قلبي مع طلاب الثانوية العامة ومع اولياء امورهم فقد «داخوا السبع دوخات» مابين جامعات حكومية وخاصة ومابين وزارة تعليم عالي ومجلس اعلي للجامعات.. حيرة ما بعدها حيرة..مابين جامعة روسية ويابانية وبريطانية وفرنسية وامريكية وألمانية وكندية.. وبدون أي ضمانات للقبول فقط..استمارة تقديم بالشيء «الفلاني» وامتحان برسوم خاصة بالاضافة لمبلغ محترم،مقدم مصروفات قد يصل إلي 7 آلاف جنيه.. ورغم كل هذا فالقبول غير مضمون عليك ان تنتظر التنسيق واعلان النتيجة.

ولأن أولياء الأمور في سباق مع الزمن فهم «يلفون كعب داير» بأوراق أبنائهم علي جميع الجامعات حكومية وخاصة.. يتقدم الاولاد لامتحان قدرات هنا.. أو امتحان قبول هناك وكل شئ بثمنه.. الزحام شديد حتي مجرد الدخول من بوابة بعض الجامعات يحتاج إلي واسطة فما بالك بالقبول.. عشت مع صديقة لي مأساة التقديم لابنها دارت به علي جميع الجامعات ودفعت في كل جامعة ثمن استمارة التقديم ورسوم الامتحان التي لاتقل عن 500 جنيه.. ومازالت قلقة فمجموع ابنها 91.5 % وفرص التحاقه بكلية الهندسة التي يرغب بها ضئيلة في ظل المجاميع المرتفعة..وحال صديقتي هو حال الآلاف من المصريين
فالجامعات الخاصة تشهد، إقبالا كثيفا من ناجحي الثانوية العامة، ضمن المرحلة الأولي للتقديم،التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي، والتي تنتهي الأحد 9 أغسطس المقبل. خاصة كليات الطب والهندسة التي تشهد إقبالا كثيفا عن باقي الكليات، والتي رفعت الوزارة تنسيقها 5% عن العام الماضي، فارتفع تنسيق كليات الصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي من 85% في العام الماضي إلي 90% هذا العام، وكان الحد الأدني لكلية الهندسة 80%، في حين تقبل الكلية العام الحالي بحد أدني 85%.. لست ضد الجامعات الخاصة فقد أصبحت واقعاً وقد اضافت الكثير إلي التعليم في مصر.. وهي في سباق مستمر وتحاول أن تكون في المقدمة دائما حتي تجذب الطلاب.. لكن المطلوب بعض النظام فقد وضعنا لها شروطا وتنسيقا وحددنا لها اعدادا.. بينما الواقع شيء اخر فهي تتعامل علي انها جامعات مستقلة من حقها تحديد اعدادها وفرض شروطها وهي في صراع مستمر مع المجلس الاعلي للجامعات الخاصة..
فهل نتعامل مع هذه الجامعات بجدية خاصة أنها غير قادمة من المريخ؟!