رائدات السينما المصرية
رائدات السينما المصرية


السينما المصرية قامت على اكتاف امرأة

شريف عبد الفهيم

الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 07:35 م

رغم أن عمل المرأة في السينما بشكل عام والمصرية بشكل خاص يرى الكثيرون أنه لا يعدو كونه مكملاً للهيئة الذكورية التي تقوم عليها صناعة السينما ككل في وقتنا الحالي، إلا أن الكثيرين لا يعلمون أن صناعة السينما في بدايتها قامت على أكتاف امرأة مصرية، قامت بكل ما يمكن أن يفعله الرجال لتكون المخرجة والمؤلفة والمنتجة، بل اعتبرت أول مخرجة سينمائية في العالم، إنها عزيزة أمير التي اقترن اسمها بتاريخ السينما المصرية كمؤسسة لهذه الصناعة في مصر وفي البلاد العربية بشكل عام، فهي صاحبة الفيلم العربي الأول، وأول سيدة مصرية تجرأت على اقتحام ميدان الإنتاج السينمائي وذلك بالفيلم الصامت "ليلى" الذي عرض بدار سينما "متروبول" في السادس عشر من نوفمبر عام 1927، وقامت فيه بتمثيل دور البطولة، أما عن الإخراج السينمائي فقد أخرجت عام 1929 فيلم "بنت النيل"، عن مسرحية "احسان بيك"، تأليف محمد عبد القدوس، والد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.

رغم أنها مؤسسة صناعة السينما، فإنها دخلتها من باب المسرح، عن طريق فرقة رمسيس المسرحية، فقد قرأت إعلانا في الصحف في صيف عام 1925، بأن يوسف وهبي يطلب وجوهاً جديدة لفرقة رمسيس، التي كان قد أسسها قبل عامين من ذلك الوقت، فأرسلت إليه خطاباً وأرفقت به صورتها، وأبدت فيه رغبتها بالعمل في المسرح، بل طلبت منه أن يعطيها دور البطولة، فأعجب يوسف وهبي بثقتها في نفسها، ودفع بها إلى خشبة المسرح في دور العروس الخجولة في مسرحية بعنوان "الجاه المزيف".

في بداية عام 1926، جاء الى القاهرة الفنان التركي المغامر "وداد عرفي" الذي اقترن اسمه دائماً بتاريخ نشأة السينما المصرية، بالرغم من أن جميع محاولاته في هذا الميدان كانت مجرد مشروعات بدأ بتنفيذها ثم قام بإتمامها غيره، كان له الفضل في إقناع عدد من السيدات المصريات بالنزول الى ميدان الإنتاج عزيزة أمير، فاطمة رشدي، آسيا داغر.

نجح "وداد عرفي" في إقناع "عزيزة أمير" بإنتاج فيلم "ليلي"، الذي سبق أن أخرجه في فصلين باسم "نداء الله"، وقام فيه بدور البطولة أمام عزيزة أمير، ثم أعيد إخراجه في خمسة فصول بالاسم الجديد، بعد حذف دوره، وإسناده الى "أحمد علام" ليصبح أول ممثل يطلق عليه لقب "الفتى الأول" في تاريخ السينما المصرية. أما الإخراج فقد أكمله "ستيفان روستي" بالاشتراك مع "أحمد جلال" و"حسين فوزي" ومصور الفيلم الإيطالي "تيليو كياريني"، واشترك في تصويره المصور المصري الهاوي حسن الهلباوي، وتم تصوير الفيلم بين الهرم وسقارة وشوارع القاهرة، بينما تم التحميض والطبع في منزل منتجة الفيلم الذي تحول الى أستوديو في شارع البرجاس بحي جاردن سيتي.

واستمرت عزيزة أمير في الإنتاج باسم شركتها "إيزيس فيلم"، فأنتجت خمسة وعشرين فيلماً، حتى ختمت مشوارها الفني بإنتاج فيلم (آمنت بالله) الذي عرض بدار سينما الكوزمو في الثالث من نوفمبر عام 1952.

فاطمه رشدى

تعد الرائدة الثانية للسينما المصرية بعد عزيزة أمير حقاً أن السينما لا تلعب فى حياتها إلا جانباً ضئيلاً إذا قيس بالدور الذى لعبته فى المسرح.. ولكن قيامها ببطولة فيلم "فاجعة فوق الهرم" مع وداد عرفى وبدر لاما وإخراج إبراهيم لاما جعلها من الرواد حيث إن هذا الفيلم يعد الثالث فى تاريخ السينما المصرية بعد فيلمى "قبلة فى الصحراء" للأخوين لاما فضلاً عن قيامها ببطولة فيلم "العزيمة" لكمال سليم الذى يعد ثورة فى تاريخ السينما المصرية وفتحاً لظهور السينما الواقعية.. جعل منها رائدة خالدة فى تاريخ السينما حيث يعد فيلم "العزيمة" من أحسن مائة فيلم فى قائمة السينما المصرية

ورصيد فاطمة رشدى السينمائى لا يتعدى خمسة عشر فيلماً بدأتها بفيلم "فاجعة فوق الهرم" سنة 1928 وهو فيلم صامت من أفلام المغامرات للمخرج إبراهيم لاما وبطولتها مع بدر لاما ووداد عرفى ومن هنا كان لها دور الريادة فى بدايات السينما المصرية.. وما إن انتهت من هذا الفيلم حتى قررت أن تدخل مجال الإنتاج السينمائى فأنتجت أول فيلم بعنوان "تحت ضوء الشمس" من تأليف وإخراج وداد عرفى. وحين عرض الفيلم عليها بعد انتهائه لم يعجبها فقامت بإحراقه عن آخره وأسقطته من عداد أفلامها..

وفى عام 1933 عادت فاطمة رشدى إلى السينما بعد غياب خمس سنوات ولكنها عادت كمخرجة ومؤلفة بالإضافة إلى قيامها بالبطولة والإنتاج فى فيلم "الزواج".

بهيجة حافظ: 

الفتاة الارستقراطية التى هوت الموسيقى منذ الصغر كباقى أفراد عائلتها.. وأكملت دراستها الموسيقية فى فرنسا حيث حصلت على دبلوم فى فن الموسيقى وفى القاهرة ذاع صيتها كمؤلفة موسيقية وتعاقدت معها شركة أوديون بالقاهرة وكولومبيا بالإسكندرية لشراء مؤلفاتها الموسيقية. إلى أن لعبت الصدفة دوراً فى تغير مسار حياتها من جديد.. فقد نشرت صورتها على غلاف مجلة المستقبل كأول مؤلفة موسيقية مصرية.. لتقع المجلة فى يد المخرج محمد كريم الذى تصادف بحثه عن وجه جديد ليقوم ببطولة فيلمه الصامت "زينب" 1930 ومن هنا كان الفيلم من نصيب صاحبة الغلاف بهيجة حافظ التى رحبت بالعمل فى السينما لتسجل اسمها كرائدة من رواد هذا الفن فى تاريخه الصامت.. كما قامت بهيجة حافظ بتأليف الموسيقى التصويرية الخاصة بهذا الفيلم وكانت عبارة عن 12 قطعة موسيقية وكان بذلك أول فيلم مصرى توضع له موسيقى تصويرية مؤلفة خصيصاً من أجله..

وأهم ما يذكر لبهيجة حافظ فى مسيرتها السينمائية هو قيامها ببطولة وإنتاج وتصميم الأزياء ووضع الموسيقى التصويرية والإخراج.

آسيا داغر: 

من مواليد لبنان، وفدت إلي مصر عام 1922 وتعد ثاني منتجة سينمائية بعد "عزيزة أمير" كما قامت بتمثيل العديد من الأفلام منها:

"ليلي" "غادة الصحراء" في عام 1927 اتجهت إلي مجال الإنتاج السينمائي، حيث أسست شركة "لوتس" للإنتاج والتوزيع السينمائي ومن أهم الأفلام التي أنتجتها «عيون ساحرة» «زليخا تحب عاشور» «عندما تحب المرأة» وغيرها من الأفلام.

تعتبر أول من قدم عملا تاريخيا للسينما المصرية بإنتاجها فيلم "الناصر صلاح الدين" وهو أول فيلم مصري بالألوان وسينما سكوب، والذي يعد نقطة تحول كبيرة في تاريخ السينما المصرية والعربية، وكان هذا الفيلم هو آخر فيلم أنتجته، فبسببه أعلنت إفلاسها وباعت كل ما تملك لإنتاجه، إلا أنه كان تتويجا لحياتها الفنية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة