قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «إلا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب».

القلب كالجسد يتأثر سلبا وايجابا فهو يصح ويمرض ويجوع ويشبع ويسعد ويشقي ويكسي ويعري كل ذلك بحسب نوع المؤثرات التي تحيط به فمن أمراضه الكفر والعياذ بالله والحقد والحسد والغيبة والشك ودواؤه منها التوبة وترويض النفس علي انشغالها بما ينفعها. قال ابراهيم الأحوص: دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والدعاء عند السحر ومجالسة الصالحين.. سئل ابراهيم ابن الحسن عن سلامة القلب فقال: العزلة والصمت وترك استماع خوض الناس ومن امراضه ايضا: حب الدنيا والاقبال عليها. قالت رابعة العدوية: شغلوا قلوبهم بحب الدنيا.. عن الله عز وجل ولو تركوها لجالت في الملكوت ثم رجعت اليهم بطرائف الفوائد وكما ان القلب يمرض فانه يجوع وجوعه ليس عن نقص طعام ولا شراب وانما بالغفلة عن ذكر الله والانس بغيره قال سهل بن عبدالله: ما من ساعة الا والله عز وجل مطلع علي قلوب العباد فأي قلب رأي فيه غيره سلط عليه ابليس.. فكيف تداوي القلوب؟ روي ان رجلا سأل السيدة عائشة رضي الله عنها قائلا: ما دواء قسوة القلب فأمرته بعيادة المريض وتشييع الجنائز وتوقع الموت. وقال الامام ابن القيم: جلاء القلب وعلاجه الذكر لان القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وجلاؤه الذكر فإنه لا يتركه حتي يدعه كالمرآة البيضاء.. واضاف الصالحون ايضا اداء الفرائض والبعد عن اصدقاء السوء والرحمة بالضعفاء والمساكين وتدبر الاخرة.. اللهم ارزقنا قلبا خاشعا ناصعا لا يا يأنس بأحد غيرك.