إبداع
إبداع


إبداع

مؤمن‭ ‬سمير يكتب : ‬حديثٌ‭ ‬عاطفىٌّ‭ ‬عن‭ ‬قطارٍ‭ ‬بذكرى‭ ‬سحابة‬‭ ‬

أخبار الأدب

السبت، 30 أكتوبر 2021 - 04:32 م

‭ ‬كان‭ ‬القطار‭ ‬معتاداً‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يربط‭ ‬القوسيْن‭ ‬ببعضهما‭ ‬مهما‭ ‬جرى،‭ ‬لهذا‭ ‬لم‭ ‬يُعرف‭ ‬عنه‭ ‬مطلقاً‭ ‬أنهُ‭ ‬سمحَ‭ ‬بحضنٍ‭ ‬يتيمٍ‭ ‬فى‭ ‬ليلة‭ ‬شاردةٍ‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قبلة‭ ‬فى‭ ‬الخيال‭.. ‬كان‭ ‬يحيا‭ ‬بهيئة‭ ‬منشارٍ‭ ‬يقطع‭ ‬ذكريات‭ ‬رجلٍ‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬النهار‭ ‬شبحاً‭ ‬وفى‭ ‬المساء‭ ‬جيباً‭ ‬فى‭ ‬بنطلونٍ‭ ‬مقطوع‭.. ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المقصود‭ ‬بالحكى‭ ‬هنا‭ ‬رجلاً،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الشَبَه‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أبيه‭ ‬الضخم،‭ ‬صاحب‭ ‬الظِلِّ‭ ‬الذى‭ ‬يتسعُ‭ ‬كلما‭ ‬نظرتَ،‭ ‬عميقٌ‭ ‬وملحوظٌ‭ ‬وراسخٌ‭ ‬فى‭ ‬الحكايةِ‭ ‬بامتياز،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال‭: ‬فمرةً‭ ‬يكون‭ ‬الرجلُ‭ ‬قصيراً‭ ‬كَشَتْلَةِ‭ ‬نخلٍ‭ ‬منسية،‭ ‬وهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬مُشَرِّفٌ‭ ‬ومفيدٌ،‭ ‬حيث‭ ‬كلما‭ ‬تجوب‭ ‬العواصف‭ ‬الجبارة‭ ‬بكلِ‭ ‬غرورٍ‭ ‬وتعالٍ،‭ ‬سطوح‭ ‬البيوت‭ ‬العريقة،‭ ‬تمرُّ‭ ‬فوقه‭ ‬بهيئةِ‭ ‬مَنْ‭ ‬لم‭ ‬تلهث‭ ‬مطلقاً‭ ‬ولم‭ ‬تحزن‭ (‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ضميرها‭ ‬إذا‭ ‬أردتم‭ ‬الصدق،‭ ‬لا‭ ‬يؤلمها‭ ‬أو‭ ‬يكشط‭ ‬قلبها‭ ‬حتى‭).. ‬ومرةً‭ ‬يعانى‭ ‬يقينه‭ ‬بالحياة،‭ ‬من‭ ‬أزمةٍ‭ ‬مَرَضيةٍ‭ ‬عارمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬يحتاج‭ ‬لتنشيطٍ‭ ‬متوهجٍ‭ ‬أو‭ ‬شحذٍ‭ ‬مخلص،‭ ‬فلا‭ ‬يكونُ‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬يحلُمَ‭ ‬بالجيران‭ ‬الجدد‭ ‬لعدة‭ ‬أيام،‭ ‬لتراقب‭ ‬الجماهير‭ ‬المجتمعة‭ ‬أسفل‭ ‬بيته‭ ‬بعدها،‭ ‬عموده‭ ‬الفقرى‭ ‬وقد‭ ‬أخذ‭ ‬يطول‭ ‬ويطول‭ ‬حتى‭ ‬يتسلق‭ ‬البطل‭ ‬إلى‭ ‬الطابق‭ ‬الأعلى‭ ‬ويبيت‭ ‬على‭ ‬السرير‭ ‬الصغير،‭ ‬وسطهم،‭ ‬ويتنهد‭ ‬بارتياحٍ‭ ‬بعدما‭ ‬عَبَّأَ‭ ‬صدرَهُ‭ ‬بروائح‭ ‬العائلة‭.. ‬فى‭ ‬أحيانٍ‭ ‬كثيرة،‭ ‬كان‭ ‬قلبه‭ ‬يُذَكِّره‭ ‬بطيور‭ ‬جَدِّه‭ ‬التى‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يطبخَها‭ ‬فى‭ ‬الغابة‭ ‬متجاهلاً‭ ‬النيران،‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬المجنون‭ ‬كان‭ ‬يكتفى‭ ‬برشق‭ ‬عيونه‭ ‬فى‭ ‬عيون‭ ‬الطير‭ ‬لساعاتٍ،‭ ‬حتى‭ ‬يحترق‭ ‬كبده‭ ‬وتملأ‭ ‬رائحة‭ ‬الشواء‭ ‬الفضاء‭.. ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬جَدَّنا‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬عاش‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬بين‭ ‬الذئاب،‭ ‬وأنهُ‭ ‬قد‭ ‬عاين‭ ‬بعينيه‭ ‬المجرمتين‭ ‬أسرار‭ ‬الجنود‭ ‬والهاربين‭ ‬من‭ ‬سَرَايا‭ ‬الصحراء‭ ‬وفرق‭ ‬الأنهار‭ ‬وكتائب‭ ‬الأزقة‭ ‬التى‭ ‬أخفوها‭ ‬من‭ ‬الطوفان،‭ ‬وهددهم‭ ‬بروحه‭ ‬الكاسرة‭ ‬حتى‭ ‬علموه‭ ‬القتل‭ ‬بمجرد‭ ‬فرد‭ ‬الأصابع،‭ ‬والتمزيق‭ ‬كلما‭ ‬انتفضت‭ ‬المحبة‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬أو‭ ‬سقطت‭ ‬من‭ ‬حقيبة‭ ‬تلميذ‭ ‬يضحكُ‭ ‬مرسوماً‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭.. ‬جَدٌ‭ ‬لا‭ ‬ظِلَّ‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬أثر‭ ‬سوى‭ ‬خربشات‭ ‬بعض‭ ‬الشرايين‭ ‬فى‭ ‬جمجمة‭ ‬الحفيد‭ ‬الشبح‭ ‬فى‭ ‬النهار‭ ‬وفى‭ ‬المساء‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الجيب‭ ‬السارح‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البنطلون‭ ‬المقطوع‭.. ‬كان‭ ‬القطار‭ ‬ماكراً‭ ‬حقاً،‭ ‬بشهادة‭ ‬الجميع‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬لهذا‭ ‬كان‭ ‬يختفى‭ ‬ثم‭ ‬يظهر‭ ‬ثم‭ ‬يكرر‭ ‬الأمر‭ ‬بسرعة‭ ‬كأنهُ‭ ‬بهلوان،‭ ‬أمام‭ ‬منظار‭ ‬الكولونيل‭ ‬العظيم‭ ‬الذى‭ ‬يسرح‭ ‬ساعتها‭ ‬ويغيب‭ ‬طويلاً‭ ‬ولا‭ ‬تعيده‭ ‬إلا‭ ‬حبة‭ ‬العَرَق‭ ‬التى‭ ‬تصلَّبت‭ ‬على‭ ‬صلعته‭ ‬اللامعة‭ ‬وتهيأت‭ ‬لأن‭ ‬تشتعل‭ ‬وتشتعل‭.. ‬كان‭ ‬يفكر‭ ‬دائماً‭ ‬فى‭ ‬هيبة‭ ‬أبيه‭ ‬التى‭ ‬ضاعت‭ ‬لما‭ ‬أحرق‭ ‬المدينة‭ ‬فجأة‭ ‬ثم‭ ‬أمر‭ ‬بخنق‭ ‬المساجين‭ ‬فى‭ ‬أقبيتهم‭ ‬وتعليق‭ ‬أرواح‭ ‬العجائز‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬الأحفاد‭.. ‬لكن‭ ‬المؤرخين‭ ‬الخونة‭ ‬نسوا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العَظَمة‭ ‬ولم‭ ‬يذكروا‭ ‬فى‭ ‬كراريسهم‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬الكولونيل‭ ‬هرب‭ ‬فى‭ ‬قطار‭ ‬بضاعة‭.. ‬قطارٌ‭ ‬قبيح،‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يترنح‭ ‬ويملأ‭ ‬الفضاء‭ ‬بابتسامة‭ ‬كسيحةٍ‭ ‬راضية‭ ‬كأنه‭ ‬مخمورٌ،‭ ‬عتيقٌ‭ ‬لكنهُ‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬محنكاً،‭ ‬له‭ ‬سائق‭ ‬قديم،‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬أو‭ ‬يتوقع‭ ‬حتى،‭ ‬مَنْ‭ ‬يُشَرِّف‭ ‬قطاره‭ ‬الصَدِئ،‭ ‬فكان‭ ‬يُطلق‭ ‬العنان‭ ‬لصوته‭ ‬الأجش‭ ‬ويملأ‭ ‬المحطات‭ ‬التى‭ ‬تحيره‭ ‬باختفائها‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬عينيه‭ ‬كالبرق،‭ ‬بأغانيه‭ ‬التى‭ ‬يحبها‭ ‬بصدق،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬بعدما‭ ‬صار‭ ‬ينسى‭ ‬وينسى،‭ ‬اعتادت‭ ‬روحه‭ ‬أن‭ ‬تدلقها‭ ‬بلا‭ ‬كلمات‭.. ‬كان‭ ‬الكولونيل‭ ‬يكره‭ ‬القطارات‭ ‬وأصواتها‭ ‬الجبارة‭ ‬لأنها‭ ‬تقصد‭ ‬أن‭ ‬تتحدى‭ ‬صوته‭ ‬الرفيع،‭ ‬هو‭ ‬موقنٌ‭ ‬منذ‭ ‬زمن،‭ ‬وطولها‭ ‬الثعبانى‭ ‬الذى‭ ‬يُجَسِّدُ‭ ‬مارداً‭ ‬يهز‭ ‬رأسهُ‭ ‬ويضيِّق‭ ‬عيونه‭ ‬خلف‭ ‬النظارة‭ ‬المشروخة‭ ‬ليُذكِّره‭ ‬وسط‭ ‬الساحة‭ ‬الكبيرة‭ ‬بقِصَرِه‭ ‬الموصوف‭.. ‬لهذا‭ ‬ظلت‭ ‬كلما‭ ‬تهتز‭ ‬وتهتزُّ،‭ ‬تنبتُ‭ ‬فى‭ ‬صلعته‭ ‬حبات‭ ‬عَرَقٍ‭ ‬صلبة‭ ‬وقاسية‭ ‬وعلى‭ ‬وشك‭ ‬الاشتعال‭.. ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬بقتل‭ ‬كل‭ ‬القطارات،‭ ‬العجوز‭ ‬منها‭ ‬والرضيع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المنظار‭ ‬الماكر‭ ‬كشَفَ‭ ‬السِرَّ‭: ‬هذا‭ ‬شعبٌ‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬حتى‭ ‬الرحمة،‭ ‬المجرمون‭ ‬يخفون‭ ‬القطارات‭ ‬وسط‭ ‬زراعات‭ ‬القرى‭ ‬ويلونوها‭ ‬بألوان‭ ‬سحرية‭ ‬تتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشمس‭ ‬فى‭ ‬تحويله‭ ‬لمجرد‭ ‬فلاحٍ‭ ‬أعمى،‭ ‬لا‭ ‬يصلحُ‭ ‬بالقطع‭ ‬رائداً‭ ‬ومُلْهِماً‭ ‬فى‭ ‬حركة‭ ‬التاريخ‭.. ‬وكلما‭ ‬جاءت‭ ‬الأعياد،‭ ‬صنعوا‭ ‬دُمَىً‭ ‬ترقص‭ ‬وتغنى‭ ‬كأنها‭ ‬عرائس‭ ‬أو‭ ‬قرود‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬حقيقتها‭ ‬قطارات،‭ ‬تطير‭ ‬بعيداً‭ ‬وهى‭ ‬تحمل‭ ‬نعشه‭ ‬ورائحته‭ ‬وصوته‭ ‬وبريقه‭ ‬وصولجانه‭.. ‬غاية‭ ‬الأمر‭ ‬وكل‭ ‬أمر،‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الصافية‭ ‬مهما‭ ‬تدحرجت‭ ‬بعيداً،‭ ‬ستظهر‭ ‬حتماً‭ ‬وتَخْلُدُ‭ ‬للأبد،‭ ‬فالأب‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الحكايات‭ ‬ليس‭ ‬شرطاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الجَد‭ ‬وبالتالى‭ ‬فأنا‭ ‬بالأحرى‭ ‬لستُ‭ ‬أبي‭.. ‬الصور‭ ‬بيننا‭ ‬نحن‭ ‬الثلاثة‭ ‬تكشف‭ ‬الأمر‭ ‬بجلاء‭: ‬أنا‭ ‬مثلاً،‭ ‬أيقنتُ‭ ‬فى‭ ‬وَضَاءَةِ‭  ‬وَجْهِ‭ ‬الحكيم‭ ‬الذى‭ ‬قَصَّ‭ ‬عليَّ‭ ‬حكايات‭ ‬الرجال‭ ‬الشجعان،‭ ‬لما‭ ‬أشعلوا‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬أرواحهم‭ ‬ليتطهروا‭ ‬ويسموا‭ ‬ويصعدوا‭ ‬قرب‭ ‬الآلهة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أربِّى‭ ‬إلا‭ ‬صوراً‭ ‬متفحمة‭ ‬تظل‭ ‬تطقطقُ‭ ‬وتطقطق‭ ‬وأنا‭ ‬أنتشى‭ ‬كالمجذوب‭.. ‬أما‭ ‬هما،‭ ‬فرغم‭ ‬كونهما‭ ‬يستريبان‭ ‬من‭ ‬بعضهما‭ ‬منذ‭ ‬زمنٍ‭ ‬سحيق،‭ ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬يشبهان‭ ‬العهود‭ ‬البائدة‭ ‬بجلاء،‭ ‬فكانا‭ ‬يحتفظان‭ ‬بالصور‭ ‬فى‭ ‬خزانة‭ ‬مصفحة‭ ‬تشبه‭ ‬التنين‭ ‬ثم‭ ‬فى‭ ‬حقيبة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬خريطة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬ضفاف‭ ‬وجلدها‭ ‬جلد‭ ‬نمرٍ‭ ‬أرقط‭.. ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬على‭ ‬إخلاصها‭ ‬وحماسها‭ ‬وهى‭ ‬تَدُسُّ‭ ‬العِظام‭ ‬بين‭ ‬النظرات‭ ‬الخائفة‭ ‬وبين‭ ‬الكربون‭ ‬الأسوَد‭..  ‬وكلما‭ ‬مرت‭ ‬وسْطَنَا‭ ‬لحظة‭ ‬هائمة،‭ ‬كنتُ‭ ‬ألمح‭ ‬عظام‭ ‬أمى‭ ‬وسط‭ ‬العِظام‭.. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬صدرها‭ ‬المقطوع‭ ‬فى‭ ‬الحرب،‭ ‬وشَعْرَها‭ ‬الذى‭ ‬صَنَعَ‭ ‬به‭ ‬الساحر‭ ‬أمجاد‭ ‬البحيرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬وزَوَّجَ‭ ‬به‭ ‬عزباوات‭ ‬القرية‭ ‬ونفَخَ‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬أنف‭ ‬الميت‭ ‬فقام‭ ‬يسعى‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بلا‭ ‬أسنان‭ ‬ولا‭ ‬عانة‭ ‬ولا‭ ‬عينان،‭ ‬فقط‭ ‬ذكرى‭ ‬رجل‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬بهيئة‭ ‬شبحٍ‭ ‬فى‭ ‬النهار‭ ‬وفى‭ ‬المساء‭ ‬مجرد‭ ‬جيبٍ‭ ‬سِريٍّ‭ ‬فى‭ ‬بنطلونٍ‭ ‬مقطوع‭..‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة