الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية


أقام على الكرسي 19 عامًا.. الكنيسة تحي ذكرى وفاة البابا يوساب الأول

مايكل نبيل

الثلاثاء، 02 نوفمبر 2021 - 01:19 م

تحي الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم الثلاثاء «تذكار نياحة» وفاة البابا يوساب الأول البابا الـ52 من بطاركة الكرازة المرقسية، كما جاء في سنكسار الكنيسة وهو كتاب يعرض قصص الشهداء والقديسين في المسيحية.

وجاء في السنكسار أنه في مثل هذا اليوم من عام 841 ميلادية تنيح الأنبا يوساب الثاني والخمسون من بأباوات الإسكندرية، كان من أولاد عظماء منوف وأغنيائها، ولما انتقل أبواه وتركاه رباه بعض المؤمنين، ولما كبر قليلا تصدق بأكثر أمواله، ثم قصد برية القديس مقاريوس، وترهب عند شيخ قديس.

وأضاف السنكسار أنه عندما قدم الأنبا مرقس الثاني التاسع والأربعون من بأباوات الإسكندرية، وسمع بسيرته دعاه إليه، وعندما أراد العودة إلى البرية رسمه قسا وأرسله، فمكث هناك مدة إلى إن تنيح الأنبا سيماؤن الثاني الحادي والخمسون، وظل الكرسي شاغرًا إلى إن اتفق بعض الأساقفة مع بعض من عامة الإسكندرية على تقدمة شخص متزوج كان قد رشاهم بالمال. فلما علم بقية الأساقفة أنكروا عليهم عملهم هذا وطلبوا إلى الله أن يرشدهم إلى من يريده فأرشدهم إلى هذا الأب.

وتابع السنمسار أنهم تذكروا سيرته الصالحة، وتدبيره حينما كان عند الأب الأنبا مرقس، وأرسلوا بعض الأساقفة لإحضاره، فصلي هؤلاء إلى الله قائلين «نسألك يارب إن كنت قد اخترت هذا الأب لهذه الربتة، فلتكن علامة ذلك إننا نجد بابه مفتوحا عند وصولنا إليه»،  فلما وصلوا وجدوا بابه مفتوحًا، حيث كان يودع بعض زائريه من الرهبان، وإذ هم بإغلاق الباب رآهم مقبلين فاستقبلهم بفرح وأدخلهم قلايته.

وعندما دخلوا امسكوه وقالوا له «مستحق»، فصاح وبكي وبدا يظهر لهم نقائصه وعثراته، فلم يقبلوا منه، وأخذوه إلى ثغر الإسكندرية ووضعوا عليه اليد، وعندما جلس علي الكرسي المرقسي اهتم بالكنائس كثيرا، وكان يشتري بما يفضل عنه من موارده أملاكا ويوقفها على الكنائس.

وكان كثير التعليم للشعب لا يغفل عن أحد منهم فحسده الشيطان وسبب له أحزانا كثيرة من ذلك إن أسقف تنيس وأسقف مصر أغاظا شعب كرسيهما فأنكر هذا الأب عليهما ذلك، وطلب إليهما مرارًا كثيرة إن يترفقا برعيتهما، فلم يقبلا منه نصيحة، واستغاثت رعيتهما قائلة إن أنت ارغمتنا علي الخضوع لهما تحولنا إلى ملة أخرى، وإذ اجتهد كثيرًا في الصلح بين الفريقين ولم ينجح، دعا الأساقفة من سائر البلاد وأطلعهم على أمر الأسقفين وتبرا من عملهما، فكتبوا جميعهم بقطعهما فلما سقطا مضيًا إلى الوالي بالقاهرة، ولفقا على الأب قضية كاذبة، فأرسل الوالي أخاه مع بعض الجند لإحضار البطريرك، ولما وصلوا إليه جرد أخو الأمير سيفه، وأراد قتله، ولكن الله أمال يده عنه فجاءت الضربة في العمود فانكسر السيف.

فازداد الأمير غضبًا وجرد سكينا وضرب الاب في جنبه بكل قوته، فلم تنل منه شيئا سوي إن قطعت الثياب ولم تصل إلى جسمه فتحقق الأمير أن في البطريرك نعمة إلهية ووقاية سماوية تصده عن قتله، فاحترمه وأتى به إلى أخيه، واعلمه بما جري له معه، فاحترمه الحاكم أيضا وخافه، ثم استخبره عن القضية التي رفعت عليه، فأثبت له عدم صحتها وأعلمه بأمر الأسقفين، فاقتنع وأكرمه، وأمر بأن لا يعارضه أحد في رسامة، أوعزل أحد من الأساقفة، أو في أي عمل يختص بالبيعة.

وكان مداوما علي وعظ الخطاة وردع المخالفين، مثبتا الشعب علي الإيمان المستقيم الذي تسلمه من أبائه، مفسرا لهم ما استشكل عليهم فهمه، حارسا لهم بتعاليمه وصلواته، وقد أظهر الله تعالي على يدي هذا الأب عجائب كثيرة.

ولما أكمل هذه السيرة المرضية تنيح بسلام بعد إن أقام على الكرسي تسع عشرة عام، وفي الرهبنة تسعا وثلاثين، وقبلها نيفا وعشرين سنة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة