشرق‭ ‬من‭ ‬مكتبة‭ ‬الأقصر،‭ ‬وهى‭ ‬لوحة‭ ‬تذكارية‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬‮«‬ست‭ ‬نخت‮»‬‭ ‬مؤسس‭ ‬الأسرة‭ ‬الـ‭ ‬20‭ (‬1189‭ ‬ق‭.‬م‭ ) ‬ووالد‭ ‬الملك‭ ‬رمسيس‭ ‬الثالث،‭ ‬وهذه‭ ‬اللوحة‭ ‬كتبها‭ ‬كاهن‭ ‬آمون‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬هذا‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬باك‭ ‬ان‭ ‬خونسو‮»‬‭. ‬‮«‬تبيروس‮»‬‭ ‬يتعبد‭ ‬لثالوث‭ ‬طيبة

فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬نفسه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬لوحة‭ ‬للإمبراطور‭ ‬الرومانى‭ ‬‮«‬تبيروس‮»‬‭ (‬14‭ ‬ميلادية‭) ‬وهو‭ ‬يتعبد‭ ‬لثالوث‭ ‬طيبة‭ ‬القديم‭ ‬آمون‭ ‬وموت‭ ‬وخنسو،‭ ‬هذه‭ ‬اللوحة‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬ربما‭ ‬تم‭ ‬جلبها‭ ‬من‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬وأعيد‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المبانى‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬الرومانى،‭ ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أيضا‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬بعض‭ ‬التماثيل‭ ‬عليها‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬اللاتينية‭ ‬التى‭ ‬تؤرخ‭ ‬لزيارة‭ ‬بعض‭ ‬اليونانيين‭ ‬للطريق‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬البطلمى‭ ‬اثناء‭ ‬زيارتهم‭ ‬لمعبد‭ ‬الكرنك‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬أبو‭ ‬الهول‭ ‬ظل‭ ‬مستخدما‭ ‬حتى‭ ‬العصر‭ ‬البطلمى‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬الشرقى‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬ساقية‭ ‬مياه‭ ‬مشيدة‭ ‬بالطوب‭ ‬الأحمر‭ ‬ربما‭ ‬تم‭ ‬حفرها‭ ‬فى‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬عندما‭ ‬استخدم‭ ‬الطريق‭ ‬للزراعة‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللقى‭ ‬الأثرية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أوانى‭ ‬فخارية‭ ‬ومسارج‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الحجرية‭ ‬التى‭ ‬ترجع‭ ‬للعصور‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬والعصر‭ ‬البطلمى‭ ‬عندما‭ ‬استخدم‭ ‬الطريق‭ ‬لصناعة‭ ‬النبيذ‭ ‬وتخزينه،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬أرضيات‭ ‬الطريق‭ ‬التى‭ ‬أنشأها‭ ‬نختنبو‭ ‬عليها‭ ‬بقايا‭ ‬لآثار‭ ‬عجلات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الرومان‭ ‬كانوا‭ ‬ينقلون‭ ‬النبيذ‭ ‬لتصديره‭ ‬إلى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬مستخدمين‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬المقدس‭.‬

تغير‭ ‬حركة‭ ‬النيل

أما‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬المطار‭ ‬حتى‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬فقد‭ ‬أسفرت‭ ‬عمليات‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تماثيل‭ ‬أبو‭ ‬الهول‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬التماثيل،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬الجداريات‭ ‬واللوحات‭ ‬المنقوشة‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬بعض‭ ‬الزوجات‭ ‬للإله‭ ‬آمون‭ ‬رع‭ ‬مثل‮»‬‭ ‬آمون‭ ‬إردس‭ ‬‮«‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬شيبن‭ ‬إن‭ ‬أوبيت‮»‬‭ ‬وهذه‭ ‬وظيفة‭ ‬سنها‭ ‬الملوك‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الأسرة‭ ‬25‭ ‬عندما‭ ‬غزا‭ ‬ملوك‭ ‬كوش‭ ‬مصر‭ ‬ووضعوا‭ ‬بناتهم‭ ‬داخل‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬كزوجات‭ ‬إلهيات‭ ‬للإله‭ ‬آمون‭ ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬هذه‭ ‬اللوحات‭ ‬أو‭ ‬الجداريات‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بقايا‭ ‬جدارية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬شيبن‭ ‬ام‭ ‬اوبت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬أسفل‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬تماثيل‭ ‬أبوالهول‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيرى‭ ‬تشكل‭ ‬بقايا‭ ‬لمذبح‭ ‬شيدة‭ ‬الملك‭ ‬إخناتون‭ ‬لـ»آتون‭ ‬رع‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬اخناتون‭ ‬قد‭ ‬غير‭ ‬ديانته‭ ‬إلى‭ ‬عبادة‭ ‬التوحيد‭ ‬ووحد‭ ‬الآلهة‭ ‬فى‭ ‬إله‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬الإله‭ ‬آتون‭ ‬وشيد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعابد‭ ‬لهذا‭ ‬الإله‭ ‬شرق‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬هذا‭ ‬الملك‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬هذه‭ ‬المعابد‭ ‬واستخدمت‭ ‬أحجارها‭ ‬فى‭ ‬أساسات‭ ‬الصروح‭ ‬فى‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك‭ ‬وكذلك‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬أبوالهول‭ ‬والتى‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬أحجار‭ ‬‮«‬الثلاثات‮»‬‭ ‬والتى‭ ‬تتميز‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬الفن‭ ‬الواقعى‭ ‬أو‭ ‬فن‭ ‬العمارنة‭ ‬ومنها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجداريات‭ ‬التى‭ ‬تزين‭ ‬متاحف‭ ‬عديدة‭ ‬مثل‭ ‬متحف‭ ‬الأقصر‭.‬

فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أيضا‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مقياس‭ ‬للمياه‭ ‬يقع‭ ‬خلف‭ ‬الصف‭ ‬الغربى‭ ‬لطريق‭ ‬أبوالهول‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بئر‭ ‬ضخمة‭ ‬مشيدة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الرملى‭ ‬وبه‭ ‬سلم‭ ‬حلزونى‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬أسفلها،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المقياس‭ ‬يقاس‭ ‬به‭ ‬مستوى‭ ‬الفيضان‭ ‬لفرض‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬كمية‭ ‬الفيضان‭ ‬الواردة‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬البئر‭ ‬أو‭ ‬المقياس‭ ‬عن‭ ‬قاعدة‭ ‬لساريات‭ ‬أعلام‭ ‬مشيدة‭ ‬من‭ ‬كتل‭ ‬الحجر‭ ‬الرملى‭ ‬وبها‭ ‬فتحات‭ ‬لتثبيت‭ ‬الأعلام‭ ‬ولعلها‭ ‬كانت‭ ‬تستخدم‭ ‬عند‭ ‬قدوم‭ ‬الفيضان‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الكهنة‭ ‬برفع‭ ‬أعلام‭ ‬مختلفة‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬إشارة‮»‬‭ ‬لبدء‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬الاوبت‭.‬

عزبة‭ ‬الصفيح

من‭ ‬أصعب‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬الفرق‭ ‬الأثرية‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الواقع‭ ‬خلف‭ ‬كنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬تعديات‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭ ‬ومنازل‭ ‬عشوائية‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬عزبة‭ ‬الصفيح،‭ ‬واستلزم‭ ‬ازالتها‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬محافظة‭ ‬الأقصر،‭ ‬وبعد‭ ‬الإزالة‭ ‬بدأت‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬وكان‭ ‬الفريق‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬شواهد‭ ‬أثرية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬نظرا‭ ‬لوقوعه‭ ‬أسفل‭ ‬تلك‭ ‬المنازل‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬مشيدة‭ ‬بالخرسانة‭ ‬المسلحة‭ ‬وبطريقه‭ ‬عشوائية،‭ ‬ولكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬كانت‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التماثيل،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬معصرة‭ ‬للنبيذ،‭ ‬وبقايا‭ ‬مقصورة‭ ‬للكاهن‭ ‬‮«‬من‭ ‬خبر‭ ‬رع‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الكاهن‭ ‬من‭ ‬خبر‭ ‬رع‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الكهنة‭ ‬والذى‭ ‬خلف‭ ‬الكاهن‭ ‬الشهير‭ ‬حرى‭ ‬حور‭ ‬اثناء‭ ‬حكم‭ ‬الأسرة‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬21‮»‬‭  ‬أو‭ ‬ما‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬الحكم‭ ‬الليبي،‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬مقصورة‭ ‬تبعد‭ ‬قليلا‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المقصورة‭ ‬للكاهن‭ ‬حرى‭ ‬حور‭ ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬على‭ ‬بقايا‭ ‬مقصورة‭ ‬من‭ ‬خبر‭ ‬رع‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أنها‭ ‬مشيدة‭ ‬بالطوب‭ ‬الأحمر،‭ ‬وكل‭ ‬طوبة‭ ‬مختومة‭ ‬بخاتم‭ ‬يقرأ‭ ‬باسم‭ ‬هذا‭ ‬الكاهن،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬قد‭ ‬عرف‭ ‬صناعة‭ ‬الطوب‭ ‬الأحمر‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬21‭.‬

سد‭ ‬يحيط‭ ‬بمعابد‭ ‬الكرنك

أما‭ ‬القطاع‭ ‬الواقع‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬خنسو‭ ‬فهو‭ ‬يتميز‭ ‬بتماثيله‭ ‬التى‭ ‬نحتت‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬كبش‭ ‬كامل‭ ‬ليس‭ ‬مثل‭ ‬التماثيل‭ ‬الأخرى‭ ‬التى‭ ‬تربط‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬بالصرح‭ ‬العاشر‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬منحوتة‭ ‬بشكل‭ ‬جسم‭ ‬أسد‭ ‬ورأس‭ ‬كبش،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬والتماثيل‭ ‬والتى‭ ‬تحوى‭ ‬نقوشا‭ ‬بالكتابة‭ ‬الهيروغليفية‭ ‬القديمة‭ ‬تحوى‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأعياد‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬امتداد‭ ‬السد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يحيط‭ ‬بمعابد‭ ‬الكرنك‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية‭ ‬وكان‭ ‬ممتدا‭ ‬حتى‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬الواقع‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬خنسو،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬السد‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬أثناء‭ ‬أعمال‭ ‬التطوير‭ ‬لساحة‭ ‬معبد‭ ‬الكرنك‭ ‬يمتد‭ ‬ليحيط‭ ‬بطريق‭ ‬الكباش‭ ‬الواقع‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬خنسو،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬التماثيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬الكاملة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬أسفل‭ ‬رأس‭ ‬التماثيل‭ ‬وهى‭ ‬خاصة‭ ‬بالملك‭ ‬أمنحتب‭ ‬الثالث،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬طريق‭ ‬خونسو‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬مدينة‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬البطلمى‭ ‬تمتد‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬الكباش‭ ‬أمام‭ ‬معبد‭ ‬خنسو‭ ‬وحتى‭ ‬طريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬طريق‭ ‬أبو‭ ‬الهول‭ ‬للمك‭ ‬نختنبو‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬مجموعة‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬بمعبد‭ ‬الأقصر‭.‬

القطاع‭ ‬الأخير

أما‭ ‬القطاع‭ ‬الأخير‭ ‬الذى‭ ‬يربط‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬بالصرح‭ ‬العاشر‭ ‬بمعبد‭ ‬الكرنك‭ ‬وأيضا‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬أبوالهول‭ ‬ليصله‭ ‬بمعبد‭ ‬موت‭ ‬وهو‭ ‬أصغر‭ ‬القطاعات‭ ‬وفيه‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬امتداد‭ ‬لطريق‭ ‬المواكب‭ ‬الكبرى‭ ‬متعامدا‭ ‬مع‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدى‭ ‬لمعبد‭ ‬موت‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬‮«‬الميناء‮»‬‭ ‬يربط‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬بنهر‭ ‬النيل‭. ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬مشروع‭ ‬تخفيض‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬أسفل‭ ‬معابد‭ ‬الكرنك‭ ‬وعند‭ ‬إعادة‭ ‬حفر‭ ‬المصرف‭ ‬الذى‭ ‬حفره‭ ‬عالم‭ ‬الآثار‭ ‬الفرنسى‭ ‬‮«‬شيفرييه‮»‬‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬بقايا‭ ‬بوابة‭ ‬لمقصورة‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬البطلمى‭ ‬تحمل‭ ‬نقوشا‭ ‬بالحفر‭ ‬الغائر‭ ‬ومناظر‭ ‬لأحد‭ ‬البطالمة‭ ‬وهو‭ ‬يتعبد‭ ‬للإله‭ ‬آمون‭ ‬رع‭. ‬أما‭ ‬القطاع‭ ‬الأخير‭ ‬وهو‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬معبد‭ ‬موت‭ ‬إلى‭ ‬الصرح‭ ‬العاشر‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بحفره‭ ‬المرحوم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬وما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬البعثة‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيف‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬حيث‭ ‬عثر‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬التماثيل‭ ‬كاملة‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الكشف‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬الملك‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الصغير‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكباش‭ ‬الكاملة‭ ‬كانت‭ ‬ملقاة‭ ‬بجوار‭ ‬قواعد‭ ‬التماثيل‭.‬

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة