مصطفى رجب
مصطفى رجب


يوميات الأخبار

قبل تجديد الخطاب الديني .. ماذا يلزمنا ؟

الأخبار

السبت، 30 أكتوبر 2021 - 07:46 م

يكتبها اليوم : مصطفى رجب

اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا
بغير علم فضلوا وأضلوا ( حديث موضوع )

من عشرات السنين ظهر شعار « تجديد الخطاب الديني» ، وازداد ظهوره هذه السنوات ، بعد أن أصبحت الحاجة إليه ماسة مع تزايد حمل السلاح والإرهاب باسم الدين ، ومع ذلك يظل التناول التقليدى للشعار يراوح مكانه : ولا يتجاوز مرحلة الأمانى الطيبة ، والأحلام المتفائلة .


والحقيقة أن تحويل شعار « تجديد الخطاب الديني» من حلم إلى حقيقة ، ومن كلام إلى واقع ، لا يمكن أن يتم إلا بمواجهة الذات المسلمة بما يتضمنه الخطاب الدينى التقليدى من نقاط ضعف جوهرية يعرفها الجميع ، ومن ثم فإن هناك ثلاثة منطلقات للتجديد يتحتم التسليم بها قبل الشروع فى أى عملية تجديد يمكن إيجازها فى :
أولا :
أن تعبير « التراث « يراد به الاجتهادات البشرية لعلماء السلف على مر العصور ، ومن ثم فهذا التعبير لا يشمل القرآن الكريم ولا ما صح من السنة النبوية .
ثانيا :
أن التراث ليس مقدسا . ويمكننا أن نأخذ منه وأن نستبعد منه ما نشاء وفق معايير مصالح المسلم المعاصر وقواعد الاختيار المعروفة عند الأصوليين والفقهاء .
ثالثا :
أن أكثر مواطن الخلافات المذهبية «فكريا: شيعة ، سنة ، معتزلة، مرجئة ، الخ . وفقهيا : أحناف ، مالكية ، شافعية...الخ» مرجعها جميعا إلى عدد ضخم من المقولات المتعصبة المدسوسة على السنة المطهرة بزعم أنها أحاديث نبوية ، وهى ليست أحاديث .


والبداية « العملية « يستحيل أن تكون بمعزل عن الاعتراف بما فى التراث من خطايا وأكاذيب منها مثلا :
1- تطهير التراث من السرقات العلمية :
«بعض»  جهلة متدينى عصرنا الذين يكفرون الناس ويستحلون دماءهم ، يقدسون كل ماهو تراثى دون تمحيص ، و يغيب عنهم «عمدا أو جهلا طعن أسلافهم بعضهم فى بعض ، فمثلا نقل المؤرخ السخاوى عن خط شيخه ابن حجر  وهما من هما !!  اتهاما بالسرقة العلمية لأكبر الأسماء المرعبة فى تراثنا فقال بالنص :  انظر : الجواهر والدرر فى ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر (1/ 390).
فصل فيمن أخذ تصنيف غيره فادعاه لنفسه وزاد فيه قليلًا ونقص منه:
- «البحر» للروياني، أخذه مِنَ الحاوى للماوردي.
- «الأحكام السلطانية» لأبى يَعْلَى، أخذها من كتاب الماوردي، لكن بناها على مذهب أحمد.
ـ  «شرح البخاري» لمحمد بن إسماعيل التَّيمي، مأخوذ مِنْ شرح أبى الحسن ابن بطَّال.
ـ  «شرح السُّنة» للبغوي، مستمدٌّ مِنْ شَرْحَى الخطَّابى على  البخارى وأبى داود.
ـ  الكلام على تراجم البخارى لبدر الدين بن جماعة، أخذه مِنْ تراجم البخارى لابن المنَيِّر باختصار.
ـ  «علوم الحديث» لابن أبى الدَّم، أخذه من «علوم الحديث» لابن الصلاح بحروفه، وزاد فيه كثيرًا.
ـ  «محاسن الاصطلاح وتضمين كتاب ابن الصلاح» لشيخنا البُلقيني، كلُّ ما زاده على ابن الصلاح مستمدٌّ مِنْ «إصلاح ابن الصلاح» لمُغلْطاي.!!!
ـ  «شرح البخاري» لشيخنا ابن الملقن، جَمَعَ النِّصفَ الأول مِنْ عدَّة شُروح. وأما النَّصف الثاني، فلم يتجاوز فيه النَّقلَ مِنْ شيخى ابن بطال وابن التِّين . « .....
2 - الاعتراف بالشذوذ الفكرى لابن تيمية :
يمثل ابن تيمية نقطة ارتكاز الفكر السلفى / السنى ، فهم يلقبونه بشيخ الإسلام مع ما أثير معه وبسببه وحوله من لغط فى حياته وبعد مماته ، وقد نص الحافظ ابن حجر فى (( الدرر الكامنة )) (1/155) أن ابن تيمية أخطأ فى حق سيدنا على فقال :  ومنهم من ينسبه- أى ابن تيمية إلى النفاق لقوله فى «علي» رضى الله عنه « إنه كان مخذولاً حيثما توجَّه  ثم أضاف ابن حجر : فألزموه  يقصد ابن تيمية بالنفاق لقوله صلى الله عليه وآله وسلم مخاطبا سيدنا عليا كرم الله وجهه : «ولا يبغضك إلا منافق ....»
وقد ذكر الحافظ أبو سعيد العلائى شيخ الحافظ العراقى  المسائل التى خالف فيها ابن تيمية الناس فى الأصول والفروع فمنها:
ما خالف فيها الإجماع ومنها ما خالف فيها الراجح من المذاهب  فمن ذلك:
1- يمين الطلاق قال بأنه لا يقع عند وقوع المحلوف عليه بل عليه فيها كفَّارة يمين ولم يقل قبله بالكفارة أحد من المسلمين البتة ودام إفتاؤه بذلك زماناً طويلاً وعظم الخطب ووقع فى تقليده جمّ غفير من العوامّ وعمّ البلاء.
2- وأنَّ طلاق الحائض لا يقع
3- وكذلك الطلاق فى طهر جامع فيه زوجته.
4- وأنَّ الطلاق الثلاث يردّ إلى واحدة وكان قبل ذلك نقل إجماع المسلمين فى هذه المسألة على خلاف ذلك وأنَّ من خالفه فقد كفر ثم إنه أفتى بخلافه وأوقع خلقاً كثيراً من الناس فيه!!!
5- وأن الحائض تطوف فى البيت من غير طهر وهو مُباح لها.
6- وأنَّ المكوس حلال لمن أقطعها وإذا أخذت من التجار أجزأتهم عن الزكاة وإن لم تكن باسم الزكاة ولا على رسمها.
7- وأنَّ المائعات ـ  السوائل لا تنجس بموت الفأرة ونحوها فيها
8- أن الصلاة إذا تركت عمداً لا يشرع قضاؤها.
9- وأنَّ الجنب يصلى تطوعه بالليل بالتيمم ولا يؤخره إلى أن يغتسل عند الفجر وإن كان بالبلد.
10- وسئل عن رجل أصابته جنابة بالليل فى السفر وقد بات عند شيخ له أو أمير استضافه، ويخاف إن اغتسل عند الفجر أن يتهمه من استضافه بغلمانه فأفتاه بصلاة الصبح بالتيمم وهو قادر على الغسل.!!
11- وسئل عن شرط الواقف فقال: غير معتبر بالكلية بل الوقف على الشافعية يصرف إلى الحنفية وعلى الفقهاء يصرف إلى الصوفية وبالعكس وكان  يفعل هكذا فى مدرسته فيعطى منها الجند والعوام ولا يحضر درساً على اصطلاح الفقهاء وشرط الواقف بل يحضر فيه ميعاداً يوم الثلاثاء ويحضره العوام بذلك عن الدرس.
12- وسئل عن جواز بيع «أمهات الأولاد «  الإماء اللواتى أنجبن من سادتهن  فرجحه وأفتى به.
3- السكوت عن شيوع أحاديث ثبت بطلانها أو وضعها أو ضعفها ، وما تزال تتردد فى كتابات المسلمين المعاصرين وأحاديثهم وخطبهم ومن أمثلتها :
1-» اختلاف أمتى رحمة « لا أصل له
2- ((خير الأسماء ما عبِّد وما حمِّد)) . موضوع
3- ((أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)) ( موضوع )
4 - ((من أصبح وهمه غير الله عز وجل ، فليس من الله فى شيء ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم)) . موضوع
5- ((لا تجعلوا آخر طعامكم ماءً)) . لا أصل له
6- ((إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار)). موضوع
7- ((أدَّبنى ربي. فأحسن تأديبي)) ( موضوع )
8- يسلم الرجال على النساء ولا يسلم النساء على الرجال (موضوع)
9- ((الأقربون أولى بالمعروف)) لا أصل له
10- ((يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عز وجل عليهم)) . موضوع
11- ((ليس لفاسق غيبة)) . موضوع
12- ((ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد)). موضوع
13- « الدين المعاملة « لا أصل له
14- « لهم ما لنا وعليهم ما علينا « أى أهل الذمة . لا أصل له
14- « لا سلام على طعام « لا أصل له
15- « من أعان ظالماً سلطه الله عليه « موضوع
16- إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبدا ولله فى كل يوم ألف ألف عتيق من النار فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق فى الشهر كله فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار بنوره مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم فى عيدهم من الغد : يا معشر الملائكة يوحى إليهم ما جزاء الأجير إذا أوفى عمله ؟ فتقول الملائكة : يوفى أجره . فيقول الله تعالى : أشهدكم أنى قد غفرت لهم (موضوع)
17- « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى «(موضوع)
18- إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ( ينتزعه ) من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم ات

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة