بفاصل زمني مدته خمسة أشهر سافرت مجدداً إلي سوريا ، الرحلة هذه المرة لم تكن مباشرة من القاهرة إلي دمشق، ولم أكن هذه المرة مسافراً وحيداً بمبادرة شخصية ، وإنما سافرنا مجموعة من الصحفيين والسياسيين والمبدعين المصريين إلي العاصمة اللبنانية بيروت ومن مطار رفيق الحريري براً إلي الشام حيث انعقاد المؤتمر الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري.

96 ساعة هي زمن الرحلة منذ الانطلاق من القاهرة وحتي العودة إليها.
وبعيداً عن تفاصيل الرحلة التي وإن طالت وزادت خطورتها وصعوبتها عشرات المرات، لما تخلف عن تكرارها أكثر المدعويين المصريين ــ فمن ذا عساه يتأخر عن تلبية نداء دمشق ــ، حفل المؤتمربمشاركة نحو 150 من الشخصيات العالمية، غير أكثر من 1000 من أبناء الوطن السوري كله قدموا من كل الأنحاء ليشهدوا بأن سوريا كلها تقف اليوم مع الدولة والجيش ضد الإرهاب.
الحضور الرسمي الأبرز والأكثر تأثيراً كان لإيران ولحزب الله اللبناني، ولروسيا لا يقابلهم ثقلاً غير حضور شعبي عربي أتصور أن أبرزه كان للوفد المصري الذي ضم بين ما ضم السياسي البارز أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري والمخرج عمر عبد العزيز ومدير التصوير سمير فرج، وقدر ما كان للوفد من أثر في تأكيد حقيقة أن سوريا تعيش بقلوب المصريين وإن أزمتها هي عندهم تمثل هاجسا وطنيا حقيقيا، وأعضاء الوفد كونهم أتوا إلي عاصمة الياسمين ليقولوا بأن الاعتقاد بوحدة المصير بعده يجد عند المصريين صدي، قدر ما كان الجميع يشعر بأن شيئاً مهماً ناقصاً يشوب هذه المشاعر.
الذي حال دون الراحة الكاملة للمصريين المشاركين في المؤتمر، كان وبلا مواربة هو الغياب الرسمي المصري، فمصر الرسمية التي غيبها عن سوريا قرار من الجاسوس الخائن محمد مرسي بقطع العلاقات في عام النكبة الذي استولت فيه جماعة الخوارج علي مقدرات البلاد، بعدها لم تتحرك نحو إعادة كاملة للعلاقات الرسمية والدبلوماسية مع القطر الشمالي.
علي غيابها الرسمي مصر وما يحاك ضدها «كانت» حاضرة وبقوة علي ألسنة الدكتورة بثينة شعبان مستشار الرئيس الأسد ووليد المعلم وزير الخارجية وعمران الزعبي وزير الإعلام، في كلماتهم التي حملت كل معاني العشق والإخوة و الإيمان بالمصير المشترك..
و أخيراً احتاجت سوريا المأزومة في أخطر مرحلة من تاريخها إلي الدعم فلم تجده إلا من إيران، وطبيعي أن تتحالف وإياها، فهل نستمر علي هجران سوريا.. أتصور أن علي مصر اليوم وبلا تأخير إعادة العلاقات مع سوريا.