ولا أحد ينتبه بجديدة لمأساة التعليم في بلادنا.. ولا أحد يؤمن أن كل البلاءات التي تجابهنا سببها التعليم الاستظهاري الشكلاني.. ولا أحد يفسر لنا درجات الطلاب الجبارة في الثانوية العامة التي تتخطي كل النسب العالمية لتصل إلي ما فوق 100% ومع ذلك نشكو الفاقة العلمية ويسود مجتمعنا فكر الخرافة والعلاج بالحجامة وشرب بول الإبل..!

ولا أحد يصدق ان وزارة التعليم هي وزارة امتحانات وليست وزارة لإنضاج عقول أبنائنا وتسييد فكر العلم.. وزارة حولت العلم إلي حصة محفوظات ومدرس لتاجر شنطة وأصبح تعليمها سلعة تباع وتشتري من اجل الحصول علي درجات مرتفعة ويتحول التعليم إلي مسابقة للعدو واللهاث..!
ونفاجأ بأعداد طلاب تقارب أعداد سكان دول تحصل علي درجات خرافية دون مردود عقلي ينقد ويفند ظواهر الحياة.. ولم ينزعج أحد لهذه الدرجات المرتفعة وأكثرها مغيبة العقل ولا تملك من الذكاء سوي الحفظ والاستظهار ولا نلوم أنفسنا حين نجد نفس الطلاب يتظاهرون في الجامعة مطالبين بعودة الحكم الاصولي التقليدي وكأن الزمن لا يتغير والحياة وقفت عند حقبة من الزمن.
وكلنا نعرف أن هؤلاء الطلاب لم يخضعوا لتعليم حقيقي ينمي القدرة علي النقد والإبداع والالتحام الحقيقي مع مشاكل الحياة المتجددة.. إنهم ضحايا المدرسة الطاردة لطلابها والنوم في احضان الدروس الخصوصية واللهاث وراء المجاميع الحبلي بالخواء ونظن اننا أمة من العباقرة.