صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


 «إطارات السيارات».. كارثة تهدد التغيرات المناخية بسبب غازاتها السامة 

شاهندة أبو العز

الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 05:40 م

◄ تنتج ذرات مضرة بالبيئة أكثر 1000 مرة من غازات عوادم السيارات


◄ أول صالة ألعاب رياضية من إطارات السيارات التالفة المعاد تدويرها 


 يقدر عدد إطارات السيارات التي يتم استهلاكها في العالم سنوياً بأكثر من مليار إطار، يتم التخلص من 60% منها إما بالحرق لتوليد الطاقة في المصانع وغيرها، أو بالدفن والإلقاء في البحر.

وتأتي خطورة هذه الإطارات كون مكوناتها صعبة التحلل طبيعياً وقابلة للاشتعال، وتزداد خطورتها عند ملامستها لمواد حمضية، حيث تفرز بعض المواد الكيماوية التي يتم امتصاصها في الأرض ما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، كما تعتبر أكوام الإطارات بيئة لمستنقع الحشرات والكائنات الضارة بالإنسان، وذلك بما تنتجه من انبعاثات للغازات السامة، مثل أكاسيد الكبريت والكربون والرصاص، ويزداد حجم هذه المشكلة في الدول العربية التي تستهلك أعداد ضخمة من الإطارات.

وأكدت التقارير البيئية إن معدل الإطارات المستهلكة سنوياً مرشحة للزيادة، لتشكل بذلك تهديداً كبير على الإنسان والبيئة، فالكميات المتزايدة سنوياً من إطارات السيارات المستعملة والتالفة تُعد من أهم التحديات التي تهدد سلامة البيئة وتؤثر على صحة الإنسان وحياته باعتبارها مصدراً للتلوث وإهداراً للموارد الطبيعية.

ويعد مطاط الاستيرين بوتادين، الذي يستخدم في تصنيع إطارات السيارات، أكثر أنواع المطاط إنتشاراً نظراً لرخص ثمنه وخواصه الميكانيكية العالية، ويضاف إليه كل من أسود الكربون وبورات الزنك أو الكالسيوم في وجود أكسيد الحديد لمقاومة الإحتراق وهذه الإضافات تزيد من تكوين الدخان الكثيف عند الإحتراق، وتؤدي إلى تصاعد وانبعاث الغازات السامة.

وتعتبر إطارات السيارات المطاطية التالفة «الكاوتش» ثروة صناعية حيث يمكن إعادة تدويرها مرة أخرى وإدخالها في نظام بيئي جديد يستفاد منها بطرق علمية.

مصطفى محمود صاحب أحدى الورش لإعادة تدوير إطارات السيارات أستوعب أضرار وخطورة "الكاوتش التالف" ليقرر بدء مشواره منذ 5 سنوات، وتخصيص ورشة لإعادة تدوير الأطر التالفة واستخدامها في تنفيذ ديكورات مختلفة.

اقرأ أيضا : النفايات الإلكترونية| إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية يحافظ على الموارد الطبيعية 

 يقول مصطفى إنه يقوم بشراء كاوتش السيارات بعد وضع تصميم فني خاص بها وكيفية أستخدامها، سواء كرسي أو تصميم غرفة نوم أو لعبه أو ديكور حائط، حيث يحدد كل مُخَلَّف على أساس نوعه ودرجة التلف الموجودة به.

مضيفاً أن إطارات التوك توك الأكثر أستخداماً في ورشته الصغيرة المكونة من الآلات بسيطة كالشنيور والسنفره والمنشار والحفار، بالإضافة إلى جهاز التبريد وآلة التقطيع، والتي قام بشرائها قديمة لإعادة استخدامها مرة أخرى.

لم يكتفي مصطفى وفريقه المكون من 15 فرد من إعادة تدوير إطارات السيارات في تصميمات تناسب الكافيهات والمقاهي الشبابية كاديكورات، ولكنه قرر افتتاح أول صالة ألعاب رياضية صديقة للبيئة من منتجات معاد تدويرها، حيث تم استبدال جميع الأجهزة الرياضية، بأخرى تم تصنيعها من المخلفات باستخدام الأسمنت ومواسير مياه قديمه معاد تدويرها كبديل سقالات حديد، بالإضافة إلي استخدام أكياس بلاستيك قديمة مغطاة بأكياس قماش من بواقي المصانع وحشوه بالرمال كبديل للأوزان، وإعادة استخدام براميل الحديد التالفة بديل لأجهزة رفع الأثقال.

ويقول يوسف تامر من أعضاء فريق ورشة إعادة تدوير المخلفات أن فكرة إعادة التدوير تحقق المثل الشعبي " تحويل الفسيخ لـ شربات " حيث يعمل على تصنيع ألعاب الأطفال من كاوتش السيارات التالف، بالإضافة إلى إدخال براميل الحديد مع الكاوتش في صناعة الكراسي.

وتابع يوسف، أنه قام بتجهيز 4 كافيهات كاملة من إعادة تدوير المخلفات الصلبة فهي ذات شكل مميز ويجعل المواطنين يقبلون على الأماكن المختلفة، قائلا : "الكافيهات بتجيب حاجات قديمة وتقولك أعملهالي، بسعر رخيص".

ويفضل يوسف، نشر منتجاته المعاد تدويرها في المعارض حتى يكون هناك تفاعل وتوعية للمواطن الذي يشتري المنتج، موضحاً: " لما بنقول لحد أن الكرسي دا من كوتش توك توك ومعاد تدويرها مش بيصدق، لكن لما بيشوفه في الحقيقة ويجربه بيعجب بيه ويشتريه".

يبدو أن إطارات السيارات مصدر كبير على كافة الأصعدة لتلوث البيئة، فقد كشفت سلسلة اختبارات جديدة أن الإطارات تنثر في الهواء ما مقداره 5.8 غرامات من الذرات السامة والمضرة في كل كيلومتر تقطعه السيارة، والذرات ناتجة عن التآكل المستمر للإطارات أثناء احتكاكها بأسفلت الشارع، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

مايعني أن إطارات السيارات تنتج ذرات تلوث مضرة بالبيئة أكثر 1000 مرة من الغازات الناتجة عن عوادم السيارات
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة