أعتقد ان ابرز نتائج تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، هو دحر مشاعر الإحباط واليأس التي سيطرت علينا خلال سنوات الاستبداد والفوضي والفساد، وظهور روح جديدة في نفوس أبناء مصر، تحمل الرغبة الجارفة للمشاركة في تغيير الواقع الموروث من العهود السابقة، وبناء مصر الجديدة التي قامت من اجلها ثورتا 25 يناير و30 يونيه.
لايمكن طبعاً، إغفال النتائج السياسية والاقتصادية والإعلامية للمشروع، علي مكانة مصر الإقليمية والدولية والنظرة المستقبلية للاقتصاد الوطني. لكن تبقي الصحوة المعنوية واليقظة النفسية في رأيي اهم النتائج، لما تمثله روح قناة السويس الجديدة، من عودة ثقة الشعب بالنفس والقيادة السياسية الوثابة، مما يبعث الأمل في النفوس لتحقيق إنجازات أخري في مختلف المجالات، ووضع حلول واضحة وبتوقيتات زمنية محددة للقضاء علي المشاكل المزمنة، التي تعكر صفو المصريين، خاصة في مجالات التعليم والصحة وإصلاح الجهاز الحكومي ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وعلاج التفاوت الكبير في الاجور بالجهاز الاداري للدولة.. إلخ إلخ
لقد أثبت الشعب المصري بالدليل القاطع ارتفاع وعيه وتفاعله الوطني بدليل توفيره التمويل اللازم لشق قناة السويس الجديدة ويصل 68 مليار جنيه خلال 8 ايام فقط، اضافة إلي مشاركة ابنائه المبهرة بكل حماس في اتمام عملية التنفيذ خلال الوقت المحدد ودون اي زيادة في التكلفة،وفقا لتأكيد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ومايسترو المشروع. وهو مايستوجب استثمار هذه الروح الوطنية المتأججة، من قبل القيادة السياسية والحكومة، للحفاظ علي قوة الدفع التنموية،التي احدثتها قناة السويس الجديدة، لعلاج المشاكل المزمنة وتحقيق المزيد من الانجازات في مختلف المجالات، لتتبوأ مصر المكان اللائق بها بين الامم.