مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون إزعاج

خارج الأسوار

مصطفى عدلي

الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 07:40 م

توقفت أمامه رغم أننى لا أعرفه، طالبته بالتمهل، نظر إلىَّ وقال فى هدوء ماذا تريد؟ سألته: لماذا أنت هنا، جالس خارج أسوارها، لماذا الهروب؟، لماذا تغفل علمها؟، هنا أجاب بلباقة طالب علم، بوجه يحمل الأوجاع، بعيون تلمع من دموع حرمتها كرامته من السقوط: لم تعد كذلك، لم تعد تعلِّمنا، تحتوينا، تستقبلنا، كانت مدرستى عندما كانت لا تحوجنى لدروس خصوصية انهكت والدى الفقير، صدقنى مدرستى فقط أشاهدها واستمتع بأناقتها بين أحضان الفضائيات، أتريد أن أخبرك حقا بواقعها، بحقيقتها كاملة، بكل صدق : إنها نظيفة ليست من القمامة والأتربة التى تلوث مبانيها لكن أيضا من العلم، بين جدرانها لم يعد هناك أخلاق نتوارثها، حرمها يرفض استقبالنا أكثر من ساعتين فى اليوم نظرا للكثافة العالية وفتراتها اليومية المتعاقبة، أما عن فصولها فتشبه ملحمة جماهيرية كتلك التى تراها على المقاهى لمشاهدة مباريات لاعبنا محمد صلاح، تلك التى تدافع عنها تحولت لمحنة نخرج منها بلا علم وبلا أخلاق وبلا أصدقاء لأننا ببساطة وبدون تجميل نعيش فى حقل تجارب علمية يدركها وحده وزير التربية والتعليم  الذى أقدر مجهوده لكننى أقول له: لا تنظر لتطوير مناهجنا وإنجاز طفرة فى نظامنا التعليمى،  قبل أن تسعى جاهدا لتطوير عقولنا وإدراكنا ومدارسنا لأن أحد الحكماء قال فى يوم ما : «ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقا»، هنا غادرت لأننى حقا تعلمت من هذا الطالب النبيه فهل يسمع كلماته وزير التربية والتعليم؟!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة